من خلال دمج تقنية «راديون» مع الجيل الثامن من معالجات «كور»

«إنتل» و«إيه إم دي» تنتجان شريحة «فائقة القوة» للحاسبات المحمولة

الشريحة الجديدة تنافس إن لم تكن تتفوق على ما تقدمه بطاقات رسوميات «إنفيديا». من المصدر

في مفاجأة غير متوقعة، أعلنت شركتا «إنتل» و«إيه إم دي» الأميركيتان المتنافستان في مجال صناعة رقاقات ومعالجات الحاسبات، عن دخولهما في شراكة يتم بموجبها الدمج بين تقنية «إيه إم دي راديون»، وتقنيات تصميم وتصنيع الجيل الثامن من معالجات «إنتل كور» المتعددة المحاور المتوقع طرحها مطلع العام المقبل، لتصنيع شريحة جديدة «فائقة القوة»، تجعل أخف الحاسبات المحمولة وأكثرها نحافة قادرة على تشغيل أعلى وأعقد الألعاب الإلكترونية.

• الشريحة الجديدة تجعل أخف الحاسبات قادرة على تشغيل أعقد الألعاب.

• محللون اعتبروا أن شراكة «إنتل» و«إيه إم دي» موجهة ضد «إنفيديا».

وكشفت الشركتان عن اتفاقهما، في بيان مشترك نشر على الموقع الرسمي للشركتين، وصاحبه توضيح من نائب رئيس «إنتل» لمجموعة الحوسبة، كريس وولكر، وظهر على غرفة الأخبار في موقع «إنتل» newsroom.intel.com، بينما اعتبر محللون في مواقع تقنية كبرى، وعلى رأسها موقعا «بي سي وورلد» و«بيزنس إنسايدر»، أن الاتفاق موجه بالأساس ضد شركة «إنفيديا» المتخصصة في إنتاج بطاقات معالجة الرسوميات، والتي تستحوذ على الحصة الكبرى من سوق بطاقات الرسوميات التي تشغل الألعاب العالية المواصفات.

سوق البطاقات

ويأتي الاتفاق على طريقة «عدو عدوي صديقي»، على اعتبار أن «إنفيديا» تنافس «إنتل» وتزيحها تماماً من سوق بطاقات الرسوميات العالية الأداء، وتجعلها متقوقعة في سوق البطاقات المنخفضة المواصفات فقط، وتجبرها على دفع 1.5 مليار دولار كرسوم ترخيص باستخدام براءات الاختراع والتقنيات الخاصة بها. وفي الوقت نفسه تحاصر «إيه إم دي»، وتجعلها متقوقعة في المنطقة الوسطى بين بطاقات الرسوميات المنخفضة المواصفات التي تسيطر عليها «إنتل»، والبطاقات العالية الأداء التي تسيطر عليها «إنفيديا».

وفي معرض شرحه للاتفاق بين «إنتل» و«إيه إم دي»، بين وولكر أن الاتفاق يتعلق بدمج تقنية «إيه إم دي راديون»، مع الجيل الثامن من معالجات «إنتل كور»، من خلال تقنية «إنتل» الجديدة المعروفة باسم «إي إم آي بي»، وهي إحدى تقنيات تصميم وتصنيع الشرائح الإلكترونية الخاصة بالمعالجات الدقيقة.

محور الاتفاق

وراجعت «الإمارات اليوم» خلفيات التقنيتين اللتين تمثلان محور هذا الاتفاق بين الشركتين المتنافستين، فوجدت أن تقنية «إيه إم دي راديون» تتمثل في شريحة دقيقة لمعالجة الرسوميات، تتضمن في الوقت نفسه ذاكرة للوصول العشوائي (رام)، والبرامج الخاصة بها، ومحركاً لوحدات التخزين الإلكترونية الصلبة (إس إس دي)، وذلك كله في حزمة واحدة، تتعامل كتصميم وكيان منفرد شبه مخصص، يعمل مع أجهزة الألعاب مثل «مايكروسوفت إكس بوكس 1»، و«سوني بلاي ستيشن 4»، وغيرهما من منصات الألعاب التي تشغل أعقد وأعلى الألعاب. وكان أول ظهور لشرائح «راديون» كعلامة تجارية بالاسم نفسه عام 2000 من قبل شركة تدعى «آي تي تكنولوجيز»، استحوذت عليها «إيه إم دي» عام 2006، ومن ثم أصبحت العلامة التجارية «راديون» وما بها من تقنيات مملوكة لـ«إيه إم دي».

أما تقنية «إي إم آي بي» فهي جزء من مشروع بدأت «إنتل» الحديث عنه العام الماضي، يدعى «جسر الربط المدمج ذو دوائر (داي) المتعددة»، حيث إن دوائر «داي» هي دوائر إلكترونية يتم انتاجها في دفعات كبيرة على قرص سيليكون واحد، أثناء صناعة أشباه الموصلات.

وتقضي فكرة «إنتل» بوضع عدد كبير من وحدات «إي إم آي بي» لربط دوائر سيلكيون «داي»، وتوجيه الطاقة الكهربائية من خلال المادة المتفاعلة نفسها، والهدف من وراء ذلك هو بناء نظام متكامل في حزمة واحدة.

نظام موحد

وشرح كريس وولكر هذه النقطة بشيء من التفصيل، قائلاً إن «إنتل» طورت بالأصل هذه التقنية، لتصبح بديلاً عن تقنية أخرى يطلق عليها «السيليكون المتداخل»، وهي طريقة في التصنيع تجعل شريحة السيليكون المستخدمة في صناعة أشباه الواصلات أشبه بطابق به طبقات متعددة. وأضاف أن المشكلة مع هذه الطريقة أن مثل هذا الطابق أو المسطح، يحتاج إلى تغطية كامل الفراغ تحته، ما يجعله باهظ الكلفة عند التصنيع.

وأوضح وولكر أن تقنية «إي إم آي بي» تعمل كطبقة صغيرة من الموصلات التي تتشابك مع الركيزة أو القاعدة، ومن ثم تمهد الطريق لتكوين نظام موحد يضم مكونات متعددة، هي في الأصل مستقلة وتمثل كيانات قائمة بذاتها، وبالتالي وضع وحدة المعالجة الرئيسة ووحدة معالجة الرسوميات معاً، وتكون الذاكرة على مقربة شديدة من الاثنتين دون أن تكون جزءاً من التصميم الفعلي نفسه.

وأشار إلى أن «إنتل» تعتقد أن تقنية «إي إم آي بي» أقل كلفة بصورة كبيرة للقيام بعملية ربط الشرائح، مقارنة بالطرق الأخرى المستخدمة في السيليكون المتداخل، وتوفر كذلك مستوى أعلى من الأداء مقارنة بتصميمات حزم الشرائح المتعددة، كما توفر ميزة مهمة أخرى هي النمطية التي تشكل أساساً للدمج بين أي تقنيتين معاً.

وذكر وولكر أن النتيجة النهائية لذلك، هي الوصول إلى شريحة معالج «هجين»، تتمتع بقدرات المعالجة المتوافرة في أحدث جيل من معالجات «إنتل كور»، وهو الجيل الثامن المتوقع إطلاقه العام المقبل، وقدرات معالجة الرسوميات الموجودة في تقنية «إيه إم دي راديون»، ما يجعل الشريحة الجديدة تنافس إن لم تكن تتفوق على ما تقدمه بطاقات رسوميات «إنفيديا» المستقلة، التي تسمح بتشغيل الألعاب وتطبيقات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، وغيرها من المهام التي تتطلب قدرات معالجة خاصة.

تويتر