القضية أمام محكمة فيدرالية أميركية.. واتهام مهندس بتسريب 14 ألف ملف من البيانات

«غوغل» تقاضي «أوبر» في صناعة نظم السيارات ذاتيـة القيادة

«غوغل» تؤكد وجود حالات تطابق بين تصميماتها المسروقة والتصميمات التي تقول «أوبر» إنها طورتها. من المصدر

بدأت محكمة فيدرالية أميركية، أخيراً، النظر في وقائع الدعوى المرفوعة من «شركة غوغل الأميركية» التي تتهم فيها «شركة أوبر لسيارات الأجرة» بانتهاك حقوق الملكية الفكرية والبراءات الخاصة بـ«غوغل» في مجال نظم القيادة الذاتية للمركبات، إذ حصلت «أوبر» عبر موظف سابق في «غوغل»، على التصميمات والأسرار التجارية الخاصة بمشروع «غوغل» للقيادة الذاتية للمركبات، واستخدمتها في مشروعها الخاص ببناء نظم وتقنيات وتصميمات القيادة الذاتية.

وتمثل هذه القضية أول نزاع قضائي من نوعه في نظم القيادة الذاتية للمركبات، يحدث قبل أن تتحول هذه النظم إلى صناعة ناضجة مكتملة الأركان، والسبب في ذلك أن هذه النوعية من النظم تعد من المجالات الواعدة للغاية، إذ يتوقع العديد من المحللين أن تكون «أكثر الأعمال ربحية في التاريخ»، وستتجاوز السوق الخاصة بها عشرات المليارات من الدولارات خلال السنوات القليلة المقبلة.

تفاصيل القضية

- يتوقع أن تكون نظم القيادة الذاتية للمركبات أكثر الأعمال ربحية في التاريخ.

- يعد «ليدار» من النظم المحورية الحيوية في نظم القيادة الذاتية للسيارات.


3 محاور للقضية

دخلت شركتا «وايمو» التابعة لـ«شركة غوغل الأميركية»، و«شركة أوبر لتأجير السيارات» في عملية ذهاب وإياب من وإلى المحكمة، لتقديم المستندات والدفوع المختلفة. وتمحور الأمر في النهاية بثلاث نقاط هي: 14 ألف ملف وما وصل منها لشركة «أوبر»، وتصميمات نظام «ليدار» الموجودة لدى «أوبر» التي تدعي «وايمو» ملكيتها، والنقطة الثالثة تتمثل في التوقيتات الدقيقة لحدوث كل ذلك.

وتتضمن تفاصيل هذه الدعوى أن من قدمها أمام المحكمة هو «شركة وايمو» التي أنشأتها «غوغل» بعد تحويل إدارة نظم القيادة الذاتية للمركبات إلى شركة ناشئة مستقلة تابعة لها، وقدمت الدعوى للمرة الأولى في فبراير 2017، وأسندتها المحكمة الفيدرالية إلى القاضي ويليام ألسوب الذي اشتهر بتعلم لغة «جافا» حينما كان يرأس قضية «أوراكل» ضد «غوغل» منذ سنوات عدة مضت. وعقدت المحكمة أولى جلسات الاستماع التمهيدية في القضية في الثالث من مايو الجاري.

كان النزاع قد بدأ بين الطرفين في فبراير الماضي، حينما تقدمت «وايمو» بعريضة الدعوى، واتهمت فيها «أوبر» بسرقة أسرارها التجارية وحقوق الملكية الفكرية الخاصة بها، وانتهاك براءات الاختراع الخاصة بنظام «ليدار» الذي تطوره «غوغل» ضمن مشروعها للقيادة الذاتية للمركبات.

ويعد «ليدار» من النظم المحورية الحيوية في نظم القيادة الذاتية للسيارات، فهو مسؤول عن جعل السيارة تستشعر ما هو أمامها على الطريق.

وأوضحت «وايمو» في دعواها أن أنتوني ليفاندوسكي، المهندس اللامع الذي كان يعمل سابقاً في إدارة «غوغل» لنظم القيادة الذاتية، قبل أن تتحول إلى شركة «وايمو»، حمّل أكثر من 14 ألف ملف تعادل مساحة 9.7 غيغابايت من البيانات على كمبيوتره المحمول، ثم نقل هذه الملفات إلى وحدة تخزين خارجية، لافتة إلى أن هذه الملفات تتضمن خطط «وايمو» لنظام «ليدار» المملوك لها كحقوق ملكية، كما تحتوي على معلومات أخرى حول تقنية القيادة الذاتية للسيارات التي تطورها الشركة، وتعتبر جميعها أسراراً تجارية وحقوق ملكية فكرية، وبراءات محمية ومسجلة باسم الشركة.

وأضافت صحيفة الدعوى أن ليفاندوسكي ترك إدارة السيارات ذاتية القيادة في «غوغل» بعد أسبوعين من تحميله لهذه الملفات، ثم ذهب للعمل في شركة «أوتو» الناشئة التي تركز على القيادة الذاتية لسيارات النقل والشاحنات، واستحوذت عليها «أوبر»، وتولى فيها ليفاندوسكي، رئاسة مشروع القيادة الذاتية للسيارات، وظل به حتى تم إبعاده عن المنصب بعد بدء تداول القضية بالمحكمة.

اكتشاف العملية

ذكرت «وايمو» أنها تلقت بالمصادفة بريداً إلكترونياً من أحد موردي شركة «أوبر» تطلب معدات لنظام «ليدار» في أواخر عام 2016، واحتوت الرسالة على تصميمات لنظام «ليدار» مطلوب عمل معدات له، وكانت المفاجأة أن التصميمات الملحقة برسالة البريد الإلكتروني كانت تحمل تشابهاً وربما تطابق مع التصميم الفريد من نوعه الخاص بـ«وايمو».

وأكدت «وايمو» أنها أجرت تحقيقاً وفحصاً للأمر، وباتت مقتنعة بأن ليفاندوسكي نقل محتويات 14 ألف ملف بصورة أو بأخرى إلى «أوبر».

وبعدها بأسبوعين رفعت «وايمو» دعوى لإصدار أوامر قضائية تمهيدية لمنع «أوبر» من استخدام أسرار «وايمو» التجارية أو انتهاك حقوق الملكية الفكرية وبراءات الاختراع الخاصة بها.

ولخصت القضية في أنها مقتنعة بأن «أوبر» أغرت ليفاندوسكي بالذهاب إليها وهي مجرد شركة لسيارات الأجرة، ثم قفزت على الفور إلى بدء الجهود الخاصة بالقيادة الذاتية من خلال نسخ التصميمات وبراءات الاختراع والأسرار التجارية التي قدمها لها ليفاندوسكي.

وانتهت «وايمو» في دعواها إلى أن مجرد بدء «أوبر» في تطوير نظم القيادة الذاتية يعد ضرراً لا يمكن إصلاحه بالنسبة لـ«وايمو»، ولذلك يجب منع هذه الأنشطة.

دفاع «أوبر»

في المقابل، يستند دفاع «أوبر» الأساسي إلى أن تصميم نظام «ليدار» الذي تبنيه حالياً، وتطلق عليه الاسم الكودي «فوجي» تم تطويره بصورة مستقلة قبل سنوات بواسطة مهندس في «بتسبرغ»، ولا يوجد لديها على الإطلاق أي نموذج أولي ينتهك براءات الاختراع أو حقوق الملكية الفكرية لأي شركة أو جهة أخرى، فضلاً عن أنها لم تقم بعد بوضع أيٍّ من هذه الأجهزة على الإطلاق في السيارات، كما دفعت بأن مجرد تعيين ليفاندوسكي لا يعد سبباً كافياً لاتهامها هي، أو هو، بانتهاك أسرار «وايمو» التجارية. وردت «وايمو» على ذلك بأن لدى «أوبر» مشروعاً آخر يطلق عليه «سبايدر»، وهو نظام «ليدار» بدأت «أوبر» العمل عليه من أكتوبر 2016، وهو التوقيت الذي اقتنع فيه ليفاندوسكي بأنه لن يعمل مع «غوغل». وقالت «وايمو» إن فريق «سبايدر» تم تحويله إلى مشروع «فوجي»، وتم إيقاف ليفاندوسكي، وأصبح دوره المساعد بالاستشارات مع رئيس المهندسين في المشروع.

 

 

تويتر