أكد أنه من مواليد البحر.. وفريق الإمارات سينافس على العالمية

الهاملي: كلفة زورق الفورمولا 1 تصل إلى مليون درهم

صورة

يُعد الإماراتي أحمد الهاملي من أبرز المتسابقين في سباقات الزوارق السريعة الفورمولا 1، وجاءت عودته إلى المشاركة في السباقات بعد فترة غياب لتستعيد رياضة الزوارق السريعة الإماراتية متسابقاً من العيار الثقيل، ينضم مجدداً إلى كوكبة المتسابقين الإماراتيين، الذين يجوبون العالم، ويرفعون علم الدولة عالياً في مختلف السباقات، ما جعل الدولة الأبرز على مستوى العالم في هذا المجال.

كشف الهاملي لـ «الإمارات اليوم» عن خطوته الجديدة بتكوين فريق يحمل اسم «الإمارات»، لافتاً إلى أنه فضل اختيار هذا الاسم بهدف أن يتصدر اسم الدولة المشهد عندما يتحقق أي إنجاز على مستوى العالم، وحتى يحظى بتشجيع الجميع لأنه في النهاية يمثل الدولة، مضيفاً: «نأمل أن يحصل الفريق على الدعم اللازم الذي يساعده على الاستمرارية، خصوصاً أن رياضة الزوارق السريعة الفورمولا 1 كلفتها المادية مرتفعة للغاية، وتالياً نص الحوار:

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/10/95538_EY_24-10-2016_p37.jpg

- في البداية حدثنا عن سبب ارتباطك بالرياضات البحرية؟

أنا كما يقولون أعتبر نفسي من مواليد البحر، لأنني نشأت وتربيت مع والدي الذي كان دوماً يصحبني معه للسباحة والصيد، إذ أتذكر المرة الأولى التي ذهبت فيها للسباحة وحينها تركني والدي حتى أكتسب الجرأة والشجاعة، ومنذ ذلك الحين تعلق قلبي بالبحر وبدأت قصتي بعدها تدريجياً مع الرياضات البحرية، التي بدأت على سبيل الهواية مع ركوب الدراجات المائية «الجيت سكي»، ثم تطورت هذه الهواية إلى بطولات بين مجموعة من الأصدقاء على نفقتنا الخاصة داخل الدولة وفي الكويت وقطر، إذ إن المتسابقين الإماراتيين أثبتوا منذ البداية تقدمهم الكبير في هذه الرياضة، وحققنا إنجازات عديدة.

عقب ذلك اتجهنا إلى السباقات الخشبية التي واصلنا خلالها تألقنا وحققنا العديد من الإنجازات داخل الدولة وخارجها، قبل أن تبدأ مرحلة «إكس كلاس» و«إكس كات»، التي كانت مرحلة مهمة في مسيرتنا كمتسابقين للرياضات البحرية.

- كيف تطور الأمر ودخلت عالم سباقات الزوارق السريعة الفورمولا 1؟

بعد الدخول تدريجياً في مختلف السباقات البحرية، كان من الطبيعي أن ترتقي طموحاتنا كمتسابقين، وأن يصبح هدفنا الوصول إلى أفضل السباقات على مستوى العالم لذلك تم تأسيس فريق أبوظبي للرياضات البحرية في 1992، عن طريق علي جابر العامري وراشد العامري، وأعتبرهما من أكثر الشخصيات تأثيراً في مسيرتي في الرياضات البحرية، وأغلب المتسابقين أصبحوا يسيرون على خطاهم في ما بعد، بعد أن وضعا اللبنة الأولى للفريق.

وكانت البداية بالنسبة لدخول مجال سباقات الزوارق السريعة مع الفورمولا 2، التي حقق فيها الفريق العديد من الإنجازات مثل بطولة كأس رئيس الدولة، وبطولة الخليج، ثم تحولنا بعدها إلى الفئة الأهم وهي الفورمولا 1 منذ 15 عاماً، التي بدأت بعدها مسيرة من الإنجازات الحافلة محلياً وعالمياً.

- ما رؤيتك بعد العودة مجدداً لسباقات الفورمولا 1 بعد غياب الفترة الماضية؟

غبت الفترة الماضية عن السباقات لأسباب خارجة عن إرادتي بسبب تعرضي لوعكة صحية ألمت بي، ولكن بعد أن تعافيت منها، قرّرت العودة هذا الموسم للمشاركة في السباقات، ولكن في حلة جديدة، بتأسيس فريق جديد ينضم إلى الفرق الإماراتية في سباقات الزوارق السريعة، وأسميته «الإمارات»، إذ إن اختيار هذا الاسم كان له عوامل عدة أهمها أن الفريق يمثل الدولة، وأن تحقيق أي إنجاز سيرفع من اسم الدولة ويبقى الهدف الأسمى أن نقوم بتشريف الدولة في مختلف المحافل العالمية.

في المقابل، كان لنا وجهة نظر أخرى من تأسيس الفريق، تُعد مستقبلية بالاهتمام بالأجيال الشابة والناشئين، إذ يضم الفريق في الوقت الحالي ثلاثة متسابقين يستهلون مشوارهم في سباقات فورمولا 4، وهم علي المهيري، ومنصور المنصوري، وأحمد المنصوري، ونحن نعمل على تأسيسهم بصورة صحيحة، وأن يكتسبوا الخبرة اللازمة بالتدرج في السباقات المختلفة حتى يصلوا إلى فئة فورمولا 1، ويصبحوا مستقبل الفريق في السنوات المقبلة.

- حدثنا بصورة أكبر عن فريق «الإمارات» للزوارق السريعة فورمولا 1 وكيفية تأسيسه؟

فريق الإمارات يعتمد بصورة شبه كامله على عناصر إماراتية، إذ تتخطى نسبة الإماراتيين في الفريق 90%، وهنا نتحدث عن وظائف مهمة في الفريق لم يكن يشغلها أبناء الدولة، بعد أن باتت الإمارات تزخر بالأسماء التي لديها خبرة في إدارة الفريق بصورة كبيرة، سواء في الطاقم الفني أو التقني، وكلها أمور تترجم رغبتنا في تكوين فريق إماراتي يحقق الإنجازات باسم الدولة من خلال فريق إماراتي بمعنى الكلمة.

- ماذا يحتاج فريق «الإمارات» حتى يصل إلى الإنجازات التي يصبو إليها؟

سباقات الزوارق السريعة ذات كلفة مادية مرتفعة للغاية، إذ يكفي أن نقول إن الزورق الذي يشارك به المتسابق في السباق، تبلغ قيمته مليون درهم، بينما تبلغ قيمة ما يحتاجه المتسابق للمشاركة في السباق الواحد 100 ألف درهم، ويندرج ضمنها رسوم المشاركة في السباقات العالمية، وشحن الزوارق، وتذاكر السفر والإقامة، إضافة إلى تكلفة الطاقم المعاون التي ترفع قيمة المشاركة في السباق الواحد إلى 500 ألف درهم، وهي قيمة مرتفعة للغاية، توضح حجم الصعوبات التي تواجهها هذه الرياضة، وقد تجعل الكثيرين لا يواصلون المشاركة في سباقات فورمولا 1، ولكننا مع ذلك لا نستطيع أن نتركها، لأنني كما قلت نعتبر أنفسنا من مواليد البحر، ولا يوجد مجال آخر من الممكن أن نتجه له، بعد أن عشنا عمرنا كله فيها، خصوصاً أنه حتى أوقات الفراغ والهواية بالنسبة لنا تكون مرتبطة بالبحر، من خلال السباحة والصيد والرحلات البحرية.

ومن دون شك الأمر الأهم الذي ينقصنا هو الدعم والرعاية اللذان يمثلان عصب استمرار أي فريق، وليس استمراره وحسب، وإنما نحن نرغب في المنافسة على المراكز الأولى، لذلك عندما ننظر إلى أي فريق ينافس، فلابد أن يمتلك امكانات تؤهله للمنافسة، أبرزها أن الزورق يحتاج إلى تغيير المحرك في كل سباق، ما يمنحه الأفضلية على الزوارق الأخرى، على عكس من يشارك بمحرك واحد في أكثر من سباق، وصراحة أتوجه بالشكر إلى شركتي حليب أبقار العين، وفرج المحيربي للنقل البحري على دعمهما لفريق الإمارات، وإيمانهما بأهمية المشاركة في البطولات العالمية.

- ما أغرب وأطرف المواقف التي واجهتها في مسيرتك مع السباقات البحرية؟

واجهت العديد من المواقف، ولكن هناك موقف لا أستطيع نسيانه، في بداية مسيرتي كنت سائقاً احتياطياً وكنا نشارك في أحد السباقات الخارجية، وتعرض خلالها مدير الفريق إلى وعكة صحية، وأصبحت مطالباً بالمشاركة بدلاً منه، وحينها أكد مدير الفريق لي أني لست مطالباً بتحقيق مركز متقدم، وإنما خوض السباق فقط باسم الفريق، وحينها كان يرقد في المستشفى وسط حالة قلق كبيرة من أعضاء الفريق، وبالفعل شاركت في السباق، وحققت المفاجأة وحصلت على المركز الثاني وصعدت إلى منصة التتويج، وهو ما أدخل الفرحة على مدير الفريق، ورغم متاعبه وخطورة حالته الصحية، إلا أن فرحة الفوز جعلته يخرج من المستشفى ويحتفل معنا بهذا الإنجاز.

تويتر