تراجع كبير لـ «العميد» بالخروج من المربع الذهبي
النصر ينهي حقـبة زينغا دون العودة إلـــى التتويج
النصر تراجع إلى المركز السادس هذا الموسم. تصوير: إريك أرازاس
أنهى النصر حقبة المدرب الإيطالي والتر زينغا، دون أن يحقق أي بطولة، بعد ان قضى الحارس التاريخي لإنتر ميلان مع «العميد» ثلاثة مواسم، حقق خلالها نتائج طيبة في أول موسمين، قبل أن يتراجع بصورة رهيبة في الموسم الأخير.
بدأ النصر الموسم المنتهي وسط طموحات كبيرة بالمنافسة على الألقاب المحلية، بعد إنهاء الموسم الذي سبقه باحتلال وصافة الدوري خلف العين البطل، ما جعل عشاق «الأزرق» ينتظرون عودة الفريق إلى منصات التتويج والحصول على بطولة على الأقل في ظل التصاعد الكبير في مستوى الفريق.
وبالفعل حقق «العميد» أفضل انطلاقة له في السنوات الـ10 الأخيرة، ووضعته الترشيحات في صدارة الأندية المرشحة للحصول على لقب الدوري، وتصدر لائحة الترتيب حتى الجولة السابعة، التي تلقى فيها أول خسارة له في الدوري أمام بني ياس في الشامخة بأبوظبي، قبل أن يتخطى الكبوة ويحقق انتصارين متتاليين أمام الوحدة ودبا الفجيرة، لكن الفريق تراجع بصورة رهيبة مع نهاية الدوري الأول بالتعادل في مباراتين أمام الأهلي وعجمان، والخسارة في مثلهما أمام الظفرة والعين.
|
صفقات المواطنين يعد أهم عوامل نجاح أي فريق يرغب في المنافسة على الألقاب هو التعاقدات مع اللاعبين المواطنين المميزين، وقبل بداية الموسم المنقضي تعاقد النصر هداف المواطنين في الموسم السابق لاعب دبي حسن محمد، وثنائي الشارقة حميد أحمد وخميس أحمد العيماني، ولاعب الأهلي أحمد معضد، راشد مال الله وحارس المرمى بلال مال الله، وفي فترة الانتقالات الشتوية ضم لاعب وسط الوصل عيسى علي. وبتقييم هذه الصفقات على مدار الموسم نجد أن اللاعب الوحيد الذي حجز مكان في التشكيلة الأساسية هو حميد أحمد، إضافة إلى راشد مال الله في بداية الموسم، ولكن الإصابة المبكرة أبعدته حتى عودته مع نهاية الموسم، أما خميس العيماني فقد شارك في فترات متقطعة، بينما لم يكن حسن محمد ضمن خيارات والتر زينغا، الذي اعتمد على اللاعبين الأجانب لقيادة خط هجوم «العميد»، بالمقابل لم يكن هناك تأثير لمشاركة أحمد معضد وعيسى علي على الإطلاق. اللاعبون الشباب أبرز إيجابيات الموسم لم يخلُ الموسم المنتهي من إيجابيات بالنسبة لفريق النصر، على الرغم من تراجع النتائج في جميع البطولات، ولكن الإيطالي والتر زينغا رحل عن «العميد»، وترك إرثاً سيكون عاملاً مهماً في مستقبل الفريق، بعد أن قام ببناء فريق للمستقبل بإشراكه مجموعة كبيرة من اللاعبين الشباب، الذين ثبتوا أقدامهم، مثل أحمد شمبيه، الذي تألق في حراسة المرمى بدلاً من عبدالله موسى، إضافة إلى خليفة مبارك وعبدالله مبارك، ومن قبلهم خالد سرواش ويونس أحمد وجمال إبراهيم. علاقة متوترة بين زينغا والحكام اتسمت علاقة مدرب النصر، الإيطالي والتر زينغا، مع التحكيم بالتوتر دائماً، إذ اشتكى ربان سفينة «العميد» مراراً من الأخطاء التحكيمية، وعدها أحد أهم الأسباب في خسارة الفريق العديد من النقاط في المباريات المهمة والمؤثرة. ووصل الأمر بالمدرب الإيطالي في أيامه الأخيرة أنه كان يرفض التعليق على أداء الحكام، مشيراً إلى أنه اصيب بالملل من كثرة ما تحدث عن الأخطاء التحكيمية وتأثيرها في نتائج النصر، وأنه في كل مرة يهاجم التحكيم بحثاً عن حقوق الفريق، لا يجد مساندة من إدارة النادي التي تكتفي بالاعتراف بأن الفريق تعرض للظلم التحكيمي من دون أن تتخذ رد فعل إيجابي لإيقاف هذه الأخطاء. ولم يتمالك زينغا اعصابه في مباراة النصر والأهلي في الدور الثاني من دوري المحترفين، واعترض بشدة على حكم اللقاء محمد عبدالكريم، وكاد يعتدي عليه، بسبب قيام الأخير باحتساب مخالفة للضيوف لم يكن لها أساس من الصحة، بحسب رأيه، وأسفرت عن إحراز الأهلي هدف الفوز في الوقت القاتل، وهي المباراة التي أطاحت آمال الفريق في الحصول على المركز الثاني، وتراجعت النتائج بعض حالة الإحباط التي أصابت اللاعبين، واستقر المطاف بـ«العميد» في المركز السادس.
زينغا انتقادات دائمة للحكام. تصوير: أسامة أبوغانم |
وفي الدور الثاني تذبذبت نتائج النصر وابتعد نهائياً عن المنافسة على اللقب، واقتصرت آمال الفريق على احتلال مركز متقدم ضمن المراكز الأربعة الأولى، لكن عدم ثبات مستوى الفريق وضغط المباريات الذي اشتكى منه مراراً الجهاز الفني، خصوصاً في شهر مارس الذي لعب خلاله الفريق 10 مباريات بواقع مباراة كل ثلاثة أيام، ما أثر بشكل سلبي في النتائج في البطولات كافة، وخسر النصر جميع الرهانات، بخسارة خمس مباريات في دوري أبطال آسيا والحصول على نقطة وحيدة، مع الخروج المبكر من كأس رئيس الدولة وكأس اتصالات للمحترفين، قبل أن ينهي الموسم بصورة مأساوية ويفقد فرصة دخول المربع الذهبي، بخسارته آخر أربع مباريات في الدوري، ويحتل المركز السادس.
وعلى الرغم من أن النصر تراجع هذا الموسم ولم يحقق طموحات أنصاره، إلا أن زينغا سيظل إحدى العلامات البارزة في تاريخ «العميد»، إذ انه تسلم الفريق وهو يصارع الهبوط محتلاً المركز الـ10 في موسم 2009-2010، قبل أن يحدث نقلة في أداء «الأزرق» في أول موسم تحت قيادته، وأنهى الفريق الدوري في المركز الثالث في موسم 2010-2011، وتأهل لأول مرة في تاريخه إلى دوري أبطال آسيا، في إنجاز يذكر للمدرب الإيطالي، الذي حافظ على مسيرته الناجحة في الموسم الذي تلاه 2011-2012، وتقدم إلى الوصافة وتأهل مجدداً إلى البطولة القارية. وظل المدرب الإيطالي يرد على التساؤلات حول تراجع نتائج الفريق بالقول «انظروا أين كان النصر قبل مجيئي، وأين أصبح»، مشيراً إلى الطفرة التي حدثت في «القلعة الزرقاء»، مستنداً إلى أن النصر بعيد عن منصات التتويج منذ موسم 2001-2002 حين حقق لقب كأس الاتحاد التنشيطية، وعلى مستوى بطولتي الدوري والكأس، حقق «العميد» آخر درع للدوري في موسم 1985-1986، وآخر كأس في موسم 1988-1989.
كأس اتصالات
أنهى النصر مسيرته في كأس اتصالات منذ الدور الأول، إذ احتل المركز الثالث في المجموعة الثالثة برصيد تسع نقاط خلف الوحدة والعين من انتصارين وثلاثة تعادلات وثلاث هزائم مسجلا 13 هدفا واهتزت شباكه 10 مرات.
كأس رئيس الدولة
لم تكن مسيرة النصر في مسابقة كأس رئيس الدولة مختلفة عن مسيرته في دوري المحترفين وكأس اتصالات، اذ سقط من الدور الـ16 على يد الشباب بثلاثة أهداف مقابل هدف ما عمّق أحزان جماهيره، خصوصاً أن خروجه من الكأس جاء بعد فقدان حظوظه في المنافسة على لقب الدوري.
صفقتان فقط
على الرغم من تراجع نتائج النصر مع نهاية الدور الأول، إضافة إلى الإصابات العديدة التي ضربت صفوف الفريق بغيابات طويلة مثل راشد مال الله وبدر ياقوت، وغياب برونو سيزار وخميس العيماني ونشأت أكرم لفترة، إلا أن شركة الكرة النصراوية لم تجر تغييرات كثيرة في صفوف الفريق، وضمت لاعبين فقط، عيسى علي من الوصل، والياباني تاكايوكي موريموتو بدلاً من العراقي نشأت أكرم.
نقطة التحول
تعرض النصر للعديد من الهزائم هذا الموسم، لكن تظل بعض المباريات هي نقطة التحول في مشوار «العميد»، إذ خسر أمام بني ياس في الجولة السابعة من الدوري، وهو متصدر لائحة الترتيب ليخسر الفريق موقعه في الصدارة، ويبدأ بعدها تذبذب النتائج، اما الخسارة الثانية التي أطاحت آمال «الأزرق» في احتلال مركز متقدم كانت امام الأهلي في الجولة الـ23 في الوقت القاتل، إذ قضت هذه الخسارة على معنويات الفريق، وخسر المباريات المتبقية وأنهى المسابقة في المركز السادس.
مشاركة آسيوية مخيبة للآمال
على غرار النتائج في المسابقات المحلية جاءت مشاركة النصر الثانية في تاريخ في دوري أبطال آسيا مخيبة للآمال، على الرغم من الاستعدادت القوية للبطولة، وطموحات الفريق في الوصول إلى دور الـ16 على الأقل، بعد المشاركة الأولى في الموسم السابق التي خرج فيها الفريق من الدور الأول، لكن حقق انتصارين وحصد ست نقاط، على عكس المشاركة الثانية التي خسر خلالها أول خمس مباريات، وتعادل في مباراة واحدة، ليتذيل الترتيب، ويودع المنافسات مبكراً.
الأرقام تتحدث
قد يكون أبرز ما يفسر تراجع النصر هذا الموسم إلى المركز السادس هو الأرقام التي حققها في دوري المحترفين، إذ حصد 39 نقطة من 26 مباراة بالفوز في 11 مباراة والتعادل في ست وخسارة تسع مباريات، وحقق الفريق الفوز على ملعبه في ست مباريات وخمس مباريات خارج ملعبه، وتعادل في ثلاثة لقاءات على ملعبه ومثلها خارج ملعبه، وخسر أربع مباريات على ملعبه وخمس مباريات خارج أرضه، وسجل 51 هدفا، منها 32 هدفا على ملعبه و19 هدفا خارج أرضه، ودخل مرماه 40 هدفاً، منها 22 في المباريات التي أقيمت على ملعبه و18 هدفاً خارج أرضه، وهو معدل جيد أكد قوة الفريق الهجومية باعتباره رابع أقوى هجوم بعد العين والأهلي والجزيرة، وسادس أفضل دفاع، بالمقابل حصل لاعبوه على 51 بطاقة صفراء وأربع بطاقات حمراء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
