تشرشل دعا إلى «ولايات متحدة أوروبية»

مايكل هزلتاين: مصالح بريطانيا مرتبطة بشركائها الأوروبيين

صورة

لايزال الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي يثير جدلاً كبيراً بين السياسيين في المملكة المتحدة. ويرى السياسي المخضرم مايكل هزلتاين أن البريطانيين تسرعوا بالتصويت لصالح الانفصال. كما يعتقد السياسي الذي عمل مع العديد من رؤساء الوزراء، أن الشعب البريطاني تعرض للخديعة. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه صحيفة «لوموند»:

- الانفصال عن الاتحاد الأوروبي يعتبر الحدث «الأكثر كارثية»، الذي شهدته المملكة المتحدة في وقت السلم، لماذا؟

إذا كانت بريطانيا شريكة صعبة في بعض الأحيان، فلا يمكننا أن نتجاهل فوائد الشراكة معها. مساهمتها في شؤون أوروبا كانت هائلة، وقد ساعدت الرسالة الديمقراطية البريطانية في القضاء على الدكتاتوريات في اليونان، وإسبانيا، والبرتغال.

- لقد نشأت في مرحلة ما بعد الحرب، وعايشت ظهور الحركة الأوروبية، وكان الاعتقاد السائد أنه ينبغي تجنب الحروب المدمرة التي شهدتها القارة إلى الأبد. أصر الرجال والنساء وحركات المقاومة على إنشاء مؤسسات قادرة على إحلال الحوار مكان العنف. لم تكن تلك عملية سهلة، لكن مع مرور الوقت أقمنا علاقة ديمقراطية وسلمية ومزدهرة، حيث يحسب للنفوذ البريطاني حساب.

- لماذا اخترت القيام بهذه الثورة، وأنت في الـ83 من العمر؟

- رأيت أن الدفاع عن مصالح بريطانيا أمر ضروري، استعدت حريتي في التعبير، لا أستطيع أن أنسى أنني عملت مع جميع رؤساء حكومات المحافظين منذ الحرب، بما في ذلك تشرشل، وأن كلاً منهم يعتقد أن مصالحنا مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بشركائنا الأوروبيين. نعم تشرشل في عام 1940 دعا إلى إنشاء الولايات المتحدة الأوروبية!

- هل تعتقد أن بوسع البريطانيين تغيير رأيهم في الخروج من الاتحاد الأوروبي؟

- نعم، من المحتمل جداً، لأن الحقائق سوف تتحدث عن نفسها ولتناقض الأكاذيب التي سمحت بالتصويت على مسألة الخروج، وسوف يدرك الناخبون أنهم قد خدعوا، إنهم لم يصوتوا لتخفيض قيمة الجنيه الإسترليني بنسبة 15٪، أو تجميد القوة الشرائية، وهذا هو ما يحدث. كانت الأغلبية لصالح الخروج ضئيلة، وسوف يتراجع التأييد كلما شعر الناس بعواقبه.

- هناك من الفرنسيين من يعتقد أن الخروج البريطاني شيء جيد، لأنه سيعزز قوة هذه المجموعة، ما رأيك؟

- إذا كانت بريطانيا شريكة صعبة في بعض الأحيان فلا يمكننا أن نتجاهل فوائد الشراكة معها، إن مساهمتها في شؤون أوروبا كانت هائلة، وقد ساعدت الرسالة الديمقراطية البريطانية في القضاء على الدكتاتوريات في اليونان، وإسبانيا، والبرتغال، كما أن لنا فضلاً كبيراً في استقرار القارة، إن خروج بريطانيا من الاتحاد سيمنح ألمانيا المركز المهيمن الذي لا تبحث عنه.

- كيف يمكن الربط بين تاريخ بريطانيا في الحرب العالمية الثانية، والعلاقات المتوترة مع أوروبا؟

- العقلية التي نتجت عن الانتصار قدمت لنا رؤية واضحة للغاية، عندما كنت طالباً في جامعة أكسفورد، في الخمسينات، دافعت عن فكرة أن السياسة الخارجية لبلادنا يجب أن تكون على تقاطع ثلاث دوائر: أوروبا، أميركا، ودول الكومنولث.

- هل الوضع كما كان عليه منذ 60 عاماً؟

- التاريخ يعيد نفسه، الأجيال التي عاشت الحرب وما بعدها صوتت لصالح الخروج من الاتحاد، لارتباطها معنوياً بهذه الحقبة التي اتسمت بالخوف من الهجرة.

تويتر