إنترفيو: على الرغم من تحفّظاته الكثيرة عليها

بول ولفوفيتس: سأصوّت لهيلاري كلينتون

صورة

تحدّث بول ولفوفيتس، مستشار الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، 72 عاماً، عن الأخطاء التي ارتكبها الاميركيون في العراق، ومخاطر رئاسة المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وقال في مقابلة مع مجلة ديرشبيغل الالمانية إنه من المرجح أن يصوّت للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون،. وفي ما يلي المقابلة:

«شبيغل»: نظراً لكونك نائب وزير الدفاع خلال إدارة جورج بوش الابن، فقد أيدت غزو العراق عام 2003، واليوم العديد من الناس يعتبرون هذه الحرب عاملاً أساسياً وراء زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، اضافة إلى بروز تنظيم «داعش» الارهابي. هل تشعر أنك مسؤول عن ذلك بصورة شخصية؟

بول: لا، لأن تنظيم «داعش» جاء نتيجة مباشرة للفشل في سورية. وكان يجب على الحلفاء الغربيين دعم المعارضة السنة ضد النظام السوري منذ البداية. وأما في ما يتعلق بالعراق، فلو أنه بقي مستقراً كما كان عام 2008، فإن «داعش» لم يكن قادراً على التوسع هناك، لقد كان خطأ الرئيس الاميركي باراك أوباما، تسرّعه في سحب القوات المسلحة من العراق.

• قرّر بريمر ووزارة الخارجية أنهما بحاجة إلى سلطات احتلال. وهذا خطأ لأننا جئنا لتحرير البلد وليس احتلاله، الأمر الذي أثر سلباً في صورتنا وصرنا نبدو مثل الإسرائيليين.

«شبيغل»: هل يزعجك الذين يصفونك بأنك «واضع خطة حرب العراق»؟

بول: نعم يزعجني، فهذه ليست الكلمة الصحيحة لذلك. لو كنت أنا من خطط للحرب، لكان الكثير من الأشياء الآن مختلفة. وأعتقد أنه بعد 11 سبتمبر ثمة سبب يجعلنا أكثر صرامة بشأن الحقيقة، التي مفادها أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان يعوق أعمال التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل، وأنه كان يؤوي الإرهابيين لديه. وأعتقد أنه كان من المناسب انذار صدام، كما فعلنا مع «طالبان» التي كانت تؤوي اسامة بن لادن. ويبدو أن الناس ينسون أن صدام كان القائد الوحيد في العالم الذي أثنى على هجمات 11 سبتمبر، باعتبارها شيئاً جيداً.

«شبيغل»: أعلنت خطأً أن صدام حسين كان لديه سلاح دمار شامل.

بول: كان شعور بالاجماع لدى الوسط المخابراتي لدينا بأنه يمتلكها.

«شبيغل»: اليوم نحن ندرك أنه لم يكن يمتلك هذه الأسلحة خلال تلك الحرب.

بول: لم أكن مسؤولاً عن المخابرات، لقد كان حكمهم واضحاً. وبالطبع كنا سنلجأ إلى أسلوب آخر، لو اننا علمنا أنه لا يمتلك أسلحة الدمار الشامل، بالتاكيد لم نكن لنغزو العراق.

«شبيغل»: قلت في مقابلة سابقة إنه كان ينبغي إنشاء قيادة عراقية منذ البداية، لماذا لم يتم تنفيذ ذلك في حينه؟

بول: تم منح السفير بول بريمر في العراق سلطات شاملة. وقرر بريمر ووزارة الخارجية أنهما بحاجة إلى سلطات احتلال. وهذا خطأ لأننا جئنا لتحرير البلد وليس احتلاله، الأمر الذي أثر سلباً في صورتنا، وصرنا نبدو مثل الإسرائيليين.

«شبيغل»: أخيراً، أعلن مسؤولون أمنيون جمهوريون أن دونالد ترامب خطر أمني، هل تؤيد ذلك؟

بول: نعم.

«شبيغل»: هل تشعر بالخوف من نتائج محتملة يمكن أن تنطوي عليها رئاسة ترامب على صعيد السياسة الخارجية والأمن؟

بول: الطريقة الوحيدة التي يمكن أن ترتاح بها ازاء ترامب، هو أن تعتقد أنه ليس جدياً بشأن كل ما يقوله. وأمننا يعتمد على علاقات جيدة مع حلفائنا، ولكن ترامب يظهر احتقاره لهم. كما أنه لا يظهر أي اكتراث للعدوان الروسي على أوكرانيا.

«شبيغل»: لمن ستصوّت في انتخابات نوفمبر المقبل؟

بول: أتمنى لو أنه يوجد الشخص الذي أصوّت له وأنا مرتاح. ويمكن أن أصوّت لهيلاري كلنتون، على الرغم من تحفّظاتي الكبيرة عليها.

تويتر