الأطفال يتسلقون صخرة ارتفاعها 800 متر

الصين تحتضن أخطر «طريق إلى المدرسة» في العالم

صورة

تعهدت السلطات الصينية في جنوب غرب الصين بتقديم المساعدة لقرية جبلية منعزلة، بعد ظهور صور منها تُظهر رحلة الرعب التي يجبر الأطفال على القيام بها من أجل الوصول إلى المدرسة. وتتألف هذه الرحلة المخيفة التي يقوم بها أطفال قرية أتولر في إقليم شيخوان، من تسلق وجه صخرة ضخمة لارتفاع 800 متر، حيث توجد سلالم متهالكة يستخدمونها للوصول إلى المدرسة. وانتشرت صور رحلة التسلق المرعبة التي تستمر 90 دقيقة، كالنار في الهشيم على شبكة الإنترنت الصينية هذا الأسبوع، بعد نشرها في إحدى الصحف الصينية.

وتم أخذ هذه الصور من قبل المصور الصيني تشي دي، الحاصل على جوائز عدة في التصوير، ويعمل مصوراً في صحيفة «بكين نيوز». واستخدم المصور تشين حسابه على موقع «ويتشات» لوصف اللحظة التي شاهد فيها الاطفال، الذين تراوح أعمارهم بين ست سنوات و15 سنة، وهم يتسلقون الصخرة. وقال «بلا شك كنت مصدوماً بهذا المشهد الذي شاهدته أمامي»، مضيفاً أنه يأمل أن تساعد الصور التي نشرها على تغيير الواقع الأليم في القرية.

القضاء على الفقر

تعهد الرئيس الصيني تشي جينبينغ بالقضاء على الفقر بحلول عام 2020 عن طريق تقديم الدعم المالي لنحو 70 مليون صيني معظمهم من القرويين الذين يعيشون على أقل من 2300 ياون (240 جنيهاً إسترلينياً) سنوياً. وقال الرئيس تشي لمؤتمر تخفيض الفقر الذي عقد في أكتوبر الماضي «على الرغم من أن الصين قامت بإنجازات رائعة يمكن مشاهدتها في شتى أصقاع العالم، فإنها لاتزال أكبر دولة نامية في العالم».

وقال تشين الذي أمضى ثلاثة أيام في زيارة المجتمعات المعدمة، إن الرحلة المحفوفة بالمخاطر، التي قام بها ثلاث مرات، لم تصدمه لأن قلبه ضعيف، وإنما «لأن الرحلة خطرة جداً، اذ يتعين على المرء أن يكون حذراً 100%». وقال لصحيفة الغارديان، «إذا وقع لك أي حادث فإنك ستهوي إلى المجهول».

وقالت المراسلة جانغ لي التي تعمل في تلفزيون «سي سي تي في» الصيني، والتي تم إرسالها إلى المنطقة لمشاهدة المكان، إنها انفجرت في البكاء عندما حاولت الوصول إلى قرية أتولر. وقالت الصحافية للفريق المرافق لها وهم يصعدون على السلالم، كان الانحدار شديداً جداً، مضيفة «هل يتعين علينا الصعود إلى هذا المكان؟ أنا لا أريد الذهاب إلى هناك».

وقال رئيس القرية المؤلفة من 72 عائلة، آبي جيتي، لصحيفة «بكين نيوز»، إنه لا يوجد متسع في القرية لبناء مدرسة للأطفال فيها، ولذلك فإنهم يضطرون إلى قطع هذا الطريق للوصول إلى المدرسة.

وتنتج هذه القرية التوابل والجوز. وقال رئيس القرية لصحيفة «بكين نيوز» إن سبعة أو ثمانية من القرويين سقطوا خلال تسلق الصخرة ولقوا حتفهم، في حين أن العديد منهم أصيبوا بجروح. وكاد هو نفسه يسقط من على السلالم ذات مرة. وقال أحد أبناء القرية، تشين جيغو، للصحافيين، إن السلالم الخشبية المستخدمة لصعود الصخرة والنزول منها، كانت مثل القرية ذاتها قديمة وترجع إلى مئات عدة من السنوات. وأضاف «نستبدل السلم بواحد جديد عندما نكتشف أنه قد بلي وأصبح ضعيفاً». وتمكن 680 مليون مواطن صيني من نشل أنفسهم من الفقر منذ بدء الانفتاح الاقتصادي في ثمانينات القرن الماضي، بيد أن الفقر الطاحن لايزال موجوداً، ويضرب بقوة المناطق الريفية. ويعيش سكان أتولر على أقل من دولار واحد يومياً.

ولكن الخبراء يقولون إن الرقم الذي ذكره الرئيس عن الفقراء لا يأخذ في عين الاعتبار وجود طبقة منسية هي «المواليد الجدد في المناطق المدنية»، التي ظهرت بعد تسريح عشرات الملايين من العمال الصينيين في نهاية التسعينات من القرن الماضي، قبيل دخول الصين إلى منظمة التجارة العالمية.

وفي مقابلة أخيرة قالت الخبيرة السياسية وأخصائية مشكلات الفقر في المناطق المدنية، من جامعة كاليفورنيا، دوروثي سولينغر، إنها تعتقد أنه لايزال هناك نحو 40 مليون شخص مدني يعيشون تحت خط الفقر في المدن الصينية. وأضافت «ثمة فقر جديد في المدن الصينية لكنهم لا يتحدثون عنه».

تويتر