«أقفال الحب» تثير جدلاً في باريس

عناصر من الشرطة الباريسية تتفقد الجسر. أ.ب

منذ عقود، دأب عدد من الشباب والفتيات في فرنسا تخليد علاقتهم العاطفية من خلال وضع أقفال على جانب جسر شهير في باريس، إلا أن التقليد استقطب الآلاف من المحبين حتى أصبحت الظاهرة تزعج المارة، واحتدم نقاش في الآونة الأخيرة حول «أقفال الحب». ونظراً للوزن المتزايد للأقفال الحديدية فقد سقطت أجزاء من جدار «جسر الفنون» العام الماضي، وتم إغلاقه، كما اضطرت الشرطة لإخلاء المكان في الصيف الماضي، إلا أن الانتقادات لظاهرة الأقفال تصاعدت في الآونة الأخيرة. وفي ذلك تقول ليزا تايلور، التي تحمل الجنسيتين الفرنسية والأميركية، «إنه أمر مثير للسخرية، من المفترض أن يتسم الحب بالحرية لا أن يكون مقفلاً!». وتقود ليزا وآخرون حملة لمنع وضع الأقفال على سياج الجسر منذ بداية العام، وجمعت نحو 10300 توقيع حتى الآن. وواجهت ليزا انتقادات لاذعة على شبكات التواصل الاجتماعي من قبل الشباب المتحمس لفكرة «أقفال الحب».

وعندما انهارت أجزاء من السور، حثت بلدية باريس العشاق على استخدام «الجسر الافتراضي» على شبكة الإنترنت للتعبير عن مشاعرهم ووضع أقفال رقمية عوضاً عن الحديدية، لكن الرد كان مخيباً، إذ لم يتجاوب مع العرض سوى 8400 شخص، في حين كان العشرات يتوافدون بشكل يومي على المعالم الأثرية في باريس، بما في ذلك جسر الفنون وبرج إيفل لوضع أقفالهم. وفي هذه الأثناء قالت البلدية إنها غير مستعدة لفرض حظر أو حتى غرامات على الرغم من أن المشكلة آخذة في الانتشار، علماً بأنه لا توجد حتى لافتة على الجسر تمنع الناس من القيام بذلك.

وتقول ليزا التي تزوجت بفرنسي في 2008 «إن الناس الذين يضعون الأقفال لا يفكرون إلا في أنفسهم، فهم يريدون الحفاظ على الذاكرة الخاصة بهم ولا يهتمون بذكريات الآخرين ونوعية حياة الناس الذين يعيشون في المدينة». وتدعي ليزا أن الباريسيين الآن يتجنبون المرور بالجسر لأنه أصبح يبدو «رهيباً جداً».

أما باعة الكتب بالقرب من نهر السين، الذين يبيعون أيضاً أقفال الحب، فيدافعون عن هذا التقليد لأنهم يرون أنه نوع من الدعاية لمدينتهم. ويقول أحد الباعة، «السياح يطلبونها ونحن نبيعها، وهذه ليست مشكلتي». يذكر أن العديد من التحسينات طرأت على كورنيش نهر السين في العاصمة الفرنسية وبقي جسر الفنون مزاراً للكثير من الشبان والفتيات.

تويتر