مسؤول إسرائيلي: كلام هراء.. والعرب يحبون المؤامرات

كتاب: «الموساد» خطط لاغتيال أم كلثوم في الخمسينات

صورة

قال كتاب صدر في القاهرة، الأسبوع الماضي، بعنوان «أم كلثوم والموساد»، إن سيدة الغناء العربي أم كلثوم كانت تحت عين الرقابة الصهيونية من قبل إعلان قيام إسرائيل ذاتها، وأثناء صراعها مع إمبراطورة الطرب الراحلة، منيرة المهدية، وإن هذه الأجهزة كانت تتابع أم كلثوم وصعودها، وإنها استفادت من سفرياتها إلى فلسطين في العشرينات من دون علمها، وأشار الكتاب إلى انزعاج السلطات الصهيونية من دعم أم كلثوم للمجهود الحربي المصري في الحقبة الناصرية، وتبرعها في عام 1956 بـ40 ألف جنيه مصري، وعقب هزيمة 1967 بملايين الجنيهات، الأمر الذي حدا بجهاز الموساد للشروع في اغتيالها، لكن محللين إسرائيليين استهزأوا بالكتاب والاتهامات ووصفوها بأنها «محض هراء».

بثينة تنتقد

على الصعيد المصري، انتقدت بثينة محمد السيد، ابنة نجل شقيقة أم كلثوم، ما ورد في الكتاب حول محاولة تجنيد الموساد كوكب الشرق، بعد فشل محاولته اغتيالها عبر ممرضة كانت تتردد على منزلها، وقالت بثينة محمد السيد في تصريحات إعلامية إن «أم كلثوم كان لها فريق طبي خاص، وكان معروفاً لدى الجميع من حولها في المنزل، وكان يشرف على الأدوية التي كانت تتناولها خلال فترة علاجها».


المسؤول السابق بالموساد غاد شامرون: ما ورد في الكتاب هراء تام، العرب يحبون المؤامرات جداً، في كل جريمة وكل تجنيد لابد من دافع، فما الدافع وراء تجنيد أم كلثوم؟ لم يكن لديها تأثير سياسي.

وقال الكتاب إن مؤسسة الاستخبارات والمهام الخاصة الإسرائيلية كلفت عميلها، الضابط ديفيد كمحي، بمراقبة أم كلثوم، والدخول إلى منزلها في شارع أبوالفدا بحي الزمالك، لتصوير ما أمكن من وثائق، بعد أن اقتربت من الضباط الأحرار بعد يوليو 1952، رغم أنها كانت في السابق قريبة من الملك فاروق، وذلك بسبب الصلة التي جمعتها بهؤلاء الضباط قبل إطاحة فاروق، حيث زارها عبد الناصر ومجموعته في منزلها عام 1947 لتعزيتها في فقد والدتها، ثم في حفل فك حصار الفالوجة عام 1948، وبعد فترة منع وتوجس قصيرة أصدرت السلطة الجديدة في مصر قراراً في 19 ديسمبر 1952 بتشكيل اللجنة الموسيقية المصرية العليا، ليضم اسمها بجانب رياض السنباطي ومحمد عبدالوهاب، ولتصبح منذ تلك اللحظة على الطرف الآخر هدفاً للموساد. وتابع الكتاب أن أول محاولة استغلال لورقة أم كلثوم تمت حين استغل المصري - اليهودي، يوسف قطاي، حفلاتها لمصلحة المشروعات الصهيونية الوليدة، مثل الجامعة العبرية، من دون أن تعلم، ثم فكرت المخابرات الإسرائيلية في اختطاف أم كلثوم وإرسالها للولايات المتحدة الأميركية، وذلك لمبادلتها بأعضاء الشبكة الإسرائيلية التجسسية التخريبية التي سقطت في يد المخابرات المصرية، حيث تمت إحالتها إلى المحكمة العسكرية فصدرت أحكام بالسجن والإعدام في 27 يناير 1955 ضد زعيم الشبكة، موشيه ليتو مرزوق، وزميله صموئيل بيخور دايفيد عازر، وفيكتور ليفي، وروبرت داسا، وفيليب ناتانزون ومارسلين فيكتورين وغيرهم. وحسب الكتاب أرسل الموساد ممرضة من المستشفى اليوناني الكبير، الكائن في شارع بين السرايات بالعباسية، لاستدراج المطربة المعروفة، وتم عرض الأمر علىالأجهزة الأمنية الأميركية، حيث ستكون أرض الولايات المتحدة طرفاً في القصة، ثم تطورت الخطة إلى «محاولة اغتيالها» لإيلام نظام عبدالناصر، لكن لجنة الاغتيالات الإسرائيلية رفضت الخطة، كما أن الإدارة الأميركية، في ظل رئاسة أيزنهاور ونائبه ريتشارد نيكسون، التي أعلمتها أجهزتها بالقصة، خشيت من التداعيات العالمية من النزق الإسرائيلي، فمررت المعلومات التي لديها إلى السلطات المصرية عبر قناة صحافية مررتها بدورها إلى الصحافي الراحل، محمد حسنين هيكل، لتنتهي المؤامرة بهدوء. واستطرد الكتاب «إن محاولة خطف أم كلثوم ثم اغتيالها، تلتها، بعد التراجع عنهما، محاولة لتجنيدها، حيث توجه العميل، ديفيد كمحي، بهوية مزورة لإجراء حوار معها بوصفه مراسلاً صحافياً أجنبياً (مزعوماً) اسمه جون كمحي، ونشر الحوار بالفعل في صحيفة بريطانية تسمى «ليسنر»، وشمل الحوار بناء على تعليمات الموساد 15 سؤالاً تقليدياً وأربعة أسئلة غير تقليدية، واستغرق الحوار 30 دقيقة». كذلك تعرضت أم كلثوم إلى محاولة اغتيال ثانية، طبقاً للكتاب، في 11 سبتمبر 1955، عندما هاجمتها حافلة أثناء ركوبها سيارتها الـ«كاديلاك دي لاسيه» بشارع الهرم، لكن سائقها المحترف أنقذها من المحاولة». وأشارت السطور إلى محاولة تالية، لكن للتجنيد هذه المرة، حيث أرسلت إليها ممرضة يونانية تدعي كريستينا لتعالج أم كلثوم من مرض خشونة الركبة، فقامت أم كلثوم بـ«توجيه صفعات متتالية عدة لها، وهاجمتها بحذاء منزلي حتى باب الفيلا، وطردتها، وأبلغتها بأنها ستتقدم بشكوى رسمية ضدها»، وذلك لتجاوزها «حدود اللياقة وأصول التدليك الطبي المعمول بها».

من جهته، وصف المسؤول السابق بالموساد، غاد شامرون، ما ورد في كتاب «أم كلثوم والموساد» في صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، بأنه «هراء تام»، وأضاف شمرون «العرب يحبون المؤامرات جداً، في كل جريمة وكل تجنيد لابد من دافع، فما الدافع وراء تجنيد أم كلثوم؟ لم يكن لديها تأثير سياسي، صحيح كانت مطربة محبوبة لدى جمال عبدالناصر، وتحدثت عن الأمة العربية في عهده كل الوقت، إلا أنه كان يحب أغانيها فقط، هذه القصة لا أساس لها من الصحة».

تويتر