مكافحة «المافيا»

مرفأ «لا كالا» أصبح مقصداً للسياح وهواة ركوب الدراجات الهوائية. أرشيفية

يقول الإيطاليون إن «لا كالا» هو رمز ولادة جديدة لمدينة باليرمو، وترسو مئات اليخوت هناك الآن، في حين تحيط المساحات الخضراء والمقاهي بالمرفأ القديم. ويتوافد السياح والعداؤون وراكبو الدراجات الهوائية على المكان للاستمتاع بالأجواء المتوسطية الجميلة، وبات الماضي القريب مجرد ذاكرة سيئة.

وقد استعادت باليرمو ساحاتها، بعد أن استخدمت «المافيا» العديد منها مواقف سيارات غير قانونية، إذ كان من الأفضل أن يدفع صاحب السيارة لعناصرها، إذا أراد العثور على سيارته قطعة واحدة عندما يعود. وعلى الرغم من أن مواقف السيارات غير القانونية لاتزال موجودة في باليرمو، إلا أن العديد من الساحات التاريخية تمت تهيئتها للمشاة، وإقامة نقاط تجمع الدراجات الهوائية.

كما تزداد باليرمو اخضراراً مع «ترام» كهربائي تم تركيبه حديثاً، وخط مترو يربط أطراف المدينة بمركزها. كل هذا قد يبدو عادياً في أمستردام وزيوريخ وأوسلو، ولكن في مدينة كانت شوارعها مراقبة من قبل مئات الجنود المسلحين حتى 1998، فإنه ليس شيئاً عادياً.

النصب التذكاري الذي أقيم حيث قتل القاضي جيوفاني فالكوني، هو واحد من الأماكن الأكثر زيارة في جولة «مكافحة المافيا» التي نظمتها «أديوبيزو»، وهي جمعية تأخذ الزوار إلى الأماكن التي ترمز للحرب ضد العصابات الصقلية. وحالياً، فإن زعماءها الأكثر قوة هم في السجن، وقد حل محلهم مجرمون شباب لا يبدو أنهم يتمتعون بالسلطة نفسها لأسلافهم.

لايزال أمام باليرمو طريق طويل؛ إذ لاتزال «المافيا» تسيطر على بعض الشركات هناك. والشباب يجدون صعوبة بالغة في إيجاد وظائف، ولاتزال الضواحي فقيرة، وأيضاً الكثير من السكان. ويقول بعض الناس إن باليرمو باتت «مطهر» لم يكشف كل الخطايا بعد. ويقول العمدة أورلاندو، ولكن بعد كل شيء «بين الجنة والنار، كل يوم يمر على هذه المدينة تصبح مكاناً أفضل بكثير للعيش».

تويتر