كثيرون اعتبروه سرقة للإبداع العربي

حملة مصرية لمواجهة سطو إسرائيل على مسلسل «الأسطورة»

تجري تحضيرات في مصر حالياً لبلورة موقف موحد ضد التغول الاسرائيلي على التراث الفني العربي، والذي جاءت ذروته بسرقة مسلسل «الأسطورة» للفنان محمد رمضان. وقالت مصادر لـ«الإمارات اليوم» إن السطو على «الأسطورة» هو رأس جبل الجليد لسرقات مماثلة متواصلة منذ الخمسينات، ولم تجد من يردعها، وإن أطرافاً من منتجين ونقابات وقوى مجتمع مدني ستسعى لبلورة موقف موحد ضد هذا العدوان على الملكية الفكرية، وان المعركة ستتخذ الساحة الدولية والمدخل القضائي نقطة بداية لها.

وكان التلفزيون الرسمي الإسرائيلي أعلن عن بث المسلسل على موقع القناة 33 على القمر الاصطناعي عاموز، ابتداءً من 17 يناير الجاري، مصحوباً بالترجمة العبرية، كل يوم في الساعة التاسعة مساءً، ما حدا بمجموعة «إم.بي.سي»، صاحبة الحق الحصري في المسلسل، الى الاعلان عبر بيان أصدرته عن عدم تواصلها مع اسرائيل، وعدم صلتها بالموضوع، وتعرّضها للقرصنة، لكن التلفزيون الاسرائيلي طبقاً لموقع «وللا» الاسرائيلي عاد وأكد في بيان أنه حصل على المسلسل بشكل قانوني وليس بالسرقة أو القرصنة، وأن «الهيئة تعمل وفق القانون، وأن إذاعة المسلسل المصري على قناتها تم بموجب اتفاق وقع كما ينبغي بين الهيئة وبين الشركة المالكة لحقوق بث المسلسل».

مواجهة عربية إسرائيلية

قال النائب البرلماني عبدالحميد كمال لـ«الإمارات اليوم» إنه تقدم بطلب إحاطة في مجلس الشعب المصري يطلب فيه أن تكشف فيه الحكومة عن ردة فعلها تجاه السطو الاسرائيلي على المسلسل، وعلى كل الأعمال الثقافية والفنية في السابق، في ظل ضرب اسرائيل عرض الحائط بكل القوانين والأعراف الدولية وبالحقوق الفكرية للمبدعين والابداعات العربية التي تعتبرها نهباً مباحاً مثل دمائهم وأراضيهم. وتابع كمال «إنه يفتح الباب بتقديمه هذا الطلب لموقف شعبي مشترك تشارك فيه كل الأحزاب والقوى الرافضة للتغول الصهيوني تمهيداً لصيغة موحدة. ونوّه كمال أن القضية محتاجة الى تدويل، وأنه سيتضامن ويدعم برلمانياً وسياسياً أي قضية عربية ترفع في المحاكم الدولية لوقف هذه البلطجة. ولفت كمال الى أن مواجهة اسرائيل في هذا الجانب جزء لا يتجزأ من المواجهة العربية الإسرائيلية على مختلف الأصعدة.

من جهته، نفى محمود رمضان، شقيق الفنان محمد رمضان ومدير أعماله، في تصريحات إعلامية صلة الأخير بالتعدي الاسرائيلي، وقال إن «أسرة الفنان مستاءة مما حدث، وترى أن هناك مؤامرة لتشويهه». وتابع «نشعر بالضيق والغضب، بسبب عرض القناة الإسرائيلية للمسلسل، وسنلجأ للقضاء للحصول على حقنا، ولو كان الأمر بأيدينا لمنعنا عرض المسلسل، والأمر أشبه بعرض مباراة لمنتخب مصر على التلفزيون الإسرائيلي. هل للمنتخب ذنب في هذا الأمر؟».

ويقول منسق حركة «بي.دي.إس - مصر» (حركة مقاطعة إسرائيل)، رامي شعث: «ان ما حدث اليوم ليس جديداً، ومن يسرق الأرض لا يتورع عن سرقة ثقافة وفيلم ومسلسل، فالكيان العبري منذ انشائه وهو يسطو بلا توقف على التراث الفني العربي، ولا يجد من يردعه». وتابع رامي شعث «الأمر لا يحتاج الى قاعدة معلوماتية كبيرة، نحن بحاجة الى منتج أو مبدع واحد يرفع قضية، وبالتالي ستتكشف أمامنا كل جوانب القضية، وتفاصيل وحدود الملكية الفكرية».

وقال شعث: «إن رفع قضية يحتشد خلفها رأي عام عربي واسع، يمكن ان تسترد حقوقاً من الماضي، وستقطع الطريق على سرقات محتملة في المستقبل، والأهم ان كثيرين سيعلنون أن لا علاقة لهم باسرائيل وهذا مكسب».

وتابع شعث أن «(بي.دي.إس) ستدرس كل جوانب قضية السطو الثقافي وماذا يمكن ان تفعل بدقة، لان طابع (بي.دي.إس) الوصول الى نتيجة عملية، كما فعلت في كل معاركها، وعلى اية حال نحن نرى ان الانتاج الثقافي والابداعي للأمة العربية جزء أصيل من ثرواتها، خصوصاً في عالم اليوم، وجميعنا يعرف ان إنتاج الثقافة يشكل رقماً فاعلاً في الانتاج والدخل القومي الأميركي».

وقال الناقد السينمائي طارق الشناوي: «إن التلفزيون الإسرائيلي سبق وسرق أعمالاً فنية قيّمة عدة لكبار الممثلين المصريين، مثل أفلام الفنان الراحل محمد عبدالوهاب، والممثل المبدع الراحل نجيب الريحاني، وأسطورة الكوميديا المصرية إسماعيل ياسين، بالإضافة إلى الحفلات الغنائية لكوكب الشرق أم كلثوم، وحتى موسيقى الموسيقار داوود حسني اعتبرها التلفزيون الإسرائيلي ملكاً له لمجرد أن ديانته يهودية، في حين أنه قام بعزفها وانتاجها في مصر، وأن التلفزيون الإسرائيلي يقوم بهذه السرقات من أجل أن يتفاوض معه التلفزيون المصري ويسمح له بعرض المسلسلات المصرية في إسرائيل، وعلينا التنبه لهذا الأمر». ويؤدي دور البطولة في المسلسل الممثل محمد رمضان.

تويتر