يشعرون بقلق وخوف شديدين مما ينتظرهم نتيجة الأزمة الحالية

العمال الآسيويون في قطر يخشون عدم الحصول على رواتبهم

ارتفاع كلفة تذاكر الخطوط القطرية بعد الأزمة يثير مخاوف العمال. أ.ف.ب

يقول العمال الآسيويون الذين يعملون في قطر إنهم يشعرون بالخوف من أن الأزمة الدبلوماسية التي تواجهها قطر الآن مع جيرانها من الخليجيين ستجعلهم في فقر مدقع وبلا عمل، وغير قادرين على العودة إلى منازلهم.

ويوصف هؤلاء العمال القادمون من جنوب آسيا والذين يشكلون 70% من سكان قطر بـ«الغالبية غير المرئية»، وغالبيتهم قادمون من الهند ونيبال وباكستان وبنغلاديش، لكن وجود هؤلاء العمال، الذين يعملون ساعات طويلة في ظل حرارة مرتفعة جداً، يمكن أن يزداد سوءاً نتيجة الأزمة الدبلوماسية بين قطر وجيرانها من دول الخليج.

شعور بالتوتر

يخشى كثير من العمال من أن ارتفاع أسعار تذاكر السفر من قطر يمكن أن يؤثر على خططهم لقضاء عيد الفطر في أوطانهم.

ويقول العامل الهندي في مشاريع البناء القطرية، رافي شانكار، إن العمال الذين يعيشون معه في معسكر العمال يشعرون «بالتوتر». وأضاف «الجميع داخل المعسكر يشعرون بقلق وخوف شديدين مما ينتظرهم نتيجة الأزمة الحالية. والكثير من العمال يتساءلون عما إذا كانت رواتبهم ستأتي في الوقت المناسب أو ستتقطع بهم السبل هنا في قطر». وكالعديد من القادمين من جنوب آسيا، واجه شانكار حالات لم يكن يحصل خلالها على راتبه في الوقت المناسب، الأمر الذي كان يدفعه والعديد من العمال إلى البحث بشكل يائس عن مصادر بديلة للدخل.

ويقول فيصل الذي يعيش في قطر ويعمل فيها منذ 10 سنوات، إن العديد من أقرانه يشعرون بالخوف من فقدان مصادر دخلهم، وأن يجبروا على مغادرة قطر.

تأجيل المشاريع

ومن المعروف أن غالبية مواد البناء التي تستخدم لإنشاء البنية التحتية في قطر تأتي عبر دول الخليج الأخرى. وبناء عليه فإن المقاطعة الجوية والبرية والبحرية لقطر يمكن أن تسهم في تأجيل العديد من مشاريع البناء في شتى أنحاء قطر، ولذلك فإن العديد من العمال الآسيويين يمكن أن يتوقفوا عن العمل أو لا يحصلوا على رواتبهم في الوقت المناسب، الأمر الذي سيجعلهم في حالة مزرية.

ويقول الباحث في حقوق الإنسان، من منظمة هيومان رايتس ووتش، نيك ماكجيهان، إنه يخشى أن يصبح هؤلاء العمال «الضحايا المنسيين» للأزمة، إذ إن أي شيء يؤثر على سكان قطر سيؤثر بالطبع على العمال القادمين إليها وبدرجات أشد.

وقالت فاني ساراسواثي العاملة في منظمة «ميغراني رايتس.أورغ» غير الحكومية ومقرها في الخليج العربي، إنها تخشى أن تتقطع السبل بالعمال الموجودين في قطر، وألا يحصلوا على رواتبهم نتيجة هذه الأزمة.

وكانت منظمة العفو الدولية قد اكتشفت عام 2013 أن شركات البناء المرتبطة بالحكومة القطرية تعمل على تأجيل دفع الرواتب للعمال، أو أنها لم تكن تدفع لهم الرواتب في الأوقات المناسبة. ويعتمد الآلاف من العمال على رواتبهم التي يحصلون عليها من الشركات التي يعملون فيها من أجل دفع ديونهم بعد أن دفعوا إلى شركات خاصة في بلدانهم مبالغ كبيرة بصورة غير شرعية من أجل تسهيل قدومهم إلى قطر، إضافة إلى المبالغ التي دفعوها من أجل الحصول على تذكرة السفر.

وتتحمل الشركات التي يتم التعاقد معها من الباطن لتزويد المشاريع بالعمال، نفقات ترحالهم من وإلى أوطانهم، حيث يذكر ذلك في شروط عقد العمل. وبالطبع فإن تكاليف السفر المباشر تكون أعلى من الذي يتم عبر مدن مثل دبي ومسقط. ولكن بالنظر إلى أن الإمارات والسعودية والبحرين تحظر مرور الطائرات القادمة من قطر فوق أراضيها، فإن الرحلات التي تتم عبر دبي تم إلغاؤها.

تحديات كبيرة

ونجم عن ذلك ظهور تحديات كبيرة للعمال القادمين من جنوب آسيا، خصوصاً أن شركتي فلاي دبي والعربية اللتين تقدمان أرخص التذاكر في الرحلات إلى آسيا توقفتا عن الذهاب إلى قطر. وقال شانكار: «الجميع يحاولون الاتصال مع شركات السفر الموجودة في بلادهم من أجل ترتيب رحلة العودة إلى الوطن، أو للوقوف عما إذا كان بمقدورهم الذهاب إلى أماكن أخرى في المنطقة. ويخطط الكثير من العمال المسلمين للعودة إلى الوطن من أجل عيد الفطر، ولكن الآن وبعد هذه الأزمة يبدو أن هذه الخطط ستتأجل». ويخشى كثيرون من أن ارتفاع أسعار تذاكر السفر من قطر يمكن أن يؤثر على العمال الذين يمتلكون ميزانيات محدودة جداً لهذا الغرض.

تطمينات

وعلى الرغم من أن قطر طمأنت مواطنيها والمقيمين عليها من أن مقاطعة موانئها لن يؤثر على حياة الأفراد، وأن دولاً أخرى أرسلت بعض المواد الغذائية، أو وعدت بإرسال هذه المواد، فإن ساراسواثي تخشى أنه إذا استمر الوضع لبضعة أشهر أخرى، سيعاني العمال الآسيويون الذين يعيشون في معسكرات بعيدة عن المدينة بصورة كبيرة. وقالت ساراسواثي: «الأمر المثير للقلق أن تعطي دولة قطر الأولوية للأماكن المدنية المرئية من قبل العالم».

تويتر