تتعامل بشكل مزدوج مع جميع اللاعبين بدءاً من إيران وسورية وانتهاءً بدول الخليج وأميركا

قطر تسعى للعب دور أكبر من حجمها إقليمياً وعالمياً

صورة

تواجه قطر، وهي حليف رئيس للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، اتهامات في واشنطن، وتتلخص تلك الاتهامات بأنها تلعب لعبة مزدوجة، حيث تبدي مشاعر الصداقة للولايات المتحدة، وفي الوقت ذاته تدعم جماعة الإخوان المسلمين وفروعها الراديكالية مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

عقوبات على قطر

قال المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، مارك دوبويتز، على هامش منتدى النقاش، إنه رحب بمشروع قرار رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، إد رويس، الذي يهدد بفرض عقوبات على قطر. وأضاف: «أعتقد انه من المهم دائماً أن يكون هناك تشريع يؤكد بوضوح أن هناك عواقب وخيمة»، لمثل السلوك الذي تنتهجه قطر ودول اخرى، في ما يتعلق بالدعم المزعوم لـ«الإخوان المسلمين». وأضاف «انها دعوة للاستيقاظ لكل من قطر وتركيا ودول أخرى».

وأكد أن الولايات المتحدة وجهت العديد من المناشدات إلى قطر، لخفض مساعدتها لجماعة الإخوان المسلمين والجماعات الأخرى، ولكن الدعم مازال مستمراً. وقال دوبويتز «في مرحلة ما، عليك التوقف عن التحرك، والبدء في الناحية العملية».

وفي الوقت الذي عبرت فيه إدارة ترامب والسياسيون في الكونغرس عن الإحباط، بعد الجهود المثمرة لحث قطر على تغيير طرقها، فقد حان الوقت للعمل. ويعتقد دوبويتز أنه يجب فرض عقوبات من أجل التغيير. وأضاف أن «الإدارة ستكون مؤيدة لأي إجراء، وستستخدم التشريع الجديد كوسيلة للضغط» على الحكومة في الدوحة.


• الولايات المتحدة وجهت العديد من المناشدات إلى قطر، لخفض مساعدتها لجماعة «الإخوان المسلمين» والجماعات الأخرى، ولكن الدعم مازال مستمراً.

• قطر هي الدولة التي ساعد من خلالها ممولون تنظيمات «القاعدة» و«داعش» و«الإخوان المسلمين» و«حماس» وغيرها من المنظمات المماثلة بما فيها حركة «طالبان».

وذكر نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، جوناثان شانزر، خلال مؤتمر نظمته المؤسسة في 23 من الشهر الماضي، أن «هناك العديد من الدول في الشرق الأوسط تتعامل بازدواجية، ولكن أعتقد أن القطريين استثنائيون حقاً في هذا الشأن»، ويضيف: «إنهم يتفننون في ذلك، وهذه هي المشكلة في نهاية المطاف». وشجب شانزر وآخرون، ما يعتبرونه تحايلاً من جانب قطر للإبقاء على علاقتها الجيدة مع الولايات المتحدة، مع الاستمرار في مساعدة الجماعات المرتبطة بـ«الإخوان».

وتدرس إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إعلان جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، لكن الخبراء حذروا من مثل هذه الخطوة. وحظر العديد من حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، من بينهم مصر والبحرين والإمارات العربية المتحدة والسعودية، جماعة الإخوان المسلمين التي لديها الملايين من الأتباع، التي تعتبر أيديولوجيتها تهديداً للعديد من الدول في الشرق الأوسط.

في عام 2014، أدى دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين إلى أزمة في العلاقات الدبلوماسية بين الدوحة وغيرها من البلدان العربية الخليجية.

ولايزال هذا الانشقاق مستمراً، حيث ذكرت وكالة الأنباء الرسمية القطرية، أن الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أعرب عن تفهمه لـ«حزب الله» وحركة «حماس». بيد أن الحكومة القطرية ادعت أن هذا التصريح مفبرك، وأن موقع وكالة الأنباء القطرية تعرض للاختراق، وان التصريح كان خدعة لفقها القراصنة الذين تمكنوا من الوصول إلى الموقع، لكن وسائل الإعلام التي تديرها الحكومات في العديد من دول الخليج الأخرى، بما في ذلك تلفزيون قطر، نشرت القصة على أي حال.

كثيرون في واشنطن مقتنعون بأن «الإخوان المسلمين» لايزالون يشكلون مصدراً لأيديولوجية مسلحة خطرة، على الرغم من أن مجموعات من هذه الجماعة صارت جزءاً من التيار السلمي.

وذكر وزير الدفاع الأميركي السابق مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، روبرت غيتس، لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات أن الهدف الرئيس لـ«الإخوان المسلمين» هو «إعادة إقرار الخلافة، والعمل بأحكام الشريعة، وهذا لن نسميه مجموعة متواضعة من الأهداف».

وتحدث غيتس عن «تاريخ طويل» لقطر من الترحيب بـ«الإخوان المسلمين». وقال إن بلداناً أخرى في المنطقة «درست هذا الاحتمال» وصممت على التحرك ضد جماعة الإخوان المسلمين، والجماعات المرتبطة بهذه الحركة، لكنها لم تفعل ذلك عملياً. غير أن تلك البلدان غيرت موقفها بعد أن تعرضت لهجمات إرهابية. وقال ان قطر يجب ان تجري تغييراً مماثلاً، وأضاف: هذا ما نحتاج إلى رؤيته من قطر.

ويقول غيتس ان هناك اعتبارات استراتيجية وراء موقف الحكومة في الدوحة. وأضاف «ان قطر تريد مكاناً مهماً على الساحة العالمية و(تريد) مكاناً مهماً في المنطقة». وأدى ذلك إلى تعاملها على نحو جيد مع جميع اللاعبين، بدءاً من إيران وسورية وانتهاء بدول الخليج الأخرى والولايات المتحدة.

وقال «إنهم يريدون إقامة علاقة مع الجميع حتى يتمكنوا من المناورة، وأعتقد ان هذا الدور على المسرح العالمي يتناقض بشكل كبير مع حجم بلادهم».

خيبة أمل

ويقول غيتس ان هذا الموقف كان ينظر إليه من قبل العائلة المالكة في الدوحة باعتباره أفضل طريقة لضمان بقاء النظام على المدى الطويل. وأعرب الخبراء والمسؤولون في مؤتمر مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، عن خيبة أملهم إزاء ما تبديه قطر من وعود للتخلص من الجماعات الراديكالية، ولكن بعد ذلك تتجاهل هذه التعهدات.

وقال رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، كليفورد ماي، إن «قطر تستضيف (حماس)، وتساعد على دعمها، كما تفعل مع منظمات (الإخوان المسلمين)الأخرى في الشرق الأوسط. وتنفي قطر أنها تساعد جماعة الإخوان المسلمين، على الرغم من استضافتها للقادة المنتسبين إلى جماعة الإخوان المسلمين والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وهي منظمة يعتقد على نطاق واسع أنها تشرف على الأنشطة العالمية لجماعة الإخوان المسلمين.

وتقول مساعدة وزير الدفاع الأميركي السابق، ماري بيث لونغ، ان المسؤولين الأميركيين في قطر، والمديرين التنفيذيين الإقليميين قالوا لها ان هناك تقدماً كبيراً حقاً في رد قطر على المخاوف الأميركية بشأن تمويل المجموعات الإرهابية. واستشهدت بالتغييرات في البيروقراطية المصرفية في قطر، والاعتقالات التي تمت. وأثنى محاوروها على «التقدم الجوهري الذي أحرزه القطريون»، بسبب الضغوط الأميركية، وأضافت انها تتفق مع غيتس على ضرورة مواصلة الولايات المتحدة الضغط على حكومة الدوحة. بيد أن التقدم الذي ذكرته لونغ لا يقنع جميع المسؤولين في واشنطن. وأعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، إد رويس، خلال المؤتمر عن مشروع قانون من شأنه أن يضع قطر تحت طائلة العقوبات الأميركية، بسبب الدعم المزعوم لـ«الإخوان المسلمين» والمنظمات مثل «حماس». ويقول ان قطر هي الدولة التي ساعد من خلالها ممولون تنظيمات «القاعدة» و«داعش» و«الإخوان المسلمين» و«حماس» وغيرها من المنظمات المماثلة بما فيها «طالبان». وأضاف «لا أستطيع ان أفهم مبرر رغبة قطر في توفير منبر لـ(طالبان)؟».

يذكر ان قاعدة العيديد جنوب الدوحة، هي مقر قيادة القيادة المركزية الأميركية، وهي مركز قيادة متطور جداً، يشرف على العمليات في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، بما في ذلك الضربات الجوية في سورية وغيرها من الأماكن.

واعترف غيتس بأن استخدام قاعدة جوية في قطر في الوقت الذي تتعرض فيه الحكومة القطرية للاتهام بمساعدة المنظمات التي تتعرض للهجوم من قبل الطائرات الأميركية المنطلقة من تلك القاعدة نفسها، هو بالفعل وضع غريب.

ويضيف: «نحن نعلم أن القاعدة الجوية تستهدف المجموعات التي يدعمها البلد المضيف». وأشار غيتس إلى أن قطر هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي سمحت للولايات المتحدة بنشر قاذفات استراتيجية من طراز بي - 52.

جوناثان شانزر ومارك دوبويتز  نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات.

تويتر