يابانيون يبحثون عن أطفالهم المفقودين منذ 5 سنوات

لا يخشى نوريو كيمورا من التعرض للإشعاعات النووية خلال عملية البحث. أرشيفية

بحث الآلاف من الآباء والأمهات بشكل محموم عن أطفالهم، بعد أن ضربت موجات تسونامي المدمرة فوكوشيما في اليابان. وبعد خمس سنوات، لايزال بعضهم يبحثون بين الأنقاض عن ذويهم.

لقد فقد نوريو كيمورا والده وزوجته وابنته (يونا) البالغة من العمر سبع سنوات، عندما انهار جدار المنزل بسبب تدفق المياه بقوة، ولا يبعد البيت سوى ثلاثة كيلومترات جنوب المفاعل النووي. وتم العثور على رفات والده وزوجته، إلا أن (يونا) لاتزال مفقودة، في قرية أوكوما، ووالدها يُصر على الاستمرار في البحث عنها، على الرغم من مرور سنوات عدة على اختفائها.

ولا يخشى كيمورا (50 عاماً) من التعرض للإشعاعات النووية، عند البحث بين الأخشاب وكتل الخرسانة وأعمدة الكهرباء والأنابيب الحديدية وملابس الموتى، وهو يعلم بأنها ملوثة. وفي ذلك يقول «في البداية، كنت أبحث لوحدي، لكن منذ عامين انضم متطوعون لمساعدتي».

وسمح له وللآخرين بقضاء خمس ساعات متواصلة 30 مرة في السنة، في البحث عن أحبائهم بين الأنقاض الموحشة، لتجنب أضرار الإشعاع. وحتى الآن عثر فقط على زيها المدرسي، الأمر الذي زاده عزيمة على الاستمرار.

ويقول كيمورا «في الواقع لا توجد يونا هنا، لكن هذا (الزي المدرسي) دليل على أنها موجودة، وأنها كانت هنا»، مضيفاً «هذا الشعور يشعرني بسعادة غامرة الآن، أنها لحظة سعيدة». وقد انخرط العديد من الأمهات والآباء في حملات بحث مضنية عن ذويهم، عقب موجة تسونامي العنيفة، وذلك بعد أن قررت السلطات المحلية وقف عمليات البحث.

لقيت كوهارو (12 عاماً)، ابنة ناعومي هيراتسوكا، حتفها مع 73 من رفقائها و10 أساتذة، عندما غمرت المياه الطوفانية مدرسة أوكاما. ولدى ناعومي رخصة حفر، لذا بإمكانها الاستمرار في البحث عن ابنتها، وعقب التسونامي في 2011، قالت الأم «أدرك أنها ميتة، لكني لا أستطيع أن أترك جثتها تحت الأنقاض، أو في الوحل أو في النهر، أو أي مكان آخر». وبعد أشهر من المد الكارثي، عثر على جثة كوهارو وهي تطفو في مرفأ بالجوار، وأقام لها والداها جنازة مناسبة، وأحرقت الجثة وفقاً للتقاليد المحلية.

تويتر