العديدون لا يطلبون المساعدة

متقاعدون في ألمانيا يواجهون الفقر والتهميش

زيادة متوسط العمر والشيخوخة المستفحلة تثيران قلق الألمان. أرشيفية

عاش الألمان على مدى عقود في رغد وراحة، لكن الجيل الشاب، اليوم، يفكر في العقبات التي قد تواجهه في المستقبل، بعد سنّ التقاعد، هذه المرحلة من العمر التي قد تتحول إلى كابوس، فزيادة متوسط العمر والشيخوخة المستفحلة، إضافة إلى معدلات المواليد المنخفضة، تثير قلق شريحة واسعة من الألمان الذين يخافون أن ينتهي بهم الأمر في دور الرعاية ومراكز استقبال المسنّين.

وعلى الرغم من عددهم القليل حالياً، إلا أن المتقاعدين «الفقراء» في ازدياد، ففي ميونيخ، يشعر المقيمين في دار المسنين، بحي دارخن، بالحزن لعدم قدرتهم على شراء الهدايا لأولادهم وأحفادهم، كلما حلت أعياد الميلاد. وتقول مديرة الدار، إيرينا زوخين، إن العديد من المسنّين يقولون إن ليس بمقدورهم شراء الهدايا، لأنهم لا يملكون المال. ويعتمد أغلب النزلاء في الدار على معونات الحكومة الفيدرالية، إذ يحصل كل منهم على 100 يورو شهرياً من أجل قضاء حاجاته، بما في ذلك شراء الدواء أو الترفيه. ويتعين تقديم طلب للحصول على مساعدات إضافية، في حال أراد أحدهم شراء ملابس أو أشياء أخرى. وتقول المشرفات في الدار، إنهن يلاحظن أن أغلب المسنين يصعب عليهم طلب المساعدات المالية، ويتساءلون عن سبب اعتمادهم على المعونات بعد عملهم عقوداً. وتشير دراسات بحثية إلى تفشي ظاهرة الفقر في المجتمع الألماني، خصوصاً بين المسنين. ويتلقى نحو نصف مليون شخص معونات من الحكومة، في وقت يحجم فيه الكثيرون عن طلب المساعدة من مكاتب الرعاية الاجتماعية. وتزداد الحاجة المادية بعد التقدم في السنّ، إذ يصبح المتقاعدون مهمشين من قبل أبنائهم وذويهم. ويقدر معدل المعاش في ألمانيا بنحو 1100 يورو شهرياً، وهذا المبلغ يعتبر مقبولاً إلى حد ما، لكنه غير كافٍ بمقارنة بسنوات الخدمة الطويلة.

تويتر