العقد المقبل يشهد تحركات صينية على أكثر من صعيد

بكين تتجه للعب دور أكبر في عالم يشترك فيه الجميع

الرئيس الصيني يقول إن أعظم المثل صنع عالم مشترك. غيتي

يقال إن ظهور الصين هو الحدث الأكثر أهمية في وقتنا، إذ يعد الاقتصاد الصيني بعد 30 عاماً من التطور السريع كمحرك للنمو الاقتصادي العالمي، ولكن الصين تريد أن تقدم مساهمة أكبر للعالم. وقال الرئيس الصيني تشي جين بنغ، في الأمم المتحدة خلال شهر سبتمبر الماضي، مقتبساً قولاً مأثوراً صينياً «أعظم المثل أن نقوم بصنع عالم يشترك فيه الجميع بصورة حقيقية». وركز على القيم المشتركة للبشرية، والمتمثلة في السلام، والتنمية والمساواة، والعدل والديمقراطية والحرية، وشرح وجهة نظر الصين حول مستقبل العالم والانسانية، إذ يتم إدارة الشؤون الدولية بصورة مشتركة، ويتم بناء النظام العالمي بصورة مشتركة، وكذلك صنع التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي.

نظراً لإيمانها بعالم يشارك فيه الجميع، قامت الصين بالعديد من الجهود، لتحقيق التزاماتها في مجال تحقيق السلام والأمن والتنمية المستدامة.

ليو شيومينغ، السفير الصيني في المملكة المتحدة

وفي هذا العالم، يعد السلام والأمن قاعدة لجميع الالتزامات والمشروعات، والسلام مثل الهواء لا يمكن ملاحظته، ولكن فقدانه يهدد الحياة برمتها، ولهذا تدافع الصين عن السلام والانسجام.

ويواجه العالم حالياً العديد من التحديات، بدءاً من أزمة اللاجئين في أوروبا، وصولاً إلى عدد من التهديدات الأمنية غير العادية، ويكمن أساس كل هذه المشكلات في الافتقار إلى التنمية، أي الفجوة بين الأغنياء والفقراء، ومن أجل التوصل إلى الاستقرار والتنمية يجب أن تكون كل دول العالم مشاركة في التنمية، وأن يكون ذلك مستداماً، ولا يمكن بناء صرح التنمية العالمي على أرضية غير مستقرة من الأسواق، ولكي تظل مستمرة يجب أن تستند إلى الإبداع.

ولابد من القول إن صنع السلام وتشجيع التنمية في عصر العولمة، حيث تكون مصلحة كل فرد مندمجة مع الجميع والمصير مشتركاً، يتطلب ذلك جهوداً جبارة ومشتركة، وهذا يعني على سبيل المثال أن آليات الحكم الدولية يجب أن تكون متطورة كي تعكس الإدارة لغالبية الدول، وينبغي مراقبة القوانين الدولية، كما يجب دعم العدل الدولي، وجميع الدول تمتلك الحق والمسؤوليات، وكذلك الوصول إلى هذا الحق، والفرص والقوانين في التعاون الاقتصادي الدولي.

ونظراً لإيمانها بعالم يشارك فيه الجميع، قامت الصين بالعديد من الجهود، لتحقيق التزاماتها في مجال تحقيق السلام والأمن والتنمية المستدامة، المشاركة في الحكمة والقوة، لمعالجة التحديات والمشكلات الدولية.

وخلال العقد المقبل، ستقوم الصين بإنشاء صندوق تنمية وسلام، بقيمة مليار دولار تشرف عليه الأمم المتحدة، وتنضم إلى نظام حفظ السلام في الأمم المتحدة وتنشئ كتيبة لحفظ السلام، وقوة دائمة الجاهزية. وخلال السنوات الخمس المقبلة، واقتداء بالدول المتطورة ستنفذ الصين مبادرات بملايين الدولارات تتضمن 100 برنامج لتقليل الفقر في العالم، و100 مشروع زراعي تعاوني، و100 برنامج لتشجيع التجارة، و100 برنامج لحماية البيئة وحماية المناخ من التغيير، وإنشاء 100 مستشفى، و100 مركز طبي، و100 مدرسة ومركز تدريب مهني.

تويتر