التعصب والكراهية يعيدان ذكريات ما بعد أحداث سبتمبر

المسلمون في أميركا يعيشون أوقاتاً عصيبة

المسلمون يواجهون مستوى غير مسبوق من التعصب العلني. أ.ب

يشبه مسلمون في الولايات المتحدة الحملة العنصرية ضدهم، منذ أكثر من عام، بالأجواء التي أعقبت هجمات الحادي عشر من سبتمبر. ومع كل هذه الظروف ومقتل ثلاثة منهم في ولاية كارولاينا الشمالية، والخطاب المعادي لهم في حملات الانتخابات الرئاسية، لايزال لدى المسلمين الأميركيين أمل في المستقبل. وتقول استطلاعات للرأي إن 2014 كان بالنسبة لهؤلاء الأكثر صعوبة في الذاكرة الحديثة، فقد أعاد إلى الأذهان ذكريات ما بعد الهجمات الإرهابية على نيويورك في 2001.

•تقول الناشطة في الدفاع عن المسلمين في كاليفورنيا، مديحة الحسين، إن عدد الحوادث التي ترصدها المنظمة، التي تعمل لصالحها، والمناخ العام في البلاد أسوأ حتى مما كان عليه بعد أحداث سبتمبر. وتتعقب الحسين، منذ ثلاث سنوات، الحوادث المعادية للمسلمين، وأعمال العنف والترهيب ضدهم.

 

وبالنسبة للشاب الأميركي فارس بركات، كان العام الماضي الأكثر صعوبة بعد مقتل شقيقه وزوجته وشقيقتها في فبراير الماضي في هجوم كارولاينا الشمالية، الذي يعتبره كثير من المسلمين في الولايات المتحدة المثال الأبرز على العنف المعادي للمسلمين. ويعتقد بركات أن عدو المسلمين الحقيقي ليس بعض الأفراد، ولكن «الجهل بهذا الطيف في المجتمع»، وتعيش الأقلية المسلمة مناخاً غير مسبوق من التعصب، ويتم تصوير الإسلام بشكل عام لعدد كبير من الأميركيين على أنه «أجنبي وخطير»، ومرتبط بالجماعات المتطرفة، أو بالهجمات الإرهابية التي نفذها متطرفون، بدءاً من أحداث سبتمبر، وحتى الهجوم على الصحيفة الساخرة في باريس بداية هذا العام.

 

وإلى جانب الزخم السياسي لموسم الانتخابات الرئاسية، فقد أدى كل ذلك إلى ما وصف بأنه جو غير مسبوق من التعصب العلني، والتنامي في الحوادث العنصرية عبر أنحاء متفرقة من البلاد. بات من الصعب أن يكون المسلم معروف الهوية في أميركا، يقول المدير القانوني لمنظمة الدفاع عن المسلمين في أوكلاند بكاليفورنيا، غلين كاتون، «أعتقد أن هذا الأمر بات صحيحاً وواضحاً للعيان هذه الأيام». وعلى الرغم من صعوبة الموقف، يضيف الناشط الحقوقي، فإن هناك أملاً كبيراً لدى كثير من الشباب المسلمين. ويعتقد كاتون أن المجتمع الأميركي يقبل بشكل عام اندماج المسلمين فيه. خلال الأسابيع الماضية، حاول مناهضون للمسلمين تنظيم مسيرات معادية، لكن العديد من الناشطين والمؤيدين للحريات الدينية نظموا مسيرات مضادة، في ولايات أوريغون وميشغن، وكان عدد المؤيدين أكبر بكثير من المناهضين للمسلمين.

واعتبر محللون هذا التحول رسالة واضحة من الشعب الأميركي الذي يتمسك باختلاف ألوانه وأطيافه. ويقود الجندي السابق في قوات المارينز، جون ريتزيمر، حملة ضد المسلمين، ودعا إلى احتجاجات في العديد من المدن الأميركية بزعم أن مبادئ الدستور الأميركي في خطر، بسبب من سماهم «الأعداء والأجانب والدخلاء».

 

وكان الجندي السابق قد خطط لتظاهرة مسلحة ضد المسلمين أمام مسجد في مدينة فونيكس بولاية أريزونا قبل أشهر. وينظم ريتزيمر الاحتجاجات هذه المرة على مستوى وطني بالتعاون مع «حماة القسم»، وهي جماعة متطرفة تضم عسكريين سابقين وحاليين في الجيش، ومسؤولين في مؤسسات الدولة. وبرز وجود هذه الجماعة بشكل مثير للجدل، خلال الاحتجاجات في ولاية ميسوري بعد مقتل شاب أسود أعزل على يد الشرطة، حيث كان بعض أعضائها مسلحين. وتقول الناشطة في الدفاع عن المسلمين في كاليفورنيا، مديحة الحسين، إن عدد الحوادث التي ترصدها المنظمة، التي تعمل لصالحها، والمناخ العام في البلاد، أسوأ حتى مما كانا عليه بعد أحداث سبتمبر. وتتعقب الحسين منذ ثلاث سنوات الحوادث المعادية للمسلمين وأعمال العنف والترهيب ضدهم.

وفى الأسبوع الماضي، حاولت جماعة من المحتجين المعادين للمسلمين تنظيم سلسلة من الاحتجاجات المسلحة أمام المساجد والمراكز الإسلامية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وكان هناك حدث مماثل في مايو الماضي لم يجذب سوى مئات عدة من المحتجين أمام أحد المراكز الإسلامية.

 

ويؤكد غلين كاتون أن المسلمين في الولايات المتحدة يعيشون أوقاتاً عصيبة ومخيفة للغاية، أكثر من أي وقت آخر، إلا أن فشل المسيرات المناهضة للمسلمين، في الأيام الأخيرة، وتسببها في تنظيم مسيرات مضادة جمعت الآلاف، يعيدان الأمل في إمكانية اندماج المسلمين.

تويتر