كلّف أكبر قوة عسكرية في العالم 10 سنوات ملاحقة لتحصد رأسه

رحلـة ثـري سعـودي مــن تشييـد البنايات إلى محاولة هدم «البنتاغــــون»

بن لادن انتقل من عالم الثراء إلى المواجهات المسلحة مع الأميركيين. إي.بي.إيه

زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي أعلنت الولايات المتحدة قتله، أمس، كان أهم رجل مطارد في العالم في السنوات العشر الاخيرة منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 التي استهدفت الولايات المتحدة.

ولد أسامة بن لادن في الرياض في السعودية لأب ثري هو محمد بن لادن، ولذي كان يعمل في المقاولات وأعمال البناء، وكان ذا علاقة قوية بعائلة آل سعود الحاكمة في المملكة العربية السعودية. وترتيب أسامة بين إخوته وأخواته هو الـ17 من أصل 52 أخاً وأختاً.

درس بن لادن في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة وحصل على بكالوريوس في الاقتصاد، فيما تتحدث بعض التقارير أنه نال شهادة في الهندسة المدنية عام 1979 ليتولى إدارة أعمال شركة بن لادن، وتحمل بعض المسؤولية عن أبيه في إدارة الشركة. وقد ترك الأب لأبنائه بعد وفاته ثروة تقدر بـ900 مليون دولار. وتولت مجموعة الشركات التي أنشأها أسامة بعد ذلك انشاء أكثر من 80٪ من شبكة الطرق في المملكة.

ومكنته ثروته وعلاقاته من تحقيق أهدافه في دعم المجاهدين الأفغان ضدالغزو السوفييتي لأفغانستان سنة .1979 وفي سنة ،1984 أسس بن لادن منظمة دعوية أسماها «مركز الخدمات»، وقاعدة للتدريب على فنون الحرب والعمليات المسلحة باسم «معسكر الفاروق»، لدعم وتمويل المجهود الحربي «للمجاهدين الأفغان»، و«للمجاهدين العرب والأجانب في ما بعد». ودعمتهما «المنظمة والمعسكر» كل من الولايات المتحدة وباكستان والسعودية ومصر وعدد من الدول التي رأت في الغزو السوفييتي خطراً عليها بشكل مباشر أو غير مباشر.

وفي ،1988 بلور أسامة بن لادن عمله في أفغانستان بإنشاء سجلات القاعدة لتسجيل بيانات المسلحين، وانضم إليها المتطوّعون من «مركز الخدمات»، من ذوي الاختصاصات العسكرية والتأهيل القتالي. وأصبحت في ما بعد رمزًا لتنظيم المسلحين.

وبانسحاب القوات السوفييتية من أفغانستان، وُصف بن لادن بـ«البطل» من قبل السعودية، ولكن سرعان ما تلاشى هذا الدّعم حين هاجم بن لادن الوجود الأميركي في السعودية إبان الغزو العراقي للكويت سنة ،1990 بل وهاجم النظام السعودي لسماحه بوجود القوات الأميركية التي وصفها بن لادن بـ«المادية»، و«الفاسدة»، وأدى تلاشي الدعم السعودي إلى خروج بن لادن إلى السودان في العام نفسه، وتأسيس بن لادن مركز عمليات جديداً في السودان.

ونجح بن لادن في تصدير أفكاره إلى جنوب شرق آسيا والولايات المتحدة وإفريقيا وأوروبا. وبعدها غادر السودان عام ،1996 متوجهاً إلى أفغانستان نتيجة علاقته القوية بجماعة «طالبان» التي كانت تحكم أفغانستان. وهناك أعلن الحرب على الولايات المتحدة.

وفي سنة ،1998 تلاقت جهود أسامة بن لادن مع جهود أيمن الظواهري الأمين العام لتنظيم الجهاد الإسلامي المصري المحظور، وأطلق الاثنان فتوى تدعو إلى «قتل الأميركان وحلفائهم أينما كانوا وإلى إجلائهم من المسجد الأقصى والمسجد الحرام».

وحددت واشنطن مكافأة قدرها 25 مليون دولار للقبض على بن لادن بعد ان اتهمته بتنفيذ الاعتداءين على السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام اللذين أسفرا عن سقوط 244 قتيلاً وآلاف الجرحى عام .1998

وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وجهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى بن لادن والقاعدة. وفي ديسمبر ،2001 تمكنت القوات الأميركية من الحصول على شريط فيديو يصور بن لادن مع جمع من مؤيديه يتحدث فيه عن دهشته من كمية الخراب والقتلى التي لم تكن بالحسبان بل فاقت توقعاته.

أسفرت الهجمات عن مقتل أكثر من 2700 شخص في نيويورك وما يزيد على 180 في البنتاغون و40 راكباً على متن احدى الطائرات التي خطفت، وكان مخطط تلك الهجمات خالد شيخ محمد الذي اصبح أشهر سجين في معتقل غوانتانامو في كوبا، ولكن بن لادن هو من وافق عليها شخصياً واختار منفذيها بنفسه.

ولا يعرف عن بن لادن طلبه للعلم الشرعي، وقد هاجم بعض علماء المسلمين لأنهم في رأيه «يوافقون على ظلم أميركا وإسرائيل عبر مساندتهم للحكام الظلمة بسترهم بستار الشريعة، وعدم تكفيرهم لمن لم يحكم بما أنزل الله».

وكانت السلطات السعودية أعلنت عام 1994 إسقاط الجنسية السعودية عن أسامة بن لادن الذي تنحدر أسرته من أصول يمنية.

ولأسامة بن لادن 11 ابناً بعضهم يعيش في السعودية، منهم عبدالله وعلي وعمر. وهناك ستة آخرون يقيمون في الخارج هم سعد وحمزة وسيف ومحمد وخالد ولادن.

يشار إلى أن أشقاء أسامة بن لادن يعيشون في المملكة ويعملون في شركة المقاولات الكبرى «بن لادن» التي تمتلك عدداً من المشروعات الكبيرة، ويرأس مجلس إدارتها المهندس بكر بن لادن.

تويتر