«هينوموتو».. شيطان ياباني يحوّل الإساءة الصينية إلى طرفة

اللعبة اليابانية «هينوموتو».

في الوقت الذي وصلت العلاقة بين اليابان والصين الى أدنى درجاتها منذ عقود، أطلقت اليابان نحو الصين أكثر أسلحتها النفسية دماراً، وهو عبارة عن رسم كاريكاتوري يجسد شخصية فتاة صغيرة تدعى «هينوموتو»، تحمل في يدها سيفاً يابانياً تقليدياً تجري كالدجاجة المفزوعة وتتلاعب بـ«ألفاظ شرسة» يطلقها الصينيون احتقاراً لليابانيين، العبارة الاولى يمكن ترجمتها من الصينية لتعني «الياباني الشيطان» والثانية «الياباني الحقير»، فقد اعتاد الصينيون استخدام هاتين العبارتين منذ ان ارتكب الجيش الامبراطوري الياباني الكثير من الفظائع ضد الصينيين في القرن العشرين.

هذه العبارات عكست كراهية الصينيين لليابانيين عام 2004 عندما تعرضت السفارة اليابانية في العاصمة الصينية بكين للرشق بالصواريخ، وتم استقبال فريق الكرة الياباني الزائر للصين بالصراخ والعبارات النابية من قبل مجموعات الغوغاء.

ولهذا الغرض حول اليابانيون العبارات الصينية، منها «الياباني الشيطان» و«الياباني الحقير»، الى شخصيات كرتونية تضج بالحياة، مستخدمين بدائل لهذه العبارات في اللغة اليابانية، فقد تحولت عبارة «الياباني الشيطان» الى «المشاغب الصغير» البريء وعبارة «الياباني الحقير» الى «الياباني المحبوب»، اذ إن هذه العبارات لها وقع خفيف ناعم على مسامع اليابانيين والعالم أجمع.

ولكي تحافظ على طبيعتها الشريرة تم تصوير المشاغبة الصغيرة «هينوموتو» بقرنين في رأسها وقناع شيطاني، وتنزع هذا القناع والقرنين عندما تقوم بحركات فكاهية من بينها مطاردة حيوانات المزارع مستخدمة سيف الساموراي التقليدي.

وتهدف هذه الفكرة، وفقاً للفنانين المشاركين في ابتكار هذه الشخصية الكرتونية، إلى تجريد العبارات الصينية التي ينعتون بها اليابانيين من جميع معاني الكراهية التي تعنيها لكي يعلم الصينيون أن اليابانيين قادرون على إزالة «جميع الاوساخ» التي تحيط بماضي الامبراطورية اليابانية. وظهرت «هينوموتو» للوجود من عمق مرارة العداوة بين الدولتين، فقد حملت السنوات القليلة الماضية العديد من الاحتكاكات بين الجارتين مع تبادل العبارات الجارحة بسبب زيارة رئيس الوزراء الياباني السابق، جينشيرو كويزومي لضريح مثير للجدل يضم مقابر الجنود اليابانيين الذين ارتكبوا أبشع الفظائع ضد الصينيين.

وقبل فترة قصيرة شب نزاع بين الاثنتين حول مجموعة من الجزر الصغيرة تعرف بجزر سينكاكو اليابانية، التي تدعي الصين تبعيتها لها. وفي المياه القريبة اصطدمت سفينة صينية بسفينة تابعة لحرس خفر السواحل الياباني. ومنذ أن تم إطلاق الرسومات الاصلية لـ«هينوموتو» على الانترنت تنافس العديد من الفنانين اليابانيين لرسم النسخة الخاصة بهم ليصبحوا جزءاً من هذه الفكاهة. ويقول أحد الفنانين ان الغرض من ذلك هو أن نجعل هينوموتو اكثر شهرة على الانترنت، حتى إذا بحث أي صيني على الانترنت على عبارة «الياباني الحقير» ستظهر أمامه في الحال شخصية «هينوموتو» الكرتونية المخالفة تماماً لتلك العبارة.

تويتر