كروز "غريب الأطوار" يهزم دونالد ترامب في الانتخابات

شكل الاقتراع في ولاية ايوا، المرحلة الاولى في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الاميركية، امس، محطة شاقة للمرشحين الاوفر حظا في استطلاعات الرأي حيث هزم الجمهوري دونالد ترامب فيما تتعادل الديموقراطية هيلاري كلينتون تقريبا مع ابرز منافسيها.

وشارك الناخبون الجمهوريين والديموقراطيين في هذه الولاية الريفية الصغيرة وسط الغرب الاميركي بكثافة في هذه الانتخابات لاختيار مرشح حزبهم لخلافة الرئيس باراك اوباما في 8 نوفمبر المقبل.

وتوافد سكان ايوا الى مكاتب الاقتراع التي اقيمت في مدارس او مكتبات عامة او قاعات رياضية واطلقوا بذلك رسميا عملية اختيار كل حزب مرشحه لخوض السباق الرئاسي والتي تختتم بيوم الانتخابات في نوفمبر.

وفاز في انتخابات ايوا سناتور ولاية تكساس المحافظ تيد كروز عن الجمهوريين وهزم المرشح دونالد ترامب متصدر السباق على المستوى الوطني فيما تبدو المنافسة حامية جدا بين كلينتون ومنافسها الابرز بيرني ساندرز الذي اعلن انهما شبه متعادلين.


من هو "غريب الاطوار"  تيد كروز

قبل بضعة اشهر، كان السناتور تيد كروز القادم من تكساس، مرشحا جمهوريا بين آخرين، وكان دونالد ترامب يشيد بمواقفه الحازمة ضد حكومة الرئيس باراك اوباما، لكنه تمكن امس، من هزم ترامب، مرشح الحزب الاوفر حظا، في الانتخابات التمهيدية في ولاية ايوا.
ويتميز كروز بفصاحة في الكلام وبلاغة واسلوب الواضح، ما جعل منه احد ابرز وجوه اليمين المحافظ خلال اقل من ثلاث سنوات.


وكان زملاء كروز ينظرون اليه على انه شخص "غريب الاطوار"، الى ان أصبح المنافس الرئيسي لدونالد ترامب في سباق الحزب الى البيت الابيض.
وتحول بالتالي الى الهدف الرئيسي لرجل الاعمال النيويوركي الذي يستهدفه باستمرار متهما اياه بانه شخص فظيع او انه ولد في كندا، قبل 45 عاما، ملمحا بالتالي الى انه غير مؤهل لرئاسة الولايات المتحدة.

ولا شك ان فوز تيد كروز بغالبية 27 في المئة من الاصوات على دونالد ترامب (24 في المئة)، على الرغم من ان استطلاعات الراي كانت اعطت الافضلية لهذا الاخير، سيدفع ترامب الى مضاعفة جهوده من اجل التفوق عليه.


يبني الرجلان مواقفهما على القاعدة ذاتها: غضب الاميركيين ضد النخبة السياسية، فيزايدان على بعضهما مثلا في لقطاتهما الدعائية التلفزيونية في دق ناقوس الخطر بالنسبة الى الهجرة غير القانونية، او في انتقاد "نظرية" التغيير المناخي.


وقد اقسم تيد كروز على القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية بواسطة "وابل من القنابل".كما انه ينتقد بشدة سياسة باراك اوباما المتعلقة بالضرائب والاجهاض والحق في امتلاك السلاح.


في ولاية ايوا، بنى كروز استراتيجيته بالكامل على الهيئة الناخبة البروتستانتية الانجيلية التي تشكل اكثرية لدى الجمهوريين.

ووعد ناخبيه بالقضاء على مشروع "اوباماكير" الذي اعده الرئيس باراك اوباما لاصلاح النظام الصحي، وبالدفاع عن المسيحيين الاميركيين في مواجهة خطر التفكك الذي يطرحه الديموقراطيون.


من اجل دعم مواقفه، لم يتردد في الاستعانة بأولاده في اشرطة فيديو، وفي وضع شرائح لحم الخنزير المقدد على فوهة بندقيته في مضمار للتدرب على استخدام السلاح، للتذكير بتمسك أهل تكساس بأسلحتهم.


لكنه تعرض اخيرا لانتقادات حادة لأنه انتقد "قيم نيويورك" التي تدافع كما يقول، عن الاجهاض والمال ووسائل الاعلام.

تويتر