• لم يتحقق حلمهم في الخارج

مهاجرون عراقيون يفضلون العودة إلى بلدهم

صورة

هاجر مئات الآلاف من العراقيين إلى بلدان مختلفة، عقب الغزو الأميركي في 2003، بحثاً عن الأمن والاستقرار. لكن أحلام الكثير من هؤلاء لم تتحقق، إذ عانى المهاجرون التهميش وخيبة الأمل في أوروبا، التي استقبلت منهم الآلاف خلال أكثر من عقد. وفي وقت عبر عراقيون عن ارتياحهم في الخارج، بعد رحلة محفوفة بالمخاطر، قال آخرون إنهم أخطأوا عندما قرروا الهجرة، وهم يريدون الآن العودة إلى موطنهم. ويروي لاجئون عراقيون قصصاً عن تعرضهم للإهانة، ولم يتمكنوا من التكيف والاندماج في البلدان الأوروبية التي وصلوا إليها، بسبب انخفاض درجات الحرارة واختلاف نمط الحياة، إضافة إلى عدم تحقق الحلم في العيش في تلك البلدان، رغم توفر الأمن وسبل الاستقرار.

 

اختار فيصل عدي فيصل طريق الهجرة، فقد حزم أمتعته وقرر الرحيل إلى أوروبا وفقاً للتوقعات والآمال بشأن الحياة الجميلة التي تنتظره، إلا أنه عاد الى وطنه أخيراً بسبب ما قال إنه «التعاسة التي تجبر العراقيين على العودة». وكان فيصل، 25 عاماً، قد ترك وظيفته البسيطة في وزارة التربية بالعاصمة العراقية، وقرر الذهاب إلى تركيا للانضمام إلى أكثر من مليون لاجئ ومهاجر عراقي نزحوا إلى القارة الأوروبية خلال 2015. ويقول الشاب العراقي المحبط، «كان حلمي منذ كنت طفلاً الذهاب إلى أوروبا، وكنت أتخيل حياة جميلة آمنة، وأحصل على سكن وراتب جيدين».

 

وتقول السلطات العراقية والمنظمات الدولية إن عدد العراقيين العائدين الى الوطن تصاعد بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، وإن المنظمة الدولية للهجرة ساعدت نحو 779 عراقياً في العودة من أوروبا طوعاً، في نوفمبر الماضي، أي أكثر من ضعف العدد عن الشهر الذي سبقه، ولا تشمل هذه الإحصاءات الأشخاص الذين عادوا من تلقاء أنفسهم، مثل فيصل.

 

ووفقاً للشاب العراقي فإن عدداً من المهاجرين اختاروا مغادرة أوروبا لأنهم واجهوا تعقيدات إجراءات عملية اللجوء، وخاب أملهم في غياب فرص عمل. ويضيف فيصل، أن عراقيين اضطروا للعودة عندما رفضت طلبات لجوئهم. ويرى المهاجر العائد أن الحياة في أوروبا «مملة والطعام في مراكز الاستقبال غير مناسب ورديء». وكانت لديه تجربة سيئة في مركز للاجئين بمدينة «مالمو» في السويد، قضى فيه شهرين. ووجد أن العيش في أوروبا «مجرد فكرة ولا يوجد شيء مما حلم به على أرض الواقع». وجدير بالذكر أن العديد من العراقيين يعودون إلى ديارهم بمحض إرادتهم. في حين يختلق الكثيرون قصصاً عن تعرضهم للتهديد من قبل الميليشيات المسلحة، في العراق، بينما يغادرون بلدهم لأسباب اقتصادية.

 

في غضون ذلك، تحذر وكالات الإغاثة من أن النازحين الذين يستحقون اللجوء، يتم تثبيطهم في وقت أصبحت فيه أوروبا أقل ترحيباً بالقادمين الجدد، من خلال فرض القيود على تحركاتهم وإغلاق حدودها. وفي هذا السياق، كانت فنلندا وبلجيكا من بين الدول التي حذرت القادمين من بغداد بأنهم لن يحصلوا على حق اللجوء تلقائياً.

 

تكلف وصول فيصل وإخوانه إلى أوروبا أكثر من 8000 دولار، دفعها والدهم عدي فيصل. ومن أجل العودة إلى العراق، طلب فيصل من والده إرسال المزيد من المال. وفي ذلك يقول الشاب العراقي، «المشكلة أن كلمة مثل أوروبا أو أميركا تسحر الشباب في المشرق»، مضيفاً «لايزال هذا الشاب (مشيراً إلى أخيه الأصغر) يطمح إلى الهجرة». وكان شقيقه قد أوقف في تركيا وأعيد إلى العراق، عندما كان يحاول العبور إلى أوروبا. وتقول السلطات العراقية إن عدد العائدين تخطى الآلاف، ويؤكد المتحدث باسم وزارة النازحين والمهاجرين، ستار نوروز، أن «هناك الآلاف من العراقيين الذين عادوا، والآلاف من الذين يريدون العودة». وتسعى السفارات العراقية في أوروبا جاهدة لتوفير وثائق سفر طارئة للراغبين في العودة إلى وطنهم.

تويتر