عقوبات على دمشق.. ودعوات للتظاهر في جمعة « بشائر النصر ».. واتهام أممي لسوريــــة بارتكاب جرائم حرب

مطالبة أميركية ــ أوروبية للأسد بـالتنحّي

تظاهرة ضد الأسد في بلدة الرستان بالقرب من حمص. أ.ب

طالب زعماء العالم الغربي أمس الرئيس السوري بشار الاسد بالتنحي، مؤكدين ان نظامه فقد كامل شرعيته، كما فرضوا على نظامه عقوبات جديدة. وقاد الرئيس الاميركي باراك اوباما تلك الحملة حيث اصدر امرا تنفيذيا بتجميد جميع اصول الحكومة السورية وحظر الاستثمارات والصادرات الاميركية الى سورية، وتبعه قادة الاتحاد الاوروبي. وتزامن التصعيد الغربي مع تقرير للامم المتحدة قال فيه ان حملة القمع السورية ضد الاحتجاجات «قد ترقى لمستوى جرائم ضد الانسانية»، ودعا مجلس الامن الى احالة المسألة الى المحكمة الجنائية بسبب حملة القمع الدموية ضد الناشطين الذين جددوا الدعوة الى التظاهر اليوم فيما اطلقوا عليه اسم «جمعة بشائر النصر».

وتفصيلا طالب الرئيس الاميركي أمس بشار الاسد بالتنحي، واعلن عن فرض عقوبات جديدة قاسية على دمشق. وقال اوباما «قلنا باستمرار انه على الرئيس الاسد ان يقود انتقالا ديمقراطيا، أو ان يتنحى، لم يقد (الانتقال) ومن اجل الشعب السوري، فقد ان الاوان لكي يتنحى الرئيس الاسد».

وهذه اول مرة تدعو فيها الولايات المتحدة الاسد علانية الى التنحي، إلا ان اوباما اكد ان واشنطن لا تستطيع ان تفرض ولن تفرض هذا الانتقال على سورية ووعد بالالتزام برغبة السوريين القوية في عدم وجود اي تدخل خارجي في حركتهم المطالبة بالتغيير. وقال «لقد حان للشعب السوري ان يقرر مصيره وعلينا ان نواصل الوقوف بحزم الى جانبه».

وفرض اوباما مجموعة من العقوبات الاقتصادية الجديدة على سورية، قال انها «ستعمق العزلة المالية لنظام الاسد». وأمر اوباما بتجميد اصول الحكومة السورية في المناطق الخاضعة للقضاء الاميركي وفرض حظرا على تعامل اي شخص او شركة تجاريا مع الحكومة السورية. كما فرض حظرا على الواردات الاميركية من النفط السوري ومنتجاته، وحظر على أي فرد أو شركة اميركية «العمل او الاستثمار في سورية».

وقال «نتوقع ان يتخذ اخرون خطوات تزيد من حدة الخطوات التي اتخذناها اليوم»، مشيرا الى ان الانتقال الديمقراطي في سورية سيستغرق وقتا محذرا من ان الشعب السوري يواجه المزيد من النضال والتضحيات.

من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في تصريحات أعقبت دعوة مباشرة من الرئيس الاميركي لتنحي الاسد وفرض عقوبات جديدة «ان شعب سورية يستحق حكومة تحترم كرامته وتحترم حقوقه وترقى لمطامحه، والاسد يقف في طريقه». وأضافت «من أجل الشعب السوري.. حان الوقت كي يتنحى ويترك هذا التحول للسوريين أنفسهم وهذا ما سنواصل العمل لتحقيقه». وأضافت أن حكومة الأسد ردت على الاحتجاجات بوعود خاوية وعنف مروع، مؤكدة ان سورية بدأت الانتقال نحو الديمقراطية. وقالت كلينتون ان هذه العقوبات تضرب قلب النظام عن طريق حظر الواردات الاميركية من النفط السوري ومنتجاته، وتحظر على الاميركيين التجارة في هذه المنتجات.

وأعلنت وزارة الخزانة الاميركية ان واشنطن حظرت التعامل التجاري مع خمس من شركات النفط السورية في اطار عقوبات واسعة تهدف الى الضغط على بشار الاسد بالتنحي. وجاء في بيان للوزارة ان الرئيس الاميركي امر بفرض عقوبات على المؤسسة العامة للنفط، والشركة السورية للنفط والشركة السورية للغاز، والشركة السورية للنفط وشركة سترول.

من جهة أخرى، دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة اللمانية انغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في بيان مشترك الرئيس السوري الى التنحي وأيدوا فرض مزيد من العقوبات القاسية. وحض الرئيس الفرنسي والمستشارة الالمانية ورئيس الوزراء البريطاني النظام السوري على وضع حد فوري لأي عنف والافراج عن معتقلي الرأي والسماح للامم المتحدة بإرسال بعثة لتقييم الوضع من دون اي عوائق.

من جانبه، طالب الاتحاد الاوروبي الاسد بالتنحي، وقال في بيان ان الحكومات الـ27 في الاتحاد الاوروبي تعد لتوسيع قائمة الكيانات السورية التي تستهدفها عقوبات الاتحاد، وتبحث طرقا لتوسيع اجراءات الكتلة الاوروبية ضد الاسد.

وتحدث تقرير المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الامم المتحدة عن مجموعة انتهاكات لحقوق الانسان تمثل هجوما واسعا او ممنهجا على السكان المدنيين، ودعا مجلس الامن الدولي الى التفكير في اللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية حول الوضع في سورية. وتمت صياغة التقرير الذي يقع في 12 صفحة من جانب لجنة من 13 خبيرا في حقوق الانسان مفوضة من رئيسة المفوضية العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي.

ومن المقرر ان تتوجه بيلاي بكلمة الى مجلس الامن حيث سيعقد اجتماع خاص حول حقوق الانسان والطوارئ الانسانية في سورية. وأجرى اعضاء اللجنة بين 15 مارس و15 يوليو الماضيين تحقيقات على حدود سورية، في غياب التعاون من جانب الحكومة السورية في ما يتعلق بالوصول الى البلاد.

وهذه اللجنة التي ضايقها جديا هذا الامر، اضطرت للعمل في اربعة بلدان محاذية لسورية للحصول على معلومات ذات صدقية من مصادر مختلفة، من بينهم الاف السوريين ممن غادروا البلاد في الاسابيع التي سبقت التحقيق.

وأشار التقرير الى ان اعضاء اللجنة تمكنوا خصوصا من مشاهدة نحو 50 تسجيلا مصورا وصورا عدة مرتبطة بانتهاكات حقوق الانسان تم الحصول عليها من مصادر خاصة أو وسائل اعلامية.

ويتحدث التقرير كذلك عن تعذيب ووسائل تعاطٍ رديئة ولا انسانية اخرى من جانب قوات الامن السورية في انتهاكات للموجبات الدولية لسورية في مجال شرعة مناهضة التعذيب. ويلفت الى ارادة ظاهرة في اطلاق النار بهدف القتل، اذ ان معظم الجروح بالرصاص لدى الضحايا سجلت في الرأس والصدر وإجمالا في الجزء العلوي من الجسم.

ويضيف التقرير ان القوات المسلحة كما القوى الامنية السورية متورطة في قمع التظاهرات السلمية، وتفتح غالبا النار على مدنيين من دون تمييز ودون طلقات تحذيرية ومن مسافة قريبة.

ومن المقرر عقد جلسو خاصة جديدة لمجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة حول الوضع في سورية في جنيف، بطلب من الاتحاد الاوروبي وبلدان عربية والولايات المتحدة.

وجدد ناشطون الدعوة الى التظاهر اليوم في ما اطلقوا عليه اسم جمعة بشائر النصر، ودعا الناشطون على صفحة الثورة السورية في «فيس بوك» الى التظاهر، معتبرين انه من قلب الحصار تلوح بشائر الانتصار، في اشارة الى المدن التي تمت محاصرتها من قبل الجيش السوري. كما دعت صفحة يوميات الثورة السورية الى التظاهر يوميا من 15 رمضان، وصولا الى عيد التحرير.

ميدانيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان بسماع اصوات اطلاق للرصاص في حي الرمل الجنوبي في اللاذقية (غرب) صباح امس. كما اشار المرصد الى استمرار الاجهزة الامنية في حملات الدهم والاعتقالات في مدن ومناطق سورية عدة. وأوضح المرصد ان عناصر من الامن شنت عمليات دهم في حي ركن الدين في دمشق وقامت باعتقال عدد من الاشخاص بحسب قوائم اسمية، دون ان يتمكن من تحديد عدد المعتقلين، كما حدثت عمليات دهم في مناطق عدة تابعة لريف دمشق كما في منطقة الحجر الاسود والكسوة ومعضمية الشام وجديدة عرطوز. واستمرت التظاهرات الليلية في عدد من المدن السورية، حيث اشار المرصد من بينها الى تظاهرة جرت في حي عرنوس في دمشق ضمت العشرات، قام رجال الامن بتفريقها واعتقال تسعة متظاهرين.

وفي ريف دمشق، خرجت تظاهرات في قطنا والتل والزبداني تضامنا مع اللاذقية التي تشهد وضعا متفجرا منذ ايام عدة، بحسب المرصد. وتأتي هذه التطورات غداة مقتل 10 مدنيين في سورية بينهم تسعة في حمص، فيما اعتقلت قوات الامن نحو 100 شخص في هذه المدينة ومحيطها، كما افاد سكان والمرصد السوري لحقوق الانسان.

كما تأتي غداة ابلاغ الرئيس السوري الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان العمليات العسكرية والامنية قد توقفت وذلك عشية اجتماع لمجلس الامن حول الوضع في سورية. ويعقد مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة اجتماعا خاصا الاثنين حول الوضع في سورية، بطلب من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والدول العربية. واستدعت سويسرا سفيرها لدى سورية امس، وقالت انها تدين عنف القوات السورية ضد المدنيين.

تويتر