البحث عن قادة الاحتجاج في بانياس.. وأوروبا تعتزم تشديد العقوبات

مقتل 13 في درعا.. والجيش يقصف «بابا عمـــرو» بحمص

المحتجون تحدوا قرار منع التظاهر ونظموا مسيرة شموع في القامشلي. أ.ب

قتل 13 شخصاً في قصف بنيران الدبابات وإطلاق للنار في بلدة الحارة في محافظة درعا جنوب سورية، بينهم طفل وممرضة، مع تعزيّز الجيش السوري سيطرته على معاقل الاحتجاج، وقصف بضع قذائف، ورشق أعيرة نارية على حي بابا عمرو السكني في حمص، فيما قتل عسكريان وجرح خمسة آخرون في ريف درعا (جنوب) وحمص (وسط)، بينما استمرت العمليات الأمنية بحثاً عن قادة الاحتجاجات في مدينة بانياس (غرب)، في وقت صعّد المجتمع الدولي لهجته ضد دمشق، بإعلان الاتحاد الأوروبي أنه سيشدد العقوبات بحق النظام السوري، بينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري بشار الأسد إلى الكف عن استخدام العنف المفرط، والاستجابة لنداءات الإصلاحات.

وقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سورية عمار القربي إن 13 شخصاً قتلوا في بلدة الحارة في جنوب سورية في قصف بنيران الدبابات والاسلحة النارية. وأضاف أن الدبابات قصفت اربعة منازل في البلدة فقتل 11 شخصاً وقتل آخران وهما طفل وممرضة في اطلاق للنار.

وفي حمص قال الناشط الحقوقي نجاتي طيارة، إن دوي قذائف ورشقات أعيرة نارية سمع، فجر أمس، في حي بابا عمرو السكني، فيما استمرت العمليات الأمنية في المدينة الواقعة وسط سورية.

وأضاف طيارة أن «بابا عمرو والقرى المحيطة بها تشهد عمليات أمنية منذ ثلاثة أيام، إذ تجري عمليات تمشيط». وأشار طيارة إلى أن «الجيش منتشر في المدينة منذ يوم الخميس»، لافتاً إلى «وجود دبابات في حي الستين». وذكر أن 50 مدرّعة توزعت على دوار بالقرب من حمص والمناطق المحيطة بالوسط من جانب مديرية الجامعة إلى دوار البياضة، كما جرت «عمليات تفتيش في مفارق عدة وسط المدينة، إذ أقيمت حواجز أمنية»، حسب الناشط نفسه.

وفي مدينة بانياس الساحلية لايزال البحث مستمراً عن قادة الاحتجاجات الذين لم يتم اعتقالهم بعد. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، ان «مدرعة تمركزت في الساحة الرئيسة التي تجري عادة فيها التظاهرات في بانياس»، التي دخلها الجيش السبت بالدبابات لقمع حركة الاحتجاجات.

وأطلقت السلطات سراح نحو 270 شخصاً من بين 450 شخصاً تم اعتقالهم خلال الأيام الماضية، منذ أن بدأ الجيش دخول المدينة.

وأوضح أن الذين أفرج عنهم قالوا إنهم «تعرضوا للضرب المبرح وللإهانات».

كما أشار إلى «تعرض أطباء مشفى الجمعية إلى الاعتقال والضرب».

واعتقلت قوات الأمن السورية الاحد قادة حركة الاحتجاج في بانياس، بينهم الشيخ أنس عيروط، الذي يعد زعيم الحركة، وبسام صهيوني، الذي اعتقل مع والده وأشقائه.

من ناحية أخرى، نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري مسؤول قوله إن وحدات الجيش والقوى الأمنية تتابع ملاحقة ما سماه «فلول الجماعات الإرهابية المسلحة في حمص وريف درعا»، مشيراً إلى أن «حصيلة المواجهات شهيدان وخمسة جرحى من عناصر الجيش، هم شهيد وجريح في ريف درعا، وشهيد برتبة ملازم وأربعة جرحى، بينهم ضابط في حمص». وأشار إلى سقوط «عدد من القتلى والجرحى في صفوف المجموعات الإرهابية».

وفي مدينة القامشلي (شمال شرق)، تحدى المحتجون قرار منع التظاهر، ونظموا مسيرة خلال تجمع حاشد.

يأتي ذلك فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة الرئيس السوري إلى الكف عن استخدام العنف المفرط، والاستجابة لنداءات الإصلاحات. وقال بان كي مون للصحافيين «أدعو الرئيس الأسد مرة ثانية إلى الاستجابة إلى دعوات الإصلاح والحرية، والتوقف عن استخدام القوة المفرطة والاعتقالات الجماعية للمتظاهرين السلميين».

وجاءت تصريحاته بعد أن ذكر نشطاء أن القوات السورية شددت حملتها ضد المناطق الرئيسة التي شهدت احتجاجات، من بينها مدينة بانياس، ومحاصرة الأحياء، واعتقال قادة المحتجين. وعبر بان عن خيبة أمله لرفض السلطات السورية السماح لفرق إنسانية تابعة للأمم المتحدة بالتوجه الى درعا. من جهتها أعلنت وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون، أمس، أن الاتحاد الأوروبي سيعيد النظر في العقوبات بحق النظام السوري لممارسة «أكبر قدر ممكن من الضغط السياسي» على الأسد.

وقالت آشتون «أنا لست متسامحة» بشأن سورية، و«أؤكد لكم عزمي على ممارسة أكبر قدر من الضغط السياسي على سورية». وفضلاً عن المجموعة الاولى من العقوبات اتفقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على مبدأ اعداد إجراءات اضافية.

تويتر