100 قتيل في معارك وانفجار مستودع للذخيرة.. والمجلس الوطنـي يعيّن لجنة أزمـــــــة في أول اجتماعاته

المعارضة تزحف غرباً.. ودبابات القــــذافي تقصف المدنيين في الزاوية

معارضو القذافي يحتفلون بسيطرتهم على مدينة راس لانوف. أ.ب

بعد يومين من المعارك مع الكتائب الموالية للعقيد معمر القذافي، نجحت المعارضة الليبية، في صد الهجوم الذي شنته تلك القوات بغية استعادة السيطرة على مدينة الزاوية، وأجبرت قوات القذافي التي استخدمت الدبابات على الانسحاب إلى أطراف المدينة وتطويقها بعد سقوط نحو 70 قتيلاً، وفيما قتل 30 شخصاً في انفجارين وقعا في مستودع للأسلحة قرب بنغازي، سقط ثمانية قتلى في معارك راس لانوف شرق ليبيا، في وقعت عقد المجلس الوطني الذي اسسته المعارضة اول اجتماع له في بنغازي وعين لجنة أزمة من ثلاثة أعضاء.

وتفصيلاً شن المعارضون الليبيون الذين يسيطرون على شرق البلاد هجمات على المدن الخاضعة للجيش النظامي الموالي للعقيد القذافي. وأكدوا اول من أمس انهم سيطروا على مدينة راس لانوف النفطية الاساسية، بعد معارك ضارية اسفرت عن سقوط العديد من القتلى، لكن وكيل وزارة الخارجية الليبية خالد كعيم نفى هذه المعلومات. وقال مصدر طبي في اجدابيا إن ثمانية اشخاص على الاقل قتلوا وأصيب اكثر من 20 آخرين بجروح في هذه المعارك في المنطقة النفطية الاستراتيجية شرق ليبيا. ومع ذلك احتفل المئات بالسيطرة على راس لانوف وهم يطلقون النار في الهواء. وقال مراسل لوكالة فرانس برس انه شاهد معارضين وهم متمركزون خارج مجمع عمليات الحروج النفطي، وعند مركز للشرطة وعلى مداخل منطقة سكنية وثكنات للجيش. غير ان كعيم نفى مساء الجمعة ان تكون الثورة سيطرت على راس لانوف، مؤكداً ان «الحكومة تسيطر عليها وفي راس لانوف كل شيء هادئ».

وفي وقت سابق، اعترف مصدر حكومي بأن البريقة التي تقع بين راس لانوف ومعقل الثورة بنغازي اصبحت في أيدي المعارضين. لكن زميلاً له نفى ذلك بشكل قاطع. وسمع دوي انفجارات ورشاشات ثقيلة في الصحراء عن بعد 10 كيلومترات شرق راس لانوف، بينما كان الثوار المسلحون متوجهين بشاحنات الى المدينة ترافقهم سيارات اسعاف.

وفي الوقت نفسه، اعلن التلفزيون الحكومي الليبي، أن القوات الموالية للقذافي احكمت سيطرتها على الزاوية (60 كلم غرب طرابلس) التي تضم مصفاة نفطية مهمة. لكن مسؤولاً حكومياً تحدث في وقت لاحق عن «جيوب للمقاومة» بينما نفى سياسي محلي بشدة المعلومات التي بثها التلفزيون الحكومي، وقال ان قوات المعارضة ما زالت تسيطر على المدينة. وقال الناشط السياسي في الزاوية محمد قاسم لقناة الجزيرة الفضائية، ان المدينة محاصرة لكنها لم تسقط مجدداً في ايدي الجيش. من جهتها، اكدت مراسلة محطة التلفزيون البريطانية سكاي نيوز الكس كروفورد، ان جيش القذافي يحاصر المدينة. وقد شنت قوات تابعة لنظام القذافي هجوماً جديداً على الزاوية واجتاحت دباباتها شوارع المدينة واطلقت النار على منازل، بحسب ما افاد شهود وسط حديث عن سقوط نحو 70 قتيلاً في معارك الزاوية. وقال احد سكان المدينة لفرانس برس «الدبابات في كل مكان من المدينة وتطلق النار على المنازل. رأيت سبعاً منها تعبر امام منزلي واطلاق القذائف متواصل من دون توقف».

وكانت معلومات بثها التلفزيون من احد مستشفيات الزاوية، افادت بأن ثلاثة اشخاص قتلوا في المدينة وجرح 50 آخرون بينهم سبعة اصاباتهم خطيرة.

وقالت كروفورد «كنا نسير مع المتظاهرين المناهضين للقذافي في الطريق الرئيس. كانوا آلاف الاشخاص، غالبيتهم غير مسلحين يسيرون باتجاه العسكريين، عندما فتح الجيش النار عليهم مستخدماً الدبابات وأسلحة اخرى بينها رشاشات ثقيلة».

من جهة اخرى، اعلنت مصادر طبية في بنغازي سقوط 30 قتيلاً، واكثر من 30 جريحاً مساء الجمعة في انفجارين وقعا في مستودع للذخيرة في منطقة الرجمة جنوب بنغازي. وقال المتحدث باسم المجلس الوطني المستقل مصطفى الغرياني «لا نعرف بالتأكيد ما اذا كان الانفجار عملية تخريب او حادثا او ضربة جوية، لكن لم ير احد طائرة». وأوضح ان عدد الذين كانوا داخل المستودع يقدر بـ40 شخصا، مشيراً الى ان حصيلة الضحايا يمكن ان ترتفع. وقال جراح الاعصاب في المركز الطبي في بنغازي الدكتور عماد تلحمة «لدينا قتلى في انفجار قاعدة الرجمة العسكرية، وكذلك جرحى».

ورجحت مصادر في بنغازي أن يكون الانفجار وقع بسيارة مشبوهة، في حين نقل المراسل عن شاهد عيان قوله إنه شاهد أربعة رجال يتسلقون سور المعسكر ويضرمون النار في المخازن لتتكفل الذخيرة الموجودة بالبقية. وأعلن المجلس الوطني الذي شكلته المعارضة الليبية لاسقاط القذافي والإعداد لانتقال سياسي، انه سيعقد اول اجتماع رسمي له في مكان لم يكشف عنه. وقال الناطق باسم المجلس مصطفى الغرياني لفرانس برس، إن الاجتماع الرسمي الاول للمجلس الوطني سيعقد، من دون ان يحدد موعده بدقة أو مكانه. وأضاف انها مسألة امنية، مشيراً الى ان الزعيم الليبي «يواصل قتل الناس». ويترأس المجلس الذي يضم 30 عضواً ووزير العدل السابق مصطفى عبدالجليل الذي كان من الشخصيات الاولى التي انضمت الى المعارضة في الايام الأولى من الثورة.

تويتر