عبدالله بن زايد يُعلن في قمة «الناتو» استضافة دبي أول مؤتمر دولي للاستثمار في أفغانستان

الإمارات تؤيد نقل السلطة الكاملة إلى القوات الأفغانية

عبدالله بن زايد وأوباما وكاميرون خلال قمة لشبونة. أ.ب

أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، امام اجتماع عقد، أمس، بين قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وزعماء 19 دولة مشاركة في «ايساف»، تأييد دولة الإمارات العربية المتحدة لنقل السلطة الكاملة إلى الأيدي الأفغانية وقوات أمنها، وذلك بعد ان وافق القادة في اجتماعهم على استراتيجية للخروج من افغانستان.

ووصف سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان هذا الاجتماع بأنه يمثل خطوة تاريخية مهمة للأمام بالنسبة لأفغانستان، وأكد سموه أن «همنا الأول هو مساعدة أفغانستان على ارتقاء سلم الاستقرار والأمن والازدهار الاقتصادي».

واعلن سموه أن الإمارات ستستضيف أول مؤتمر دولي للاستثمار في أفغانستان، وستكون رئاسة المؤتمر مشتركة بيننا وبين الحكومة الأفغانية وذلك في دبي يوم 30 نوفمبر الجاري، وانطلاقاً من روح إعلان دبي لعام 2003 حول التجارة والترانزيت والاستثمار، وقال سموه إن المؤتمر الأفغاني يرمى إلى تفعيل الأنشطة الاقتصادية التي ستفيد منها أفغانستان ولترسيخ العلاقات بيين القطاعين الحكومي والخاص بهدف المزيد من المشروعات الاستثمارية في أفغانستان على المدى الطويل، وإن التنمية المستدامة هي صمام الأمان والضمانة الأساسية لخروج القوات الأجنبية التي تضطلع بالدفاع عن أفغانستان.

وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في كلمته «هذا الاجتماع يأتي تتويجاً لسلسلة من نظيراته السابقة التي انعقدت في لندن وكابول واسطنبول خلال عام من النشاط الدافق الذي انتظم القادة والمسؤولين».

واضاف «نحن في الإمارات ملتزمون لآخر الشوط في أفغانستان، بيْد أنا ما برحنا نستهدف غاية واحدة محددة وهي انتقال السلطة بأكملها للأيدي الأفغانية وقوات أمنها».

وقال سموه «من هنا فإن الإمارات تنتهز هذه الفرصة لتشيد بالشراكة التي نشأت بين قواتنا وبين (الناتو) على أرض أفغانستان عبر نضال مشترك محفوف بالبذل والعرق والدم المراق».

وأضاف قائلاً «وإزاء هذه الأوضاع كانت الإمارات من أولى الدول الإسلامية التي شاركت مشاركة كاملة وفعالة في القوة الدولية (إيساف)، وقد عملنا منذ بداية انتشار قواتنا المسلحة سنة 2003 وعلى مدى سبع سنوات على دعم وجودنا العسكري، حيث تضم قواتنا المسلحة اليوم أكثر من 1200 عنصر».

واكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أن عملية التحول الاقتصادي تستوجب كذلك الشراكات الدولية الفعالة. وفي هذا الصدد يسرني أن أعلن أمامكم أن الإمارات ستستضيف أول مؤتمر دولي للاستثمار في أفغانستان، وستكون رئاسة المؤتمر مشتركة بيننا والحكومة الأفغانية، وذلك في دبي يوم 30 نوفمبر الجاري. وانطلاقاً من روح إعلان دبي لعام 2003 حول التجارة والترانزيت والاستثمار فإن المؤتمر الأفغاني يرمي إلى تفعيل الأنشطة الاقتصادية التي ستسفيد منها أفغانستان ولترسيخ العلاقات بين القطاعين الحكومي والخاص بهدف المزيد من المشروعات الاستثمارية في أفغانستان على المدى الطويل».

وكان قادة الحلف الأطلسي، قد وافقوا، أمس، خلال قمة لشبونة على استراتيجية للخروج من افغانستان تهدف الى نقل تدريجي للمسؤولية الأمنية الى الجيش الأفغاني بحلول ،2014 مؤكدين في الوقت نفسه أن الحلف باقٍ لوجستياً في افغانستان بعد ،2014 وترأس سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية وفد الدولة إلى قمة الناتو. وقال الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن في مؤتمر صحافي: «اننا باقون بعد الفترة الانتقالية في دور مساند» في أفغانستان.

واوضح انه وقع مع الرئيس الافغاني حامد كزراي «شراكة على المدى الطويل ستستمر بعد مهمتنا القتالية».

وأضاف «لنقل ذلك ببساطة، اذا كانت حركة طالبان او غيرها تامل رحيلنا فلتنسَ الامر. سنبقى طالما كان ذلك ضرورياً لانهاء العمل».

وقال: «لقد اطلقنا العملية التي سيصبح من خلالها الشعب الافغاني سيد وطنه».

وخلال المرحلة الانتقالية فان القوات الدولية وبدلاً من ان تكون في الجبهات الامامية، ستقوم بتقديم الدعم للجيش الافغاني، على ما اوضح راسموسن.

وتم اقرار استراتيجية المرحلة الانتقالية من قبل قادة 50 دولة، بينها الدول الاعضاء في الحلف الاطلسي، تنص على نقل تدريجي للمسؤولية الامنية الى الجيش الافغاني بحلول 2014 بموازاة سحب القسم الاكبر من الجنود الاجانب من هذا البلد في غضون الفترة ذاتها. ومن المقرر ان تبدأ هذه العملية صيف 2011 في اقصى تقدير وتستمر حتى نهاية .2014

من جهته، أعلن وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيليه أن المانيا مستعدة لاحتضان مؤتمر جديد حول افغانستان في نوفمبر 2011 في بون، تلبية لطلب من كرزاي. وقال الوزير على هامش قمة حلف شمال الاطلسي إن الحكومة الالمانية اعربت عن استعدادها لعقد مؤتمر حول افغانستان في نوفمبر من السنة المقبلة. واوضح أن كرزاي الذي يشارك في قمة لشبونة وجه طلباً الى ألمانيا، وان الحكومة الالمانية «أعربت عن استعدادها لعقده مبدئياً».

من ناحية أخرى، أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن خطر الصواريخ البالستية المحدق باوروبا مصدره ايران مع ان الحلف الاطلســي لــم يذكر هذا البلد صراحة عندما قرر أول من أمس، دراسة نشر درع مضادة للصواريخ.

وقال ساركوزي في اليوم الثاني من القمة الاطلسية: «لم تأتِ الوثائق العامة للحلف الاطلسي على ذكر اي اسم، لكننا نسمّي الامور باسمائها، وخطر الصواريخ اليوم متمثل في ايران».

وقرر قادة 28 دولةً عضواً في حلف شمال الاطلسي دراسة انشاء نظام مضاد للصواريخ لحماية الاراضي الاوروبية وسكانها دون تحديد مصدر الخطر المحتمل.

ووعد الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه لن يتم التخلي عن أفغانستان بعد نقل المسؤوليات الأمنية من القوات الدولية الى القوات الأفغانية. بينما دافع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن الموعد الذي حدده لسحب القوات البريطانية المقاتلة من أفغانستان وهو عام ،2015 قائلاً: «حان الوقت لشركاء بريطانيا في حلف شمال الأطلسي أن يبذلوا مزيداً من الجهد».

تويتر