‏‏‏شهيد في نابلس وغارات إسرائيلية على مطار غزة.. وحرق سيارات واعتقالات بالقدس

كي مون: «الرباعية» تدعم بشــــــــــدّة جهود إقامة الدولة الفلسطينية‏

فياض اصطحب كي مون لمشاهدة مناطق واسعة من الضفة تقع تحت سيطرة الاحتلال التامة. أ.ب

‏‏أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، أن اللجنة الرباعية للشرق الأوسط تدعم بشدة جهود الفلسطينيين لإقامة دولتهم، فيما استُشهد فتى وأصيب آخر بجروح خطرة، بعد ظهر أمس، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات في قرية عراق بورين جنوب محافظة نابلس، في الوقت الذي أفاد فيه مصدر طبي بأن 15 فلسطينيا أصيبوا بشظايا صواريخ أطلقتها طائرات حربية إسرائيلية على مطار غزة الدولي في رفح.

وتفصيلاً، قال كي مون لرئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض اثناء زيارة لمدينة رام الله في الضفة الغربية، إن «اللجنة الرباعية ارسلت رسالة واضحة وقوية: نحن نؤيد بشدة جهودكم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة». وأكد كي مون ضرورة استئناف مفاوضات السلام سريعا، داعيا إسرائيل إلى وقف أنشطتها الاستيطانية.

وشدد بان، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع فياض، على ضرورة مساعدة المجتمع الدولي للشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس. وقال: نحن ملتزمون بالعمل معا لإنجاح ذلك، وضرورة العمل على إنجاح مفاوضات التسوية في مختلف قضاياها الأساسية.

وقبل المحادثات الرسمية اصطحب فياض الامين العام الى نقطة مطلة على رام الله، لمشاهدة مناطق واسعة من الضفة الغربية تقع تحت السيطرة الاسرائيلية التامة ويحظر على الفلسطينيين القيام بأي أشغال تطوير فيها.

وقال فياض قبل وصول بان كي مون ان الامين العام «سيرى بنفسه مدى صعوبة الوضع كما سيرى مدى عزمنا على خلق حقائق ايجابية على الارض». وعقب الجولة قال بان كي مون «رأيت بنفسي وبوضوح كيف يعيش الفلسطينيون تحت القيود، وحتى في منطقتكم انتم غير قادرين على تطوير أو حتى الحفاظ على حياة اقتصادية عادية».

وكان بان وصل مساء الجمعة الى اسرائيل، غداة الدعوة التي وجهتها اللجنة الرباعية الدولية الى تجميد الاستيطان، والتقي الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز في القدس، وسيصل إلى قطاع غزة اليوم في زيارة تفقدية. وقال مصدر في مكتب الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، إن كي مون سيصل غزة عبر معبر بيت حانون (إيرز) الذي يخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي بعد حصوله على موافقة إسرائيلية بشكل استثنائي مسبقا. وقال المصدر إن زيارة الامين العام للمنظمة الدولية ستتضمن تفقد منطقة عزبة عبدربه شرق جباليا المدمرة بفعل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأضاف أن بان سيزور مشروعا سكنيا تنفذه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مدينة خان يونس، جنوبي القطاع، قبل أن يعقد اجماعا مع مسؤولي المنظمة الدولية للاطلاع على الأوضاع الإنسانية لسكان القطاع.

واتهم عضو اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير الفلسيطينية، تيسير خالد الحكومة الاسرائيلية بتجاهل إعلان اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الاوسط، ومواصلة تحديها المجتمع الدولي، عبر استمرار الأنشطة الاستيطانية. ووصف عمليات البناء الاستيطاني الجديدة في مستوطنة جفعات زئيف بالقدس بأنها صفعة للرباعية الدولية، والمجتمع الدولي. واستنكر خالد إعلان الشركة العقارية الإسرائيلية «تسهب» التي تمولها وتدير أعمالها الاستيطانية قوى اليمين واليمين المتطرف في إسرائيل، عن نيتها بناء 400 وحدة سكنية جديدة في المستعمرة، كما اتهم رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو بالمناورة والخداع في مشاغلة الجانب الفلسطيني واللجنة الرباعية والمجتمع الدولي بما يسميه خطوات بناء ثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل الالتفاف على إعلان الرباعية والتهرب من دعوتها وقف جميع الأنشطة الاستيطانية.

وفي نابلس أعلنت مصادر طبية فلسطينية أن الفتى محمد قادوس (16عاماً) أصيب برصاصة قاتلة في القلب أطلقها عليه جنود الاحتلال الذين منعوا الطواقم الطبية الفلسطينية من الوصول اليه لفترة طويلة، حيث فارق الحياه بعد فترة وجيزة من وصوله الى المستشفى.

كما أصيب فتى آخر من عائلة الشهيد برصاص في بطنه، حيث وُصفت جروحه بالخطرة .

واتهم أهالي قرية عراق بورين المستوطنين والجنود الإسرائيليين بارتكاب الجريمة، وقالوا إن قرابة 15 مستوطناً يلبسون اللباس الأبيض وقوة من جيش الاحتلال هاجموا القرية وتصدى لهم الأهالي.

من جهة اخرى، أكد مدير عام الإاعاف والطوارئ في وزارة الصحة الطبيب معاوية حسنين لـ«فرانس برس»، أن 15 مواطنا بينهم عمال وصلوا الى مستشفى أبويوسف النجار برفح اثر اصابتهم بشظايا الصواريخ الاسرائيلية، عدد منهم في حالة خطرة أو حرجة. وأضاف ان بعض الجرحى وصلوا مبتوري الاطراف. وأوضح شهود أن عددا من المواطنين الذين يسكنون في محيط مطار غزة الدولي اصيبوا عندما هرعوا للمكان لمحاولة انقاذ الجرحى في بداية القصف. وأشار شهود الى ان القصف الجوي احدث حفرا كبيرة وأضرارا في عدد من المنازل المجاورة للمطار غير المستخدم.

وذكر الشهود ان طائرة حربية اطلقت اربعة صواريخ على مبنى المطار ومدرجه بينما كان عمال يجمعون بـقايا الحصمة التي تستخدم للبناء من مـبانٍ مدمـرة بفـعل قصف اسرائيلي سابق. وأعلن الجـيش الاسرائيلي في بيان، أن الطيارين الذين نفذوا الـغارة أكدوا اصابة الهدف في المطار.

وفي خطاب موجه الى مجلس الامن الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة وأمين عام المنظمة الدولية، قالت السلطة الفلسطينية إن ثلاثة أعوام من الحصار الاقتصادي الذي فرضته اسرائيل على قطاع غزة نتجت عن ظروف معيشية مؤسفة لنحو 1.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة وكانت صادمة علي نحو خاص للنساء والاطفال.

وفي القدس المحتلة، أضرم متطرفون يهود، أمس، النار في العديد من السيارات الفلسطينية لدى توقفها أمام منازل أصحابها في أحياء مختلفة من المدينة.

من جهة اخرى، أفاد تقرير فلسطيني امس بأن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت نحو 250 فلسطينيا خلال المواجهات الأخيرة التي شهدتها أحياء مدينة القدس، احتجاجا على افتتاح جماعات يهودية كنيسا يهوديا قرب المسجد الأقصى في المدينة.

وقالت وزارة شؤون الأسرى بالحكومة المقالة في غزة في تقرير لها إن السلطات الإسرائيلية اختطفت أكثر من 250 مواطنا، خلال المواجهات التي اندلعت دفاعاً عن المسجد الأقصى والمقدسات التي يسعى الاحتلال إلى تهويدها.

وأوضحت الوزارة أن من بين المعتقلين 30 طفلا، لا تتجاوز أعمارهم الـ14 عاماً وعدداً من الصحافيين الذين كانوا يغطون الأحداث. وأشار التقرير الى أن معظم المعتقلين من مناطق العيسوية وواد الجوز والصوانة بمدينة القدس، مشيرا إلى أن السلطات الإسرائيلية أطلقت سراح عدد قليل من المعتقلين بعد استجوابهم في مركز تحقيق المسكوبية. وقالت الوزارة ان السلطات الإسرائيلية أصدرت قرارا يقضي بإبعاد 15 أسيرا عن الوجود في محيط البلدة القديمة والحرم القدسي لمدة 15 يوماً.

 

تويتر