تصريحات لصالح تكشف حجم الخلافات في تحالف الانقلاب

ولد الشيخ: مشاورات السـلام اليمنية تقترب من التوصــل إلى انفراج شامل

وفد اليمن إلى مشاورات الكويت برئاسة المخلافي. الإمارات اليوم

أعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن وفدي الحكومة والمتمردين اقتربا من التوصل إلى «انفراج شامل» في مشاورات السلام بالكويت، قبيل تقديمه إحاطة أمام مجلس الأمن، فيما كشفت تصريحات جديدة أطلقها الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، حجم الخلافات في تحالف الانقلاب، ممثلاً في حزبه وجماعة الحوثي، التي وصلت إلى حد التهديدات المتبادلة بين كوادر الجانبين عبر صفحات التواصل الاجتماعي.

وفي التفاصيل، قال الموفد الدولي «نحن نقترب من التوصل إلى رؤية عامة تضم تصور الطرفين للمرحلة المقبلة»، وذلك في بيان وزع فجر أمس. وأضاف «إننا نعمل الآن على تذليل العقبات الموجودة والتطرق إلى كل التفاصيل العملية لآلية التنفيذ، ما يجعل الجلسات أكثر حساسية، ويجعلنا أقرب للتوصل إلى انفراج شامل».

وأوضح المبعوث الدولي أنه تم خلال اللقاءات التي عقدت أول من أمس «تداول بعض الرؤى حول القضايا العسكرية والأمنية، بما فيها تلك التي تتعلق بآليات الانسحاب وتجميع القوات، وترابط الشق السياسي بالإطار الأمني، مع دراسة معمقة لكيفية تزمين الأحداث في المرحلة المقبلة».وأفاد دبلوماسي غربي متابع لمسار المشاورات عن تحقيق تقدم أخيراً، وقال «نحن في مرحلة يجب على الأطراف اتخاذ قرارات صعبة وتنازلات»، وإنه «متفائل جداً» باحتمال التوصل لاتفاق، وأضاف «لم نرَ هذا الزخم تجاه السلام منذ عام ونصف العام»، متحدثاً عن «وضع خطة طريق، ويجب عليها أن تنجح».

وأوضح الدبلوماسي الغربي أن المبعوث الدولي اقترح تشكيل «حكومة خلاص وطنية» لتجاوز الخلاف حول هذه النقطة. وأضاف أن الحكومة المقترحة «سيتم تشكيلها على أساس توافقي وجامع، ووفق المرجعيات القانونية، وستحل مكان الحكومة الحالية فقط عندما لا تصبح صنعاء ومؤسسات الدولة بيد أطراف غير تابعين للدولة».

يأتي ذلك في وقت علق ولد الشيخ أحمد، الليلة قبل الماضية، مشاورات السلام اليمنية، لحضوره جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» عن المبعوث الأممي، في بيان صحافي، قوله إنه سيشارك في جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي من أجل إحاطة أعضائه بسير مشاورات السلام وتصوره للمرحلة المقبلة في اليمن.

وقال «نحن اليوم نقترب من التوصل إلى رؤية عامة تضم تصور الطرفين للمرحلة المقبلة، فيما نعمل الآن على تذليل العقبات الموجودة، والتطرق إلى كل التفاصيل العملية لآلية التنفيذ، ما يجعل الجلسات أكثر حساسية ويجعلنا أقرب للتوصل إلى انفراج شامل».

وأظهرت رسالة، حصلت وكالة «فرانس برس» على نسخة منها، أمس، أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، يقترح خطة لتكثيف وساطة الأمم المتحدة في اليمن، للتغلب على الخلافات العميقة بين الأطراف في محادثات السلام.

وعرض كي مون اقتراحه في رسالة إلى مجلس الأمن، قبل أن يقدم ولد الشيخ أحمد تقريره إلى أعضاء المجلس الـ15، حول محادثات السلام، التي يشرف عليها في الكويت.

وكتب بان «في حين يلتزم الجانبان التوصل إلى اتفاقات في الكويت، لاتزال هناك خلافات عميقة بين الجانبين، يجب التغلب عليها من أجل الوصول إلى نتيجة ناجحة». واقترح زيادة عدد موظفي بعثة السلام الأممية في اليمن، ونقلها من نيويورك إلى عمان، لتكثيف جهود الوساطة.

وأوضح أن الفريق الموسع سيقدم الخبرة الفنية للأطراف اليمنية حول العديد من القضايا، خصوصاً سبل تعزيز وقف إطلاق النار، المطبق منذ 10 أبريل الماضي، والذي أدى إلى خفض الهجمات دون أن يضع حداً لها.

وكتب كي مون إن «إنهاء الأعمال العدائية في البلاد بكاملها لايزال هشاً للغاية، ويتطلب تقديم دعم إضافي عاجل من الأمم المتحدة». وأكد أن تصاعد العنف «يقوض محادثات الكويت، ويعيق التقدم نحو تحقيق قدر أكبر من الاستقرار والأمن». ومن المقرر أن يتخذ أعضاء المجلس قراراً بشأن اقتراح بان كي مون اليوم.

من ناحية أخرى، كشفت تصريحات جديدة أطلقها المخلوع صالح، حجم الخلافات في تحالف الانقلاب، حيث قال صالح، في تصريحه الذي نشره على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» «إن ما يصدر من تهم وإساءات عن بعض المؤتمرين (أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام) بحق زملائهم في المؤتمر أو بحق أنصار الله (الجناح السياسي لميليشيا الحوثي) لا تمثل المؤتمر، وإنما تمثل وجهة نظر أصحابها، وإن عليهم التوقف عن هذه الممارسات»، ودعا أنصاره والحوثيين إلى عدم الانجرار للمناكفات والاستهداف والإساءات المتبادلة في ما بينهم أو للقيادات في «المؤتمر الشعبي العام» أو «أنصار الله».

وأوضح مصدر في حزب صالح لـ«الإمارات اليوم» أن هذه التصريحات التي أطلقها صالح جاءت بعد تزايد حدة الاتهامات المتبادلة بين كوادر تحالف الانقلاب، التي وصلت إلى حد التهديد بالتصفية الجسدية، وهو ما حدث خلال الأسابيع الماضية.

وأكد المصدر أن هذه الخلافات أثرت بشكل كبير في سير مشاورات الكويت، مشيراً إلى أن هناك تبايناً في الآراء بين ممثلي تحالف الانقلاب المشارك في المشاورات، وهو ما ظهر واضحاً من خلال التراجع الذي يعقب كل تقدم في المشاورات.

تويتر