تدمير المستشفى الوحيد في الأتارب بقصف للنظام على ريف حلب

اشتباكات بين مقاتلي المعارضة في أعزاز.. وتركيا تغلق معبر أونجو بينار

مقاتلون من المعارضة يتجمعون خلال تقدمهم لقتال «داعش» في مدينة الباب بريف حلب. رويترز

اندلعت اشتباكات عنيفة، أمس، بين فصائل في المعارضة السورية في بلدة أعزاز قرب الحدود التركية، ما دفع أنقرة إلى إغلاق معبر أونجو بينار الحدودي، المواجه لباب السلامة داخل سورية، كإجراء أمني «مؤقت». في حين دمرت ضربات جوية المستشفى الوحيد في بلدة الأتارب بريف غرب حلب، ما أدى إلى إصابة عدد من العاملين في المستشفى.

وقالت مصادر من المعارضة، والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن اشتباكات عنيفة اندلعت في أعزاز بين «جبهة الشام»، إحدى الجماعات البارزة التي تحارب تحت لواء الجيش السوري الحر، وفصائل تحارب أيضاً تحت لواء الجيش السوري الحر وحركة «أحرار الشام».

وقال المرصد إن «جبهة الشام» خسرت مقار ونقاط تفتيش في المعركة. وقال مسؤول من الجبهة، إن المعركة أجبرتهم على سحب بعض مقاتليهم من معركة مع تنظيم «داعش» في مدينة الباب القريبة.

ووصف مسؤولون في الجماعات المسلحة المعركة بأنها ضربة للمعارضة في منطقة حلب.

وقدمت مصادر من الجانبين روايات مختلفة للمعركة.

ووصف المسؤول في «جبهة الشام» المعركة بأنها هجوم على جماعته من منافسين بينهم فصيل «نور الدين الزنكي»، الذي يحارب أيضاً تحت لواء الجيش السوري الحر، لكنه ينسق مع جماعات متطرفة. وقال إن المواجهة «ضربة قد تكون مميتة للانتفاضة ضد النظام السوري». وذكر مصدر على الجانب الآخر، أن جماعات بينها «أحرار الشام» و«نور الدين الزنكي» شنت حملة «لتطهير» شمال سورية من الجماعات التي تتصرف مثل «العصابات». وحدد بيان أعلن بداية الحملة أهدافاً تتضمن زعيم «جبهة الشام» ورئيس مكتبها الأمني.

ودفع القتال في أعزاز على بُعد نحو 60 كيلومتراً شمال حلب، تركيا التي تدعم عدداً من فصائل الجيش السوري الحر، لإغلاق المعبر الحدودي عند أونجو بينار، الذي يقع على مقربة من باب السلامة في سورية، وهو ممر رئيس بين شمال سورية الذي تسيطر عليه المعارضة وتركيا.

وقال حاكم إقليم كيلس، حيث يقع المعبر، إسماعيل جطاكلي، إن الحدود أغلقت مؤقتاً أمام المساعدات الإنسانية والحركة التجارية، بسبب التطورات على الجانب السوري.

وأوضح مسؤول تركي، طلب عدم الكشف عن هويته، لـ«فرانس برس»، أن «البوابة مفتوحة لحالات الطوارئ فقط». وتعتبر بلدة أعزاز القريبة من الحدود، واحدة من العديد من المدن والبلدات السورية التي سيطرت عليها فصائل المعارضة السورية المسلحة المدعومة من أنقرة منذ ان بدأت تركيا هجوماً واسع النطاق في 24 أغسطس الماضي داخل الأراضي السورية.

وأطلقت تركيا عملية عسكرية واسعة داخل سورية، أطلقت عليها اسم «درع الفرات»، لدعم الفصائل السورية المسلحة، بهدف تطهير الحدود من مقاتلي «داعش»، ولوقف تقدم المقاتلين السوريين الأكراد.

وفي وقت سابق هذا الشهر اشتبكت فصائل معارضة في شرق حلب نفسها. وفي تلك المعركة حاول فصيل «نور الدين زنكي» و«جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) المتحالفة معه سحق حركة «فاستقم»، وهي جزء من الجيش السوري الحر.

من ناحية أخرى، قال الجيش التركي، أمس، في بيان إن طائرات حربية تركية قصفت 15 هدفاً في منطقة الباب بشمال سورية، أول من أمس، في عملية مع قوات المعارضة السورية لطرد مقاتلي تنظيم «داعش» من المنطقة.

وأضاف أن 10 مواقع دفاعية ومراكز قيادة ومخزناً للذخيرة للتنظيم دُمرت في الغارات.

وأوضح أن العملية استهدفت أيضاً «وحدات حماية الشعب» الكردية في المنطقة، وجرى «تحييد» 10 من مقاتليها في القصف خلال 24 ساعة، خلال محاولتهم السيطرة على منطقة تل جيجان.

إلى ذلك، قال المرصد إن ضربات جوية دمرت المستشفى الوحيد في بلدة الأتارب في ريف غرب حلب، أمس، ما أدى إلى إصابة عدد من العاملين في المستشفى.

وأضاف أن طائرات حربية قصفت البلدة خلال الليلة قبل الماضية وصباح أمس، وتسببت في خروج المستشفى من الخدمة نهائياً. وأضاف أن الضربات أصابت المستشفى مباشرة، بالإضافة إلى مناطق مجاورة.

وذكر أن هذا هو المستشفى الوحيد في بلدة الأتارب، ويخدم منطقة يسكنها نحو 60 ألف شخص.

تويتر