مقتل 16 مدنياً بينهم 3 أطفال بغارات على محافظة إدلب

موسكو تستبعد «هدنة إنســانية» في حلب.. والنظام يتقدم جــنوب المدينة

عناصر من الدفاع المدني يبحثون عن ضحايا وسط أنقاض مبانٍ دمرت بغارات للنظام على بلدة كفرتخاريم بمحافظة إدلب. أ.ف.ب

أكدت روسيا، أمس، أن إعلان هدنة «إنسانية» جديدة في مدينة حلب السورية أمر «غير مطروح»، في وقت استؤنفت المعارك بين قوات النظام السوري والفصائل المعارضة في ثاني مدن البلاد، وتمكنت خلالها قوات النظام من السيطرة على تلة بازو الاستراتيجية جنوب غرب مدينة حلب. في حين قتل 16 مدنياً على الأقل بينهم ثلاثة أطفال، جراء غارات استهدفت مناطق عدة في محافظة إدلب شمال غرب سورية.

وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أمس، أن إعلان هدنة «إنسانية» جديدة في مدينة حلب السورية أمر «غير مطروح».

وقال في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية، إن «مسألة تجديد الهدنة الانسانية غير مطروحة»، بعدما انتهت مساء السبت «هدنة إنسانية» أولى أعلنتها موسكو من طرف واحد.

وأضاف ريابكوف أنه من أجل إقرار هدنة جديدة «من الضروري أن يضمن خصومنا التزام المجموعات المعارضة للحكومة (السورية) بسلوك مقبول، بعدما حالت هذه المجموعات دون تنفيذ عمليات الإجلاء الطبية»، في إشارة الى الولايات المتحدة والدول الداعمة للفصائل السورية المعارضة.

وانتقد ريابكوف موقف التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، معتبراً أنه يفضل انتقاد دمشق وموسكو على «ممارسة نفوذه فعلياً على المعارضة والفصائل المقاتلة»، من أجل استمرار الهدنة. وأضاف «ما كنا بحاجة إليه خلال الأيام الثلاثة الماضية لم يتحقق».

من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن «إطلاق النار لم يتوقف خلال الأيام الماضية على مواقع المراقبة» والممرات الانسانية المعلنة، لاسيما طريق الكاستيلو شمال حلب الذي أعلنت موسكو تخصيصه للمقاتلين الراغبين في الخروج من شرق حلب.

وأضاف أنه «لم يتم الفصل بأي شكل بين المجموعات الإرهابية والمعارضة المعتدلة»، مؤكداً أن «كل هذا ليس في مصلحة الهدنة ولا عملية المساعدة الإنسانية».

وأعلنت موسكو الهدنة الاخيرة من طرف واحد، مشيرة الى ان الهدف منها خروج من يرغب من السكان والمقاتلين من الأحياء الشرقية، حيث يعيش نحو 250 ألف شخص، وتم تحديد ثمانية معابر لذلك، لكن لم يغادر أحد المنطقة، كما لم تتم عملية إجلاء الجرحى.

واتهمت قوات النظام وموسكو فصائل المعارضة بمنع الناس من المغادرة، بينما عبر سكان عن خوفهم من الخروج لعدم ثقتهم بالنظام وبموسكو حليفته، ولخوفهم من التعرض للقنص أو القصف.

من جهة أخرى، رأى ريابكوف أن «الظروف غير متوافرة» لعقد اجتماع جديد بين وزيري الخارجية الأميركي والروسي، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في الثامن من نوفمبر المقبل.

على الصعيد الميداني، سيطرت القوات النظامية السورية والمسلحون الموالون لها، أمس، على تلة بازو الاستراتيجية جنوب غرب مدينة حلب.

وقال مصدر عسكري سوري لوكالة الأنباء السورية «سانا»، إن «وحدات من الجيش السوري، بالتعاون مع الحلفاء، أحكمت سيطرتها الكاملة على تلة بازو جنوب غرب الكليات العسكرية بحلب، موقعة أعداداً من الإرهابيين بين قتلى ومصابين، ومدمرة العديد من الآليات».

وكانت القوات السورية والمسلحون الموالون لها شنت أول من أمس، هجوماً واسعاً على تلة بازو الاستراتيجية التي تسمح بالسيطرة نارياً على عدد من أحياء حلب الغربية والكليات العسكرية.

إلى ذلك، شهدت مدينة حلب وريفها الجنوبي تصعيداً كبيراً على غالبية الجبهات وسط قصف كثيف طال معظم مناطق ريف حلب الجنوبي.

وقصفت طائرات حربية بلدة المنصورة وجمعية الهادي بالقرب من بلدة كفرداعل وبلدة أورم الكبرى ومنطقة الراشدين ومحيط بلدة كفرناها بريف حلب الغربي، في حين دارت اشتباكات بين فصائل المعارضة والقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها على جبهات حيي الشيخ سعيد والعامرية، وأطراف مشروع 1070 في جنوب غرب أحياء حلب الشرقية.

من ناحية أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 16 مدنياً على الأقل قتلوا بينهم ثلاثة أطفال، معظمهم جراء غارات لم يعرف إذا ما كانت سورية أم روسية، استهدفت، أمس، مناطق عدة في محافظة إدلب.

وأحصى المرصد مقتل سبعة مدنيين، بينهم طفل وامرأتان، جراء غارات على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، بالإضافة الى مقتل سبعة آخرين بينهم طفلان وأربع نساء جراء غارات استهدفت بلدة كفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي.

كما تسبب قصف صاروخي لقوات النظام السوري، أمس، على بلدة كفرعويد في منطقة جبل الزاوية جنوب غرب إدلب، بمقتل رجل وامرأة، بحسب المرصد.

وقال مراسل لـ«فرانس برس» زار بلدة كفرتخاريم، أمس، إن الغارات استهدفت بعد منتصف الليلة قبل الماضية ثلاثة أبنية سكنية، بالاضافة الى مبنى يضم مركزاً للإدارة المحلية التابعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وصالة رياضية.

وتسيطر فصائل «جيش الفتح» الذي يضم «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة)، وفصائل أخرى بينها «حركة أحرار الشام» على كامل محافظة إدلب، باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا ذاتي الغالبية الشيعية المحاصرتين.

تويتر