موسكو مستعدة لتمديد الهدنة 72 ساعة.. وتمارس نفوذها على القيادة السورية للتقيد بها

قصف عنيف واشتباكات عنـــــد أطراف دمشق الشرقية

صورة

دارت اشتباكات عنيفة ترافقت مع قصف مدفعي، صباح أمس، بين القوات النظامية السورية والفصائل المقاتلة، عند الأطراف الشرقية لدمشق، في اليوم الرابع للهدنة المعمول بها في البلاد، فيما أبدت روسيا استعدادها لتمديد الهدنة 72 ساعة، على الرغم من «العديد من الانتهاكات» لوقف إطلاق النار الذي تفاوضت عليه موسكو وواشنطن، مؤكدة في الوقت نفسه، أنها تمارس نفوذها على القيادة السورية لتنفيذ اتفاق الهدنة.

وقال مراسل «فرانس برس» ومصدر عسكري سوري، إن اشتباكات عنيفة ترافقت مع قصف مدفعي اندلعت بين الجيش السوري والفصائل عند الأطراف الشرقية لدمشق.

وقال المصدر العسكري إن الجيش السوري صد هجوماً لمجموعات مسلحة حاولت التسلل من محور جوبر ومعمل كراش في الغوطة الشرقية باتجاه شرق العاصمة، ما أدى لاشتباكات عنيفة وقصف صاروخي على المناطق التي حاولوا التقدم فيها.

وسمع مراسل «فرانس برس» صباح أمس، دوي أكثر من 30 قذيفة مدفعية بالإضافة إلى نيران رشاشات.

ودائماً ما تتهم الحكومة السورية الفصائل، التي تتحصن في أبنية مهجورة في جوبر، بإطلاق القذائف على العاصمة.

من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بسقوط قذيفتين على أماكن في منطقة باب شرقي في دمشق القديمة، ما أسفر عن أضرار مادية، كما ترافقت الاشتباكات «مع سقوط أكثر من 21 قذيفة مدفعية، وصاروخاً يعتقد أنه من نوع أرض ــ أرض على حي جوبر».

وتسيطر «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)، وفصيل «فيلق الرحمن» على حي جوبر، وفق مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن.

وتستثني الهدنة المعمول بها في سورية منذ مساء الاثنين الماضي، بموجب اتفاق أميركي ــ روسي، تنظيم «داعش» و«جبهة فتح الشام»، اللذين يسيطران على مناطق واسعة في البلاد.

في السياق، أبدت روسيا استعدادها لتمديد الهدنة في سورية 72 ساعة.

وقال النائب الأول لرئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال، فيكتور بوزنيخير، في تصريح بثه التلفزيون الروسي «نحن مستعدون لتمديد الهدنة 72 ساعة إضافية»، داعياً في الوقت نفسه الولايات المتحدة إلى اتخاذ «إجراءات حاسمة» لكي تحترم فصائل المعارضة السورية وقف إطلاق النار الساري منذ مساء الاثنين، ومدد الأربعاء 48 ساعة.

وأعلن توقف القوات الجوية الروسية والسورية عن قصف أماكن وجود فصائل المعارضة السورية.

وقال «أوقفت القوات الجوية ــ الفضائية الروسية والقوات الجوية السورية توجيه الضربات الجوية للمناطق التي يمكن أن توجد فصائل المعارضة فيها».

وأكد أن القوات الحكومية السورية أوقفت إطلاق النار، وشرعت في سحب الدبابات والمدرعات والمدافع من خط التماس، تنفيذاً لشروط إقامة المنطقة منزوعة السلاح.

وأشار إلى أنه بالنسبة لجماعات المعارضة التي يُفترض أن «تسيطر الولايات المتحدة عليها»، فلم تتوافر معلومات بأنها تقوم بأعمال مماثلة.

من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن موسكو تمارس نفوذها لضمان التزام الجيش السوري بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار تنفيذاً تاماً، كما عبر عن أمله في أن تمارس الولايات المتحدة نفوذها أيضاً على جماعات المعارضة المسلحة للالتزام بالاتفاق.

وجاءت تعليقات بيسكوف بعد سؤاله عن تأكيدات المعارضة السورية بأن الجيش السوري لم ينسحب من مواقع حول طريق الكاستيلو، الذي يؤدي إلى حلب، وهو ما يعني أنه لا يمكن البدء في توصيل المساعدات للمدينة. وذكرت روسيا أول من أمس، أن الجيش السوري بدأ في الانسحاب من الكاستيلو.

وقال بيسكوف في مؤتمر صحافي عبر الهاتف، أمس، «هناك اتهامات متبادلة».

وأضاف «من دون أدنى شك يواصل الجانب الروسي استخدام نفوذه لضمان تنفيذ اتفاقات وقف إطلاق النار، ونأمل أن يفعل زملاؤنا الأميركيون الشيء نفسه».

لكن جماعات المعارضة في حلب أكدت أنها لم تلحظ هذا، وأنها لن تنسحب من مواقعها حول الطريق قبل أن ينسحب الجيش.

وقال زكريا ملاحفجي، المسؤول بجماعة «فاستقم» المعارضة في حلب لـ«رويترز» عبر الهاتف، إنه «لم يحدث أي شيء على طريق الكاستيلو، ولا يوجد جديد في حلب».

ووفقاً للاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا بدأ سريان الهدنة مساء يوم الاثنين.

لكن الهدنة لاتزال هشّة إلى الآن ووجهت موسكو اللوم مراراً لواشنطن، بسبب ما وصفته بإحجام الولايات المتحدة عن ممارسة نفوذها على بعض فصائل المعارضة السورية التي ترفض وقف القتال إلى جانب «جبهة فتح الشام».

وقال بيسكوف «بوجه عام يمكننا القول إن عملية (وقف إطلاق النار) صامدة إلى حد كبير، على الرغم من بعض الانتكاسات».

إلى ذلك، علقت المساعدات المتجهة إلى مدينة حلب السورية على الحدود التركية، أمس، لليوم الخامس على التوالي، وسط جدل بين الفصائل حول كيفية توصيل الإمدادات.

ويعد نقل المساعدات إلى حلب اختباراً مهماً لوقف إطلاق النار.

من ناحية أخرى، ذكر المرصد أن طائرات حربية تركية نفذت ما لا يقل عن أربع غارات، على مناطق في قرية طعانة بريف حلب الشرقي، الخاضعة لسيطرة «داعش»، ما أدى إلى سقوط جرحى. وسقطت قذائف على مناطق في قريتي براجيدة وكفرجان بريف حلب الشمالي، الخاضعة لسيطرة التنظيم.

تويتر