روسيا تدرس اقتراحاً أميركياً بعقد اجتماع متعدد الأطراف

واشنطن تريد تجنب «التدمير الكامل» لسورية

صورة

أكدت الولايات المتحدة، أمس، أنها تريد تجنب «التدمير الكامل لسورية»، وما قد يترتب عليه على صعيد المنطقة، خصوصاً التسبب في موجة جديدة من الهجرة، فيما أعلنت روسيا أنها تدرس اقتراحا أميركياً بعقد اجتماع متعدد الأطراف بشأن سورية، بينما قصف الجيش الروسي 49 هدفاً «إرهابياً»، خصوصاً مواقع لـ«جبهة النصرة» وتنظيم «داعش».

وأعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في مدريد، أن الولايات المتحدة تريد تجنب «التدمير الكامل لسورية» وما قد يترتب عليه على صعيد المنطقة.

وقال إن واشنطن تشعر بأن لديها مسؤولية «لمحاولة تجنب التدمير الشامل والكامل لسورية».

وأكد خلال توقفه في مدريد أنه سيعقد اجتماعا في الأيام المقبلة مع مسؤولين روس وأتراك وسعوديين، سعياً للتوصل إلى حل سياسي للنزاع.

وحذر من أن «مستوى الهجرة في أوروبا خطر» بسبب صعوبة احتوائها «والتهديد الفعلي بوصول المزيد (من المهاجرين) إذا استمر العنف وانهار الوضع في سورية».

وعبّر كيري عن مخاوف من أن تكون روسيا تسعى، عبر تدخلها العسكري في النزاع، «لمجرد إبقاء» الرئيس السوري، بشار الأسد، في مكانه، ما لا يمكن أن يؤدي سوى إلى «اجتذاب المزيد من المتطرفين وزيادة عدد اللاجئين»، وفي المقابل هناك طريق آخر ممكن إذا كانت موسكو تريد السعي إلى حل سياسي وفي الوقت نفسه مكافحة «داعش».

في السياق، نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء، أمس، عن مصدر بوزارة الخارجية قوله إن روسيا تبحث اقتراحاً تقدم به كيري بعقد اجتماع بشأن سورية، يشارك فيه ممثلون من روسيا والسعودية وتركيا والأردن.

من جهته، أعلن الجيش الروسي، أمس، أنه قصف 49 هدفاً «إرهابياً» في سورية، في الساعات الـ24 الأخيرة، خصوصاً مواقع لـ«جبهة النصرة»، فرع تنظيم القاعدة في سورية، وتنظيم «داعش».

وأكد أن الجيش يواصل قصف منطقة دمشق وإحداث بلبلة في صفوف مئات من مقاتلي «داعش»، الذين فروا باتجاه مرج السلطان، إلى شمال العاصمة السورية.

ومرج السلطان، في الغوطة الشرقية، يسيطر عليه المسلحون المعارضون، خصوصاً «جيش الإسلام»، الذين لا صلة لهم بتنظيم «داعش». وأوضح الجيش الروسي أن الطيران نفذ بطائراته المطاردة والقاذفة 33 طلعة، وضرب 49 هدفاً في سورية.

وشملت عمليات القصف محافظات حلب وإدلب (شمال غرب) واللاذقية (غرب) وحماة (وسط) وريف دمشق.

وضرب الطيران الروسي أهدافاً في منطقة دمشق خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وقال الجيش إن مسلحي «داعش» يواجهون «نقصاً خطراً» في الذخيرة، ويغادرون مواقعهم بكثافة. وأضاف أن «وسائلنا الاستطلاعية» رصدت، الليلة قبل الماضية، مغادرة مجموعات عدة من نحو 100 مقاتل، كل منها باتجاه مرج السلطان، إلى شمال دمشق، لكنه تعذر التأكد من مصدر مستقل من المعلومات الصادرة عن الجيش الروسي.

وفي محافظة إدلب، أكد الطيران الروسي أيضاً أنه دمر مركز قيادة لـ«جبهة النصرة».

وقرب حماة ضربت طائرة «سوخوي 34» شبكة أنفاق تحت الأرض يستخدمها «الإرهابيون للتنقل في مختلف أرجاء المدينة» من دون أن توضح الوزارة أي مقاتلين تتحدث عنهم.

كذلك دمرت طائرة «سوخوي 25» في بمحافظة حلب مشغلاً لصنع قذائف يدوية تستخدم ضد القوات الحكومية.

وقال الجيش الروسي إنه ضرب «معسكراً كبيراً للتدريب» تابعاً لتنظيم «داعش» قرب دوير الأكراد في محافظة اللاذقية.

من ناحية أخرى، قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أمس، إن الطائرة من دون طيار التي أسقطتها طائرات حربية تركية في المجال الجوي التركي قرب سورية، يوم الجمعة الماضي، روسية الصنع، لكن موسكو أبلغت أنقرة أنها ليست تابعة لها.

وأضاف في مقابلة مع قناة أهابر (الخبر)، التلفزيونية التركية، أن «الطائرة من دون طيار التي أسقطت روسية الصنع لكن روسيا أبلغتنا بطريقة ودية أنها ليست تابعة لها.» وأوضح أنه «ربما تكون تابعة لقوات الحكومة السورية التي تستورد أسلحتها بصفة أساسية من روسيا، أو وحدات تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، أو عناصر أخرى».

وأكد أن إسقاط الطائرة «أثبت أن تركيا مصممة على الرد على أي توغلات في مجالها الجوي».

 

تويتر