تركيا تبدأ «قريباً» عملية شاملة لمحاربة «داعش» في سورية

المعارضة تهدّد مركز قيادة عمليات النظام في ريف حـــماة

صورة

حقّقت المعارضة السورية، أمس، تقدماً كبيراً باتجاه مركز حيوي لقيادة عمليات قوات النظام والمسلحين الموالين لها في قرية جورين، في ريف حماة وسط سورية، في حين أعلنت تركيا، أنها ستبدأ قريباً معركة شاملة ضد تنظيم «داعش» في شمال سورية.

وتمكن «جيش الفتح»، المؤلف من تحالف يضم، فصائل مسلحة وإسلامية و«جبهة النصرة»، من التقدم في سهل الغاب بريف حماة، والسيطرة على مواقع عدة في هذه المنطقة الاستراتيجية الواقعة في شمال غرب سورية، والملاصقة لمحافظة اللاذقية، حيث مسقط رأس عائلة الرئيس السوري بشار الأسد، بعد سلسلة هجمات نفذها، وهجمات مضادة من القوات النظامية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، أمس، إن «فصائل إسلامية ومقاتلة، في صفوفها مقاتلون من آسيا الوسطى وشيشانيون، إضافة إلى مقاتلي (جبهة النصرة)، باتت، على بعد أقل من كيلومترين عن مركز قيادة حيوي لعمليات قوات النظام والمسلحين الموالين لها في قرية جورين الاستراتيجية».

وأشار إلى «اشتباكات عنيفة بين الطرفين في محيط قرية البحصة، التي تبعد أقل من كيلومترين عن جورين».

وتقع جورين على تلة مرتفعة في محافظة حماة (وسط)، تشرف على منطقة سهل الغاب، حيث تدور معارك منذ أيام بين قوات النظام والفصائل الإسلامية والمقاتلة. وتتخذ قوات النظام مدعومة بمقاتلين إيرانيين ومن «حزب الله» اللبناني من القرية مركزاً لقيادة العمليات العسكرية في سهل الغاب.

ووفق عبدالرحمن، «يقاتل إلى جانب قوات النظام 100 عنصر من (حزب الله) اللبناني، إضافة إلى القوات الموالية لها، ومقاتلين شيعة أفغان وإيرانيين».

وفي حال تمكنت الفصائل المقاتلة من السيطرة على جورين، يصبح بإمكانها، وفق عبدالرحمن، التقدم باتجاه جبال محافظة اللاذقية واستهداف سلسلة من القرى التي ينتمي أغلب سكانها إلى الطائفة العلوية التي يتحدر منها الأسد.

وأضاف أنها «ستكون معركة وجودية بالنسبة إلى العلويين»، مشيراً إلى معلومات عن «توجيه نداءات إلى الشبان العلويين لحمل السلاح والدفاع عن محيط قرية جورين».

ومنيت قوات النظام منذ نهاية مارس الماضي، بسلسلة خسائر ميدانية في شمال شرق البلاد، لاسيما بعد سيطرة الفصائل المقاتلة بشكل شبه كامل على محافظة إدلب. وتمكن مقاتلو هذه الفصائل منذ نهاية يوليو الماضي، من التقدم من إدلب باتجاه الجنوب وإطلاق معركة للسيطرة على سهل الغاب.

وفي كوالالمبور، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، خلال لقاء مع نظيره الأميركي جون كيري، أن بلاده ستبدأ «قريباً» بعملية شاملة لمحاربة تنظيم «داعش» في شمال سورية. وقال في رد مقتضب على أسئلة أحد الصحافيين على هامش الاجتماعات السنوية لرابطة دول جنوب شرق اسيا (آسيان)، التي تشارك فيها العديد من البلدان، «إننا نعمل حالياً مع الولايات المتحدة على تدريب وتجهيز المعارضة المعتدلة، وسننطلق أيضاً في معركتنا ضد (داعش) قريباً وبشكل فعّال»، مضيفاً: «عندها ستكون الأرضية أكثر أماناً للمعارضة المعتدلة التي تقاتل (داعش) ميدانياً»، موضحاً أن بلاده، في حال إقامة المنطقة الآمنة، ستساعد الراغبين من اللاجئين على العودة إلى بلادهم. وأكد أهمية الإقدام على خطوات من أجل حل سياسي من دون الأسد في سورية، موضحاً أن المباحثات في هذا الشأن مستمرة. وأشار إلى أن الطائرات الأميركية بدأت الوصول إلى قاعدة إنجرليك التركية.

ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عنه القول، إن فتح قاعدة إنجرليك في ولاية أضنة (جنوب)، «قطع شوطاً» من الناحية الفنية، بموجب الاتفاق المبرم مع الولايات المتحدة.

وتدفع واشنطن منذ زمن طويل حليفتها التاريخية تركيا إلى تشديد مكافحتها لتنظيم «داعش»، وهو ما كانت أنقرة تتمنع حتى الآن عن القيام به.

غير أن تركيا بدلت موقفها بعد هجمات دامية على الأراضي التركية نسب بعضها إلى التنظيم.

وشنّت تركيا منذ ذلك الحين سلسلة من الغارات الجوية، مشيرة إلى أنها تستهدف ناشطين من حزب العمال الكردستاني في شمال العراق والتنظيم، غير أن المراقبين يؤكدون أن الغارات التركية استهدفت الناشطين الأكراد أكثر مما استهدفت المتطرفين.

وفي السياق، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية للصحافيين، إن كيري «رحب بقرار تركيا الأخير بفتح قواعدها أمام مشاركة الولايات المتحدة في العمليات ودعمها للاجئين السوريين»، في أثناء تلخيصه للقاء. وأضاف أن «الوزير كرر التأكيد على التزام الولايات المتحدة بتعزيز الظروف، من أجل تسوية بالتفاوض لإنهاء النزاع في سورية».

من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعد اجتماع للمرة الثانية في أيام مع نظيره الأميركي، أن روسيا والولايات المتحدة لم تتمكنا من التوصل إلى نهج مشترك للتصدي لتنظيم «داعش».

وقال في تصريحات بثها التلفزيون الروسي من ماليزيا «نتفق جميعاً على أن (داعش) تهديد مشترك، نتفق على الحاجة إلى توحيد الصفوف لمواجهة هذه الظاهرة في أقرب وقت ممكن، وبأقصى فاعلية».

وأضاف «في الوقت الراهن لا يوجد نهج مشترك حول كيفية القيام بذلك، تحديداً في ظل المواجهة بين مختلف الأطراف على الأرض، بما في ذلك وحدات المعارضة السورية المسلحة».

تويتر