التحالف يدمّر جسرين استراتيجيين لـ «داعش» في دير الزور

«جبهة النصرة» تهاجم مقــار مقاتلين درّبتهم واشنطن في شمال سورية

صورة

هاجمت «جبهة النصرة»، أمس، مقراً لـ«الفرقة 30» التي تلقى أعضاؤها تدريبات عسكرية في إطار البرنامج الأميركي للمعارضة المعتدلة، تلته اشتباكات في إعزار بريف حلب شمال سورية تسببت في مقتل 11 شخصاً، غداة خطف الجبهة ثمانية عناصر من الفرقة بينهم قائدها، وهو أمر نفته وزارة الدفاع الأميركية. في حين دمر التحالف الدولي جسرين استراتيجيين في محافظة دير الزور شرق سورية يقعان على طريقين رئيسين يستخدمهما تنظيم «داعش» للتنقل بين سورية والعراق.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن «جبهة النصرة» هاجمت مقراً لـ«الفرقة 30» التي دربتها واشنطن في شمال سورية، مؤكداً في بريد إلكتروني، أن اشتباكات دارت بين «جبهة النصرة» ومقاتلين من فصائل مقاتلة بينها «الفرقة 30» تلت هجوماً من الجبهة، فجر أمس، على مقر الفرقة في محيط مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي.

وقتل خمسة عناصر من الجبهة ومقاتلون موالون لها وستة مقاتلين من فصائل مقاتلة مؤيدة للفرقة كانوا يدافعون عن المقر.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، إن «جبهة النصرة تسعى إلى الاستيلاء على أسلحة عناصر الفرقة 30».

وكان 54 عنصراً من الفرقة 30 من الذين تلقوا تدريبات عسكرية في تركيا في إطار البرنامج الأميركي لتدريب المعارضة المعتدلة، اجتازوا قبل أكثر من أسبوعين الحدود إلى داخل سورية مزودين بـ30 عربة رباعية الدفع وأسلحة وذخيرة أميركية، بحسب المرصد.

وخطفت «جبهة النصرة» ثمانية عناصر من الفرقة 30 بينهم قائد الفرقة العقيد نديم الحسن، بحسب ما ذكر المرصد والفرقة نفسها في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان هؤلاء عائدين من اجتماع في مدينة إعزاز إلى مقرهم في قرية المالكية القريبة، عندما أوقفهم حاجز لـ«جبهة النصرة» وخطفهم.

وطالبت «الفرقة 30» في بيانها «الأخوة في جبهة النصرة بإطلاق المخطوفين بأقصى سرعة حقناً لدماء المسلمين، وحرصاً على وحدة الصف وعدم إضعاف الجبهات بنزاعات جانبية بين أخوة الصف الواحد».

وتتألف «الفرقة 30» التي أنشئت حديثاً، فقط، من عناصر مدربين، وبينهم العديد من التركمان ومنهم نديم الحسن.

وقال عبدالرحمن ان اجتماع إعزاز كان مخصصاً «للتنسيق مع فصائل أخرى للبدء بعملية عسكرية ضد تنظيم داعش في ريف حلب الشمالي الشرقي».

ووقعت الولايات المتحدة وتركيا في فبراير في أنقرة على اتفاق لتدريب وتجهيز معارضين سوريين معتدلين في تركيا.

وفي السابع من يوليو، أعلن وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر، أن تدريب واشنطن لمقاتلي المعارضة السورية المعتدلة بهدف التصدي لتنظيم «داعش» انطلق ببطء شديد، وأنه يشمل 60 شخصاً.

في السياق، نفت المتحدثة باسم البنتاغون، اليسا سميث، خطف «جبهة النصرة» في سورية لمقاتلين شاركوا في برنامجها لتدريب المقاتلين السوريين، خلافاً لما ذكره المرصد.

وقالت لـ«فرانس برس»، أمس، «لن نكشف أسماء المجموعات المشاركة في برنامج التدريب والتجهيز السوري، لكن يمكنني أن أؤكد أنه ليس هناك عناصر من القوة السورية الجديدة مخطوفون أو محتجزون». وعبارة «القوة السورية الجديدة» تستخدمها واشنطن للدلالة على المقاتلين السوريين الذين تم التحقق منهم لاستبعاد أي عناصر متطرفة من بينهم، وتلقوا دورة تدريب بقيادة عسكريين أميركيين.

ويعتقد أن المجموعة الأولى التي تضم 54 من المقاتلين المتدربين عبرت من تركيا إلى سورية. وتبلغ كلفة برنامج التدريب 500 مليون دولار.

وتبنت «جبهة النصرة»، أمس، خطف عناصر من «الفرقة 30»، متهمة إياهم بأنهم «وكلاء لتمرير مشروعات ومصالح أميركا في المنطقة وقتالهم للتنظيمات الإرهابية على حد وصفهم».

وقالت في بيان نشر على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، إن الولايات المتحدة «شرعت باستقدام أصناف من قوات ما سموها بالمعارضة المعتدلة تندرج فيهم المعايير الأميركية، ليخضعوا لبرنامج تدريب وتأهيل برعاية وكالة الاستخبارات الأميركية».

وأضافت: «وقبل أيام، دخلت أولى هذه المجموعات تحت مسمى الفرقة 30 مشاة إلى سورية، بعدما أكملوا البرنامج التدريبي، وتخرجوا فيه ليكونوا نواة لما يسمى الجيش الوطني، فكان لزاماً على جبهة النصرة التحري وأخذ الحيطة والحذر من مثل هذه المشروعات، فقامت باعتقال عدد من جنود تلك الفرقة».

وذكرت أن طيران التحالف الدولي «تدخل سريعاً، لمؤازرة» المخطوفين وقصف مواقعها بأكثر من 10 صواريخ، خلفت عدداً من القتلى والجرحى في صفوفها.

وحذر البيان الفرقة «من المضي في المشروع الاميركي»، داعياً إياهم إلى «الرجوع إلى الحق والصواب».

من ناحية أخرى، نفذ الائتلاف الدولي بقيادة أميركية، أمس، غارات جوية على جسرين استراتيجيين في محافظة دير الزور شرق سورية، يقعان على طريقين رئيسين يستخدمهما «داعش» للتنقل بين سورية والعراق.

وقال عبدالرحمن إن جزءاً كبيراً من جسرين رئيسين في محافظة دير الزور تهدم جراء استهدافهما بغارات من طائرات حربية تابعة للتحالف بضربات عدة بعد منتصف الليلة قبل الماضية.

وأوضح ان أحد الجسرين «يصل بين مدينة البوكمال وقرية الباغوز ويمر فوق نهر الفرات، والثاني يصل بين البوكمال وقرية السويعية على الحدود العراقية، ويمر فوق نهر صغير متفرع من الفرات».

وقال عبدالرحمن، إن الضربات «لا تقطع الطريق على التنظيم نحو العراق، لكنها تجعل تحركاته أكثر صعوبة»، مشيراً إلى أن أهمية الجسرين تكمن في أن «داعش يستخدمهما للتنقل» بين البلدين، وتدميرهما «سيجعل التحركات تستغرق وقتاً اطول، وستكون التحركات مكشوفة أكثر».

وسيطر التنظيم على مجمل محافظة دير الزور في صيف 2014 بما فيها مدينة البوكمال، ونجح في ربط المناطق التي يسيطر عليها في شرق سورية بتلك الواقعة تحت سيطرته في محافظة الأنبار غرب العراق. وأعلن التحالف الدولي في واشنطن، أمس، أن قواته «ضربت أهدافاً عدة لداعش في المنطقة الحدودية الشرقية لسورية بهدف الحد من حرية تنقل داعش».

وقال رئيس أركان التحالف الجنرال كيفن كيليا «سيكون لهذه الضربات أثر عميق في قدرة داعش على تنفيذ عمليات بالعراق، لاسيما في الرمادي»، عاصمة الأنبار.

وأضاف «سيكون لهذه الضربات تأثير عميق في قدرة داعش في سورية على الإضرار بالعمليات في العراق، خصوصاً في الرمادي، وأن حرمان التنظيم من القدرة على استخدام هذه الأهداف يحد كثيراً من سعيه لزعزعة الاستقرار في المنطقة».

 

 

تويتر