مقتل 30 «داعشياً» بقصف جوي مكثف للائتلاف الدولي على معقل التنظيم بالرقة

القوات السورية و«حزب الله» يسيطران على أحياء في الزبداني

سوريان يسيران وسط الدمار في حي قاضي عسكر بمدينة حلب أمس. أ.ف.ب

دخلت القوات النظامية السورية و«حزب الله» اللبناني، أمس، أحياء في مدينة الزبداني في ريف دمشق، آخر تجمع كبير لفصائل المعارضة في المنطقة الحدودية مع لبنان، بعد هجوم عنيف بدأ أول من أمس، فيما نفذ الائتلاف الدولي بقيادة أميركية غارات جوية مكثفة على تجمعات لتنظيم «داعش» في مدينة الرقة شمال سورية، ما تسبب في مقتل 30 من عناصر التنظيم، بينما تتواصل المعارك العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في محيط مدينة حلب (شمال)، التي تحاول الفصائل المقاتلة التقدم فيها.

وتفصيلاً، سجلت القوات النظامية و«حزب الله» في ريف دمشق تقدماً في مدينة الزبداني، التي تعتبر آخر منطقة حدودية يمكن للمعارضة التنقل عبرها بين لبنان وسورية. وكانت قوات النظام و«حزب الله» أطلقت «عملية عسكرية واسعة»، أول من أمس، على الزبداني ترافقت مع قصف جوي وصاروخي ومدفعي عنيف.

وذكر التلفزيون الرسمي السوري أن «وحدات من قواتنا، بالتعاون مع المقاومة اللبنانية، أحكمت سيطرتها على حي الجمعيات غرب الزبداني، وحي السلطانة شرق المدينة».

وتسببت «الاشتباكات العنيفة» المستمرة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في مقتل 14 عنصراً من قوات النظام و«حزب الله»، إضافة إلى 11 مقاتلاً من المعارضة.

وبثت قناة «المنار» التلفزيونية اللبنانية التابعة لحزب الله لقطات لمقاتلين بلباس عسكري قالت إنها لعناصر الجيش السوري وحزب الله داخل المدينة، وهم يطلقون النار من رشاشاتهم أو يلقون القنابل من داخل أبنية أو في مساحات حرجية، بينما كان في الإمكان مشاهدة دخان أبيض كثيف ينبعث من انفجارات قوية.

وتبعد الزبداني نحو 20 كيلومتراً شمال دمشق، وكانت تشكل قبل بدء النزاع ممراً للتهريب بين سورية ولبنان، وهي من أولى المدن التي انتفضت ضد النظام منتصف مارس 2011، ودخلت تحت السيطرة الكاملة لفصائل المعارضة منذ أواخر 2013.

وفي أبريل الماضي، استكمل مقاتلو حزب الله والقوات النظامية عملية عسكرية واسعة في منطقة القلمون شمال دمشق، طردوا خلالها مقاتلي المعارضة من المنطقة التي تشكل الزبداني امتداداً لها، إلا أن المئات من المقاتلين تحصنوا في مناطق جبلية على الحدود.

لكن «حزب الله» نفذ عملية جديدة الشهر الماضي، نجح خلالها في إبعادهم عن الحدود.

وتشرف الزبداني على الطريق العام بين دمشق وبيروت، وتعتبر استراتيجية لحزب الله أكثر منها لمقاتلي المعارضة المحاصرين منذ أكثر من سنة، إذ إن من شأنها أن تسهل تنقله بين سورية ولبنان.

وفي محافظة حلب، تتواصل المعارك بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة على جبهتين غرب المدينة. وأفاد المرصد السوري بفشل الهجوم الذي بدأته «غرفة عمليات أنصار الشريعة» المؤلفة من جبهة النصرة ومجموعة فصائل مسلحة، الخميس الماضي، على حي جمعية الزهراء حيث مقر فرع المخابرات الجوية، إلا أن المعارك مستمرة في المنطقة.

إلى جنوب حي جمعية الزهراء، تواصل القوات النظامية محاولة استعادة السيطرة على مركز البحوث العلمية، وكان عبارة عن ثكنة عسكرية كبيرة، سيطرت عليها «غرفة عمليات فتح حلب»، التي تضم مجموعة فصائل مقاتلة ليل الجمعة الماضية.

واندلعت المعارك في حلب صيف 2012، وانقسمت المدينة سريعاً بين أحياء تحت سيطرة النظام في الغرب وأخرى تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في الشرق، ولم تتوقف العمليات العسكرية فيها خلال السنوات الثلاث الماضية، لكن منذ 2013 لم تتغير خريطة المواقع كثيراً على الأرض. وقال المرصد إن المعارك التي شهدتها حلب هذا الأسبوع «تعتبر الأقوى منذ بدء المواجهات فيها من حيث القوة النارية»، التي تم استخدامها من الطرفين.

من ناحية أخرى، قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: «ارتفع إلى 30 على الأقل عدد عناصر تنظيم (داعش) الذين لقوا مصرعهم جراء تنفيذ طائرات التحالف الدولي ضربات عدة» في مدينة الرقة ومحيطها. وذكر الائتلاف في بيان أصدره في واشنطن أن الغارات الأخيرة كانت من العمليات الأكثر أهمية، منذ بداية القصف الجوي على مواقع المتطرفين في سورية والعراق في سبتمبر الماضي.

وقال المتحدث باسم الائتلاف، توماس غيليران، إن «الغارات الجوية المهمة التي نفذت، الليلة قبل الماضية، كانت بهدف حرمان (داعش) القدرة على نقل عتاد عسكري عبر سورية وباتجاه العراق». وأوضح «أنها إحدى أهم العمليات التي قمنا بها حتى الآن في سورية»، مؤكداً «سيكون لها تأثير كبير في قدرة (داعش) على التحرك انطلاقاً من الرقة». وأشار المتحدث إلى أن الائتلاف «أصاب بنجاح العديد من الأهداف» ودمر مباني وطرقاً، مضيفاً أن هذه الغارات «قلصت بشدة حرية تنقل الإرهابيين». وتأتي الغارات غداة نشر تنظيم «داعش» على الإنترنت شريط فيديو يظهر إعدام 25 جندياً سورياً بأيدي فتيان وسط آثار مدينة تدمر وسط البلاد. ويتضمن الشريط ومدته نحو 10 دقائق صوراً عن عملية إعدام جماعية نفذت على الأرجح بعيد سيطرة التنظيم في 21 مايو الماضي على تدمر، المعروفة بآثارها المدرجة على قائمة «اليونيسكو» للتراث الإنساني العالمي. وأقدم عدد من الأطفال أو الفتيان بزي عسكري بني اللون على إطلاق النار على رؤوس الجنود، الذين كانوا بلباسهم العسكري الأخضر، من الخلف وسط تجمع عدد كبير من الرجال والأطفال، الذين جلسوا على مدرجات المسرح.

 

تويتر