انطلاق اجتماع لمعارضين سوريين في القاهرة لتشكيل تجمّع بديل للائتلاف

49 قتيلاً في قصف للنظام على قرية بريف إدلب

صورة

قتل 49 شخصاً، بينهم ستة أطفال، بقصف جوي نفذه الطيران الحربي التابع للنظام السوري، أمس، على قرية الجانودية في الريف الغربي لمحافظة إدلب، في وقت بدأ معارضون سوريون في القاهرة اجتماعاً يهدف لإطلاق تجمع جديد يطرحونه بديلاً للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، على أن يتفاوض هذا التجمع مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في محاولة لتسوية النزاع المستمر منذ أربع سنوات.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، أمس، إن 49 شخصاً قتلوا في غارات استهدفت ساحة عامة في قرية الجانودية في الريف الغربي لمحافظة إدلب، تضم العديد من المحال التجارية، «ما يفسر عن وجود عدد كبير من الناس فيها، وبالتالي حصيلة القتلى المرتفعة».

وأشار إلى أن الجانودية تضم، بالإضافة إلى سكانها الأصليين، عدداً كبيراً من النازحين، فروا من مناطق أخرى هرباً من أعمال العنف.

وكانت حصيلة أولية اشارت إلى مقتل 20 شخصاً وإصابة العشرات بجروح في إطلاق صاروخين من طيران حربي على القرية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة.

وأشار عبدالرحمن إلى «وجود جرحى في حالة خطرة»، وإلى «استمرار البحث عن مفقودين تحت الأنقاض».

وتكبد النظام خلال الشهرين الماضيين خسائر كبيرة في محافظة إدلب، حيث خسر مدينة إدلب، مركز المحافظة، ومدناً وقرى أخرى أبرزها أريحا وجسر الشغور الواقعة على مقربة من الجانودية، بالإضافة إلى قواعد ومراكز عسكرية كبيرة.

وباتت محافظة إدلب عملياً خارج سيطرة النظام، وهي الثانية التي يخسرها نظام الأسد خلال اربع سنوات من نزاع مدمر، بعد الرقة.

وصعّد النظام خلال الأيام الاخيرة حملة القصف الجوي بالبراميل المتفجرة والصواريخ على مناطق مختلفة في سورية، ما أوقع عشرات القتلى بين المدنيين. ووصف المرصد ما حصل في الجانودية بـ«المجزرة».

وفي القاهرة، بدأ معارضون سوريون، أمس، اجتماعاً يهدف لإطلاق تجمع جديد يطرحونه بديلاً للائتلاف الوطني المعارض.

وافتتح الاجتماع بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، اللذين حذرا من التداعيات الإقليمية والدولية لاستمرار النزاع في سورية.

ويشارك 150 معارضاً يعيشون في الداخل السوري أو خارج البلاد في هذا الاجتماع الذي أطلق عليه «المؤتمر الوطني الديمقراطي السوري»، من بينهم اعضاء في الائتلاف الوطني يحضرون بصفتهم الشخصية، بحسب المنظمين.

ويقلل محللون من قدرة التجمع الجديد على إيجاد مكان مؤثر له في الخريطة السورية المتشعبة، بينما لم يتبين بوضوح مدى الدعم الخارجي الذي يحظى به.

وقال شكري إن «سيطرة الطائفية وانتشار الفوضى وسيطرة التيارات الإرهابية المسلحة على معظم الأراضي السورية، هو أمر يهدد مستقبل المنطقة برمتها، ولا يمكن السكوت عنه».

واعتبر أن «وجود تصور سوري سياسي خالص للحل السياسي أهم الآن من أي وقت مضى».

وأضاف أن «الحراك السوري في مارس 2011، انطلق حراكاً سلمياً، إلا أن النهج الأمني العنيف وعدم إدراك طبيعة المرحلة أديا لازدياد حدة الاحتجاجات».

وأوضح أنه بعد ذلك «زادت التدخلات الخارجية في الشأن السوري بصورة غير مسبوقة، وسمح للميليشات والمقاتلين الأجانب والسلاح للعبور للجانب السوري للقتال في صف طرف أو آخر، وقضي على الحراك السلمي».

وشدّد على ان سورية تحولت إلى ساحة لـ«صراع مسلح بالوكالة»، وأصبحت اجزاء من الأراضي السورية «ملاذاً آمناً للإرهابيين».

وأكد أن استضافة القاهرة هذا المؤتمر جاءت بناء على طلب «بعض القوى والشخصيات الوطنية السورية»، مشدداً على ان مصر «لم ولن تتدخل يوماً في شأن شعب عربي شقيق، فمصر لم تسع لتطويع الثورة السورية أو توظيفها تحقيقاً لمصالحها وأهدافها، وستظل دوماً على استعداد لتقديم يد العون والرعاية لأشقائها العرب».

من جهته، أكد العربي أن «تفاقم الأزمة السورية وتزايد تداعياتها الإقليمية والدولية يفرضان علينا جميعاً اعادة النظر في ما اتخذ من اجراءات في هذا الملف، بعد ان أدرك الجميع عدم امكانية الحسم العسكري».

وحمّل «النظام السوري المسؤولية الكاملة لما آلت إليه الأمور، وتصميمه على المضي قدماً في الحل العسكري»، مشدداً على أن «الحل في سورية يجب ان يكون سورياً سلمياً وبإرادة سورية حرة».

وكان أحد منظمي المؤتمر المعارض السوري هيثم مناع، قال لـ«فرانس برس»، في مايو الماضي، إن هذا التجمع «مختلف كلياً» عن الائتلاف السوري الذي يلقى دعماً غربياً ودعم دول عربية كالسعودية وقطر، بالإضافة إلى تركيا.

وأوضح أن المجتمعين سيتبنون «ميثاقاً وطنياً سورياً». وأكد أنه «لم ينجح الائتلاف بتمثيل مجمل المعارضة السورية، لأنه قدم نفسه ممثلاً وحيداً للمعارضة والمجتمع السوري، بينما هناك مجموعات عدة في المعارضة مستثناة منه».

وقال مناع، وهو من أبرز قيادات هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي، التي تتخذ من دمشق مقراً، وتصنف ضمن المعارضة المقبولة من النظام، ان التجمع الجديد سيكون مستعداً «للتفاوض مع فريق الأسد، وكل المواضيع ستكون مطروحة بما فيها مصير الرئيس».

وأضاف «هدفنا في المقابل هو تشكيل وفد متوازن، ويتمتع بصفة تمثيلية، ولا يستثني احداً، من اجل مواجهة الوفد الحكومي في مفاوضات». وأشار إلى أنه «سيكون اجتماعاً سورياً 100%، نموله بأنفسنا، ولا يتحكم أحد به، وجدول أعماله سوري بحت».

تويتر