5 دقائق

تعال نتفاهم!!

سامي الخليفي

العقل السليم في الجسم السليم، ومن زمان أتذكر أني مارست الرياضة في الحارة كلاعب احتياط في فريق لا يبدل أي لاعب ويهزم في كل مبارياته ويفوز بالكأس، وحين بلغت سن التساؤل تساءلت: ليش في اليابان يتدافع المسؤولون عن الرياضة بالمناكب للانتحار من أعلى برج في حال الإخفاق، بينما جماعتنا يتمسكون بالمناصب رغم الفشل؟!

وحين اكتشفت أن الانتحار حرام والكراسي في اليابان ما فيها صمغ، قررت أن أوضح للقارئ الكريم أني من تلاميذ مدرسة تيار الوعي، أي التداعي الحر للأفكار، الذي بدأ على يد الكاتبة الإنجليزية، فرجينيا وولف، وانتهى بالعملاق الراحل جلال عامر، الذي أحيا المدرسة بمقالات صحافية أعاد صياغتها بأسلوبه الجميل، وللأمانة فقد قال في احد مقالاته ان هذا الأسلوب يحتاج إلى نوع خاص من القراء ليستمتعوا به، ونصيحتي للقارئ الكريم الاسترخاء التام والتمدد وأخذ حبة الضغط أو إبرة السكر، مع ملاحظة أن آخر واحد يقرأ المقال يطفي التلفزيون ويصكر الباب ويحط المفتاح فوق المكيف!

ولأن المجد اليوم بين أقدام اللاعبين، طلبت من الولد ترك الدراسة والانضمام إلى أي نادٍ رياضي يدعي الثقافة، فثقافياً تعتبر القراءة أفضل من الكورة، وعملياً نجد الكورة أفضل بكثير من القراءة، والإنسان الحكيم الذي لا يرى في دموع المرأة سوى الماء لن يرى في دموع اللاعبين سوى المال، والإسكندر مثل نابليون واجه نصف العالم بمفرده للحصول على الثلاث نقاط، وكما تكثر الفتاوى في رمضان تكثر التصريحات في البطولات، لهذا نجد الأمل ممدوداً واللعبة بدأت بالزهو، ولاشيء يعادل ما نحن فيه من لذة كروية محمومة في بطولة الخليج سوى خروج اتحاد الكورة بعد قعدته الأخيرة بالتصريح التالي: إن أهداف المشاركة في بطولة الخليج هي الإعداد والتحضير لتصفيات كأس آسيا ‬2015 ومونديال ‬2018! يعني إن فزنا خير وبركة، وإن أخفقنا بعد خير وبركة، والليل من فرحة عريس ليلة خميس!

وأنا مثلك لا أدري هل هذا كلام قهاوي أو كلام ناس تنتظر دورها عند الحلاق، فبسبب التصريح انقسم الشارع الرياضي إلى ثلاث تحويلات ودوارين، فقال البعض ان البطولة إعداد، وقال آخرون انها تحضير، بينما يصر الاتحاد على أنها تسخين، أي والله تسخين (وسهّل علينا مولاي، سهّل علينا مولاي)، وخلال الأسبوعين ستجد أن مشكلاتنا كلها حُلت ولم يبق منها سوى ثلاث: تحوض مياه الأمطار والحيوانات السائبة والبلنتي اللي ألغاه الحكم، وعمي النوبي فقد إبهام قدمه بعد تعرضه لصاعقة وهو اليوم مهموم بشيئين، بتربية أطفاله وحسن الخاتمة، وكلما بدأ في التساؤل: نحن صدق رايحين للمنافسة! يبدأ المسؤولون عن ملف الرياضة بالتساؤل: كم باقي لأذان المغرب؟!

لا تنسى تحط المفتاح فوق المكيف!

samy_alain@hotmail.com  

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر