جمع شخصيات من مختلف الأعمار والجنسيات

مجلس زايد.. ملتقى للشورى وقضاء حوائج الناس

صورة

«مجلس زايد كان دائماً عامراً بالطيب وكل ما هو مفيد».. بهذه العبارة يصف كل من عرف المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مجلسه الذي كان يستقبل فيه ضيوفه، ويجتمع فيه مع مرافقيه ومسؤولي الدولة وزوارها من الشخصيات الرسمية والعامة، وكان مجلسه يجمع شخصيات من مختلف الجنسيات والأعمار والفئات.

اشتهر الشيخ زايد بشخصيته القيادية بين سكان المنطقة، وحظي بسمعة طيبة، وكان نموذجاً يُحتذى به في إدارة الحكم. وعمل على بناء الروابط القوية بينه وبين أفراد شعبه، والمحافظة على تلك الروابط، معتمداً في ذلك على التواصل المباشر معهم في الحياة اليومية والمناسبات الخاصة بهم والمناسبات والاحتفالات العامة. كما كان يحرص على الإشراف بنفسه على تنفيذ الإصلاحات، إضافة إلى ذلك كان مجلسه مفتوحاً للجميع من دون استثناء.

كما اعتاد الشيخ زايد أن يتخذ قراراته بموافقة القبائل المختلفة وإجماعها، ويسافر إلى جميع المناطق القريبة والنائية للاطمئنان على الناس، وتفقد أحوالهم، والسؤال عن حاجاتهم، ومشاورتهم والاستماع إليهم قبل اتخاذ أي قرار، حتى ذاع صيته، وحظي بحب الشعب واحترامه.

هذه العلاقة الفريدة بين زايد وشعبه كانت محط اهتمام زوار مجلسه من الأجانب الذين كانوا يمرون بالمنطقة ويحلون ضيوفاً عليه، مثل الرحالة البريطاني الشهير ولفريد ثيسيجر، الذي وصف أسلوب زايد في إدارة دفة الحكم، فقال: «زايد رب أسرة كبيرة، يجلس دائماً للإنصات لمشكلات الناس ويحلها، فيخرج المتخاصمون من عنده بهدوء، وكلهم رضى عن أحكامه التي تتميز بالذكاء والحكمة والعدل».

وتحدث الممثل السياسي البريطاني في أبوظبي، العقيد هيو بوستيد، بعد زيارة له إلى العين قائلاً: «تدهشني الجموع التي تحتشد دوماً حوله في البريمي، وتحيطه باحترام واهتمام، كان لطيف الكلام دائماً مع الجميع، وسخياً جداً بماله، ودهشت على الفور من كل ما عمله لمنفعة الشعب».

علاقة زايد بالمجلس لم تبدأ مع توليه منصبه في العين، فقد لعب دوراً مهما في تكوين شخصيته منذ طفولته، حيث ارتاد منذ صغره مجلس والده، وفيه تعلم العادات والتقاليد الأصيلة. كما اكتسب العديد من المعارف العامة في مجالات مختلفة، مثل التاريخ والشعر والأدب العربي والجغرافيا والعلوم المرتبطة بالصحراء وغيرها، ولذلك عرف زايد أهمية المجالس، وأهمية أن يظل مجلسه قبلة للجميع، فمن خلاله يمكنه أن يتعرف إلى مختلف الآراء في ما يتم طرحه من قضايا وأفكار، وكم من القرارات المهمة اتخذها زايد بناءً على قصة أو رأي طُرح في المجلس بعد أن تعرف إلى وجهات نظر مختلفة، فمجلسه كان برلماناً صغيراً.

 لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر