ترسم الخرائط بسرعة ودقة عاليتين

بلدية دبي تطلق «المسح الجوي» بطائرة بدون طيار

صورة

أطلقت بلدية دبي خدمة المسح الجوي باستخدام طائرة بدون طيار، وتعميم الخدمة على الجهات الحكومية والخاصة، بحيث يتم تصوير الأراضي الجديدة، ورسم خرائط عالية الجودة للأراضي، لتستخدمها الشركات والمطورون في مشروعاتهم.

وتسهم الخدمة في تقليل الوقت اللازم لرسم الخرائط، بدلاً من ستة أشهر إلى أيام معدودة، وبدقة عالية، وارتفاع يصل إلى 24 كيلومتراً في كل مرة، بحيث يمكن رسم الخرائط بأنواعها، بدقة وسرعة عاليتين.

وقال مساعد المدير العام لقطاع الهندسة والتخطيط، المهندس داود الهاجري، خلال إطلاق الخدمة، إن خدمة المسح الجوي في البلدية من الخدمات التي كانت تقدم بشكل داخلي بين الإدارات، وسبق أن أطلقتها البلدية قبل نحو عامين، إلا أن عدداً من الشركات العقارية والجهات الأخرى، طلبت أن تقدم الخدمة لها، للمسح الجوي للمناطق التي تجري عليها المشروعات الجديدة في دبي، تسهيلاً لأعمالها.

طائرة المسح

قال المهندس محمد مشروم، إنهم واجهوا تحديات عدة عند بدء استخدام الطائرة بدون طيّار في خدمة المسح الجوي، خصوصاً أن الطائرة كانت مصممة للعمل في الدول الأوروبية والأميركية، وتختلف استخداماتها بحسب درجات الحرارة، إلا أن ارتفاع درجات الحرارة في الدولة - التي تصل إلى 60 درجة أحياناً - أثر في هيكل الطائرة وبطاريتها، ودرجة تحملها، لذا تعاونا مع المصنعين في تطوير طائرة تتناسب وأجواء الدولة. وشرح أن المسح التقليدي للمناطق يستغرق في العادة ثمانية أيام لتصوير المنطقة بشكل كامل، ويتم تصوير مساحة 125 إلى 1200 متر في كل مرة من قبل ثلاثة مساحين تابعين للإدارة، ويعتمد على ميزانية قدرها 394 ألف درهم في كل مرة، في حين أن الطائرة بدون طيّار تصور مساحات تراوح بين 2.5 و24 كيلومتراً، على مدى يومين، وقد تستغرق خمسة أيام إذا كانت المساحة كبيرة، وتكلف في كل مرة 2000 درهم.

وتابع أن وزن الطائرة لا يتعدى الكيلوغرامين، ودقة الكاميرا تصل إلى 16 ميغابيكسل، فيما يمكنها الطيران على مستوى 75 إلى 750 متراً. ويعتمد ارتفاع الطائرة على دقة الصورة المطلوبة، إذ يمكن أن تطير على مستوى 150 قدماً، وتقدم صوراً لخرائط عالية الدقة.


• المهندس داود الهاجري: دبي تتغير خلال أشهر وفي أحيان كثيرة خلال أسابيع ولابد من تصوير التغييرات وإضافتها إلى الخرائط.

وأضاف أن المسح الاعتيادي كان يستغرق أياماً طويلة، يضطر بعدها المساحون إلى تحويله لخرائط، وقد تستغرق هذه العملية ستة أشهر، لافتاً إلى أن مدينة دبي، على عكس الدول التي تحتاج إلى تغيير خرائطها كل أربع سنوات، تتغير خلال أشهر قليلة، وفي أحيان كثيرة خلال أسابيع، ولابد من تصوير التغييرات، وإضافتها إلى الخرائط التي تطورها البلدية.

وتابع الهاجري أن خدمة المسح الجوي الجديدة تستغرق بضعة أيام، ويمكن للجهات الحكومية والخاصة الاستفادة من هذه الخدمة، وطلب العناصر التي تحتاج إليها في الصورة.

ومن جانبه، أكد مدير إدارة المساحة في البلدية، المهندس محمد مشروم، تجربة الطائرة بدون طيّار في تصوير عدد من المشروعات التابعة للبلدية، قبل إطلاق الخدمة للجهات الأخرى، بما فيها تصوير موقع سفاري دبي، ومنطقة وادي الصفا، ومنطقة العوير، إضافة إلى مناطق مثل مدينة حتا والخيران لعدد من المطورين العقاريين.

وأكد أن «هناك جهة واحدة تقدم خدمة المسح الجوي والخرائط الطبوغرافية في دبي، هي البلدية. وهي لابد أن تكون على أتم الاستعداد للبحث عن طرق جديدة لتصوير المناطق، ورسم هذه الخرائط بدقة عالية، وفي وقت قصير، بناءً على احتياجات الجهات التي تتعامل معها»، مشيراً إلى أن «المسح الجوي يمكّن الجهات المطورة من البدء بمشروعها، خصوصاً بعد الاطلاع على الأرض التي ستبنيه عليها». وأوضح مشروم أنهم يقدمون خدمات المسوحات الجوية للأراضي في دبي، إضافة إلى رصد البيانات الخاصة بالمساحة، ولابد من توافر نقاط محددة لتقديم هذه الخدمات، بما فيها قاعدة بيانات متكاملة تحوي نقاطاً مساحية لتسهم في رسم الخرائط بأنواعها، إضافة إلى إجراء مسح كامل للمنطقة، حسب الطلبات الداخلية للإدارات في البلدية، أو الخارجية للجهات الحكومية والخاصة.

وأفاد مشروم بأن كل منطقة جديدة تحتاج إلى مسح شامل، وتصوير دقيق لمعرفة طبيعة الأرض، بشكل سريع ودقيق، وتحديد ما إذا كانت صخرية أم صحراوية، وتالياً إصدار مخططات بمعلومات تستفيد منها الجهات الأخرى، مضيفاً أن الطائرة بدون طيار تسهم في تقليل الوقت اللازم للمسح بنسبة 88%، ويمكنها تصوير المناطق بحسب طبيعتها الجغرافية، وهي تعفي المساحين من الذهاب إلى مناطق جديدة غير معروفة طبيعتها، فضلاً عن قدرتها على تصوير مساحات كبيرة.

تويتر