المستشار الأسري

صورة

- يقول قارئ: زوجتي عنيدة، تعاندني في كل شيء، لا أدري كيف أتعامل معها.

-- يجيب المستشار الأسري عيسى المسكري:

عناد الزوج أو الزوجة، مؤشر إلى وجود خلل في التعامل من أحدهما تجاه الآخر، أو مشكلة لم يتم حلها، أو كلمة جارحة أُخفيت في القلب، كلمة صغيرة قيلت في وقت ما، لم يُلقَ لها بال أو توزن قبل النطق بها.

لو ضربنا أمثلة علمية لتحليل هذه الحالة وتقريب المعنى، سنجد على سبيل المثال ما يحدث عند قيادتنا للسيارة، نلاحظ أن هناك مؤشرات أمامية، مثل: ظهور شكل مثلث أحمر اللون، ارتفاع مؤشر درجة الحرارة، نقص مؤشر الوقود، هزات متكررة من العجلات الأمامية أو الخلفية، هذه المؤشرات كلها دالة على وجود مشكلة ما، قد يؤدي تجاهلها الى توقف السيارة أو يتولد عنها خلل آخر، أو قد يصاب السائق بحادث مؤلم أو صدمة قاتلة، فالعناد مؤشر الى وجود مشكلة ما لم يسعَ الزوج إلى حلها، أو لم تفصح الزوجة عنها. سيبقى العناد والتمرد والعصبية والإهمال مؤشرات الى وجود مشكلة ما، لم يتم حلها، ولن يصل الزوج إلى إزالة المؤشر ما لم يصل إلى لب المشكلة، فإن كان معتقداً بأن العناد مشكلة أساسية سيبذل جهداً ضائعاً، بنتيجة سلبية زيادة في التمرد والعناد.

وقد يقوم الزوج بغرس صفة العناد فيها من خلال أسلوبه السلبي بالتسلط عليها، وعدم استشارتها، والتقليل من رأيها، والاستهزاء بشخصيتها، وازدراء طبيعتها، ما قد يدفعها بلا قصد منه إلى زرع شوكة العناد فيها وفي حياتها الزوجية.

ذكرنا أن المؤشرات علامة على وجود خلل داخل السيارة، ولكن قد يكون الخلل في المؤشر نفسه، ليس دائماً العناد مؤشراً الى وجود مشكلة ما، فقد تكون الزوجة عنيدة بذاتها، عنيدة بطبيعتها، عنيدة من خلال تربيتها. هنا يجب على الزوج ألا يواجهها بعنادها، ولا يتحداها، ولا يركز على سلبياتها، بل يَتَذكر ويَذكُر محاسنها، يتدرج معها في حسن التعامل على حسب طبيعتها وشخصيتها، فالخلق الحسن من قبل الزوج حل استراتيجي أمام أعقد المشكلات الزوجية.

وينصحها باللين، يعظها بالحكمة، يتودد معها بالقول، يحتويها بلطف، ويصحح لها سلوكها السلبي بالفطنة والحنكة.

المستشار الأسري

تويتر