وفقاً لدراسات أجرتها هيئة تنمية المجتمع في دبي

25 % من مشكلات الأزواج المزمنة سببها الاحتياج العاطفي

صورة

قالت رئيس قسم الأسرة والشباب، في إدارة التلاحم الأسري بهيئة تنمية المجتمع في دبي، ناعمة الشامسي، إن 25% من الأزواج، الذين تقع خلافات مزمنة بينهم، يكون سببها الخلل في العلاقة الجنسية، وقلة الخبرة عند أحدهما أو كليهما، ما يتسبب في نقص لديهم من الناحية العاطفية التي ينشدها الزوجان في العلاقة الحميمية، وذلك وفقاً لدراسات أجرتها الهيئة، ضمن عملها في الاستشارات الأسرية، واعتماداً على عدد الحالات التي ترد إليها، طلباً للمساعدة للتمكن من حل تلك الخلافات.

120 استشارة شهرياً

أظهرت إحصاءات هيئة تنمية المجتمع في دبي أن عدد الاستشارات الأسرية، التي تقدمها لأفراد المجتمع والأسرة المواطنة، تتجاوز سنوياً 1500 استشارة، أي بمعدل شهري يتجاوز 120 استشارة. وأطلقت الهيئة، خلال العام الماضي، مبادرة «فالكم طيب»، التي استهدفت توعية الموظفين في القطاعين العام والخاص، وتدريبهم على الموازنة بين ضغوط العمل والحياة، بما يكفل استقرار حياتهم الأسرية. وجاء تطبيق المبادرة بعد اكتشاف الهيئة وقوع كثير من الأسر والأفراد في مشكلات، بسبب استشارات وآراء خاطئة، قدمها أشخاص غير اختصاصيين، وخارج مجال العمل الاجتماعي.

وروت الشامسي، لـ«الإمارات اليوم»، قصة زوجين استمر زواجهما 10 سنوات، حتى غضبت الزوجة من زوجها، إثر خلاف بينهما تكرر من قبل، إلا أنها في تلك المرة ذهبت إلى منزل أهلها، وأصرت على الطلاق. وتابعت «الزوج قال إن طلب الطلاق جعله يشك في سلوكيات زوجته ويراقب هاتفها، حتى ساءت حالته النفسية، ما حمله على التوجه للهيئة شاكياً، بعد أن سيطر على رأسه هاجس الشك والظنون السيئة، بأن زوجته تطلب الطلاق لرغبتها في رجل آخر».

وأضافت «بعد الاستماع إلى الزوج، اتضح أن زوجته اكتشفت أنه يراقبها ويتهمها في أخلاقها بشكل غير مباشر، الأمر الذي جعلها تترك بيت الزوجية، وتذهب إلى منزل ذويها غاضبة ورافضة للعيش معه، رغم أنه بعد رحيلها عن المنزل استمر بتذكيرها بأنه يحبها، ولا يستطيع الاستغناء عنها».

وزادت الشامسي أن المرشدين الاجتماعيين أجروا عدداً من الحوارات مع الزوج، حتى تمكنوا من تهدئته وتفريغ شحناته السلبية، والبدء في البحث عن السبب الحقيقي وراء المشكلة، والتي تبين أن العلاقة الجنسية أساسها وسببها، إذ تبين من الحوارات أن كلاً منهما يجهل احتياجات الآخر، وأن هناك خللاً في العلاقة الحميمية، راكم الكثير من الاستياء، وحمل كل منهما على التقصير بقيام واجباته تجاه الآخر، لدرجة أن الزوج صار يرفض أن يتحمل مسؤولياته المالية تجاه زوجته وبيته».

وأفادت بأن الاخصائيين الاجتماعيين، في الهيئة، نظموا دورة علمية في الطبيعة النفسية والعقلية والجنسية للرجل والمرأة، واحتياجات كل منهما على حدة، حتى تمكنوا في النهاية من التحدث إليهما معاً، وتقريب وجهات النظر وسوء الفهم بينهما، إلى أن اقتنعت الزوجة بالعودة إلى بيتها».

ولفتت إلى أن «الزوجين حضرا جلسات استشارية أسرية، تناولت أهم الاحتياجات النفسية والجنسية والعاطفية للمرأة والرجل، التي إذا تجاهلها الاثنان تنعكس سلباً على تصرفاتهما، وغالباً تسبب آثاراً سلبية تظهر في التعامل مع أفراد الأسرة»، مشيرة إلى أن «تلك الجلسات تقدم لجميع الحالات التي تحضر الهيئة لطلب استشارة أسرية، إلا أنها تتباين أحياناً في الموضوعات المطروحة حسب نوع المشكلة».

وعن الفئة العمرية للأزواج الذين تشتد بينهم الخلافات نتيجة خلل العلاقة الحميمية، قالت الشامسي إن «الحالات التي رصدتها الهيئة، تظهر أن أعمارهم تراوح بين 25 و35 عاماً، فيما يقع عدد سنوات الزواج بين خمس و10 سنوات»، موضحة أن «نسبة عالية من حالات الانفصال والطلاق ما كانت لتقع، لو أن الزوجين كان لديهما وعي بإدارة الخلافات الزوجية، الذي يعد من أهم قواعده الصراحة والشفافية والتفكير في تأثير ردود الأقوال والأفعال في الطرف الآخر».

وتابعت أنه «من المهم تجنب إطالة فترة الخلاف، واعتماد المصارحة، وتعزيز الحوار الهادئ بين الطرفين مع تجنب العبارات التي تفقد الأمل بالوصول إلى حل، فضلاً عن ضرورة تجنب إدخال طرف ثالث، ليست لدية ثقافة ومعرفة وخبرة تؤهله لتقريب وجهات النظر بينهما، لأن ذلك يزيد الأمر سوءاً».

يشار إلى أن هيئة تنمية المجتمع، في دبي، تقدم العديد من البرامج التوعوية للأسرة، كما تنظم حملات توعية.

تويتر