منتدى دبي لأفضل الممارسات الحكومية يخرج بـ 14 توصية

سارة أميري: إنشاء مجمع متكامل للعلماء الإماراتيين

صورة

كشفت رئيسة مجلس علماء الإمارات، سارة أميري، عن إعداد معايير محددة لبناء العالِم الإماراتي، وإنشاء مجمع متكامل للعلماء الإماراتيين يمكّنهم من إعداد دراساتهم وتوفير مقومات التميز، فيما أكد محاضر عالمي في مجال استشراف المستقبل، أن الوظائف التي ستستمر مستقبلاً هي الوظائف التي تعتمد على التواصل الشخصي بين الناس، والإبداع والابتكار، في حين أن الوظائف التي تعتمد على نتائج تقليدية أو مهام مكررة سيشغلها الروبوتات.

وتفصيلاً، أفاد الأمين العام للمجلس التنفيذي في دبي، عبدالله الشيباني، في ختام أعمال «منتدى دبي لأفضل الممارسات الحكومية»، أمس، بأن المنتدى حقق الأهداف المرجوة منه، وشهد حضوراً لافتاً من الجهات الحكومية المحلية والعالمية، إذ شهد المنتدى العديد من الفعاليات المتميزة، وتم خلاله استعراض تجارب ومبادرات محلية وعالمية، التي تعد نموذجاً يقتدى به في العمل الحكومي، وفي تمكين الشباب ودعمهم لكي يسهموا في بناء مستقبل الوطن، وتحويل أفكارهم الإبداعية إلى ابتكارات واختراعات متميزة، تصب في الجهود المبذولة لتحقيق مستقبل مزدهر ومشرق.

وقالت أميري، خلال جلسة حوارية ضمن «مجلس الشباب»، إن الدولة منذ التأسيس ركزت على التعليم، واليوم تركز على العلماء الذين هم نتاج سياسات المؤسسين، موضحة أن الدولة تمتلك المقومات والأساسيات التي تساعد على بناء العالِم الإماراتي.

وأضافت: «لدينا في مجلس علماء الإمارات شباب أجروا أبحاثاً ريادية، واليوم لدينا الفريق الإماراتي الذي يعمل على تطوير مشروع استكشاف المريخ (مسبار الأمل)، وغيرهم من المهندسين والعلماء».

وتابعت أميري أن المجلس يعمل على إعداد معايير محددة للعالِم الإماراتي، سيعلن عنها المجلس في بداية 2017، كما سيركز على إبراز الجهود الجبارة التي يقوم بها العلماء في الدولة، مضيفة: «نخطط لإنشاء مجمع متكامل للعلماء نستطيع من خلاله تمكين العلماء، وتطوير كوادر قادرة على الإبداع في مجال علوم الفضاء.

وقال المحاضر العالمي في مجال استشراف المستقبل، جون داجنسكي، في جلسة «الوظائف الافتراضية.. وظائف المستقبل»، إن الوظائف التي ستستمر مستقبلاً هي الوظائف التي تعتمد على التواصل الشخصي بين الناس، والإبداع والابتكار، في حين أن الوظائف التي تعتمد على نتائج تقليدية أو مهام مكررة سيشغلها الروبوتات مستقبلاً.

وأوضح أن دولاً عدة في الوقت الحالي تستغل الروبوت في تقديم خدمات للجمهور، خصوصاً في المصانع، ووظائف في المستشفيات، موضحاً أن دراسة حديثة في الولايات المتحدة أظهرت أن 47% من الوظائف الحالية سيتم خصخصتها أو استبدال الموظفين فيها بروبوتات.

وأضاف أن الوظائف ستتغير خلال السنوات الـ10 المقبلة، بحيث يقل عدد موظفيها إلى النصف، إذ إن الدراسات الحالية تشير إلى أن المؤسسات تحتاج إلى عدد أقل من الموظفين لتزيد من معدلات الربح، مؤكداً أنه ينبغي أن تسهم الحكومات في تغيير مفاهيم الوظائف حتى بالنسبة للشباب، إذ إن حكومات المستقبل ينبغي أن تكون لها رؤية خاصة بالشباب، وتشركهم في اتخاذ القرارات المصيرية التي تهمهم، مضيفاً «الإمارات لها ركيزتان أساسيتان في استشراف حكومات المستقبل، وهي محظوظة مقارنة بالدول الأخرى، إذ إن لديها الرؤية المناسبة، والقيادة التي تمكن هذه الرؤية والشعب».

وأوصى مشاركون في المنتدى بـ14 توصية، منها تفعيل دور الشباب وترسيخ دورهم البناء واستثمار طاقاتهم الإبداعية في تحقيق مستقبل متميز يحلم به جميع أبناء الوطن، وتوفير المناخ البيئي الصحي بهدف تنشئة الأجيال المقبلة وتركيز الاهتمام على تطوير وتنظيم المجتمع من خلال الاهتمام بوسائل الاتصال الحديثة التي تسهل الوصول لشريحة كبيرة من الشباب، وتوفير التنمية المستدامة للشباب ليكونوا دعامة أساسية للوطن وإعدادهم ليكونوا قياديين في المستقبل.

كما أوصى المشاركون بضرورة التواصل بين الحكومات والشباب، وإعطاء فرصة للشباب للتعرف على آرائهم وطموحاتهم وأحلامهم وانتقاء الجيد والأفضل منها، وأنه ينبغي على الشباب استثمار مهاراتهم البدنية والعقلية في تحقيق طموحاتهم، والتأكيد على ضرورة الدمج بين القطاعين الحكومي والخاص في تمكين الشباب وتقديم البرامج التدريبية وتوفير البيئة الداعمة لإبداعاتهم.

وشملت توصيات البرنامج نشر ثقافة العمل التطوعي، وحثّ الشباب على العمل التطوعي، وتعريفهم بأهميته في حياة الفرد، وأثره الكبير في المجتمع، ودوره في بناء شبكة كبيرة من العلاقات الاجتماعية، والاطلاع على التجارب العالمية الرائدة في الممارسات الحكومية، والاستفادة منها في تحقيق آليات عمل أسهل وأسرع، وأعلى جودة وأقلّ كلفة، وتشجيع الموظفين على التميز عبر الدراسة والاجتهاد والمثابرة واستغلال الفرص مع الصبر وعدم الاستعجال، وتطوير الذات، والتدريب المستمر، والتفكير في الآخرين وعدم الأنانية، وتعزيز مفاهيم التميز الحكومي وترسيخ قواعد الإبداع والابتكار في العمل، من خلال استثمار الأبحاث والدراسات الأكاديمية وربطها بالسلوكيات والمنهجيات المهنية.

وأكد المشاركون ضرورة تعزيز مفاهيم التعلم المؤسسي والعمل على تحويل العمل الحكومي إلى منظومة متكاملة من الإبداع الدائم، المبني على أسس أكاديمية وطاقات إبداعية في الوقت ذاته، وترسيخ المفاهيم الأساسية للتميز التي تشمل دور القيادة في استشراف المستقبل وتحفيز بيئة حاضنة للإبداع والابتكار والاستدامة، والربط بين قوة الشباب وسرعة الانتقال إلى المستقبل بهدف تحقيق حكومة المستقبل، ونشر مفهوم الإبداع في البيئات التدريبية، ونقل المعارف، والتعرف على أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، إضافة إلى تعزيز التعاون مع مختلف الجهات البحثية والأكاديمية بهدف ترسيخ قواعد الإبداع والابتكار في العمل، وتمكين أسس التعلم المؤسسي، وترسيخه كثقافة مؤسسية.

تويتر