أكّد أن الدولة ماضية في التصدي لكل ما يستهدف الأمن الخليجي والعربي

خليفة يطلق برنامجــاً وطنيـاً وفاءً للشهداء وإسعاداً للمواطنين

أطلق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، برنامجاً وطنياً، وفاء للشهداء من 10 نقاط، تشتمل على الأولوية القصوى لسعادة الإنسان الإماراتي، وتعظيم الموارد المالية الاتحادية المخصصة لتحسين نوعية الحياة، والحفاظ على نهج متوازن للاقتصاد الوطني، وبناء اقتصاد وطني بعيداً عن الاعتماد على موارد النفط، والتركيز على تطوير ممارسات تعمق الهوية الوطنية.

برنامج وطني من 10 نقاط

■■ سعادة الإنسان الإماراتي أولوية قصوى.

■■ تعظيم الموارد المالية الاتحادية المخصصة لتحسين نوعية الحياة.

■■ الحفاظ على النهج المتوازن للاقتصاد الوطني.

■■ بناء اقتصاد وطني بعيداً عن الاعتماد على موارد النفط.

■■ تركيز الجهود لتطوير ممارسات تعمق الهوية الوطنية.

■■ زيادة الاهتمام بالمعلم بما يجعل مهنة التدريس واحدة من أكثر المهن جاذبية.

■■ توجيه الجهود للارتقاء بمفهوم المسؤولية المجتمعية.

■■ تكثيف الجهود لبناء إعلام وطني قادر على النهوض بمسؤولياته.

■■ تكثيف الجهود الحكومية للاستثمار في شباب الوطن.

■■ تطوير تشريعات وسياسات وأولويات وطنية.


- لن تزيدنا تضحيات الشهداء إلا قوة وتلاحماً، وسيظل أبناؤنا الشهداء رمزاً للعزة ونموذجاً للتضحية والفداء.

- الشعب برهن، خلال انتخابات «الوطني»، على وعيه وحرصه على المشاركة في تطوير مؤسسات الدولة.

- انتخابات «الوطني» كانت إنجازاً مهماً وخطوة على طريق استكمال برنامج التمكين.


- نحن لا نساوم على أمن أشقائنا، وسنسهم بكل حزم في التصدي للأطماع التي تستهدف الأمن الخليجي والعربي.

- الدولة ستعمل مع الأشقاء على تطوير آليات العمل، في مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية.

- شاركنا في «عاصفة الحزم» ونشارك في «إعادة الأمل» لحفظ استقلال اليمن وأمنه وصون وحدته.

واشتملت نقاط البرنامج على الاهتمام بالمعلم، والارتقاء بمفهوم المسؤولية المجتمعية، وتكثيف الجهود لبناء إعلام وطني، والاستثمار في شباب الوطن، وتطوير التشريعات والسياسات والأولويات الوطنية، لترسيخ استدامة الأمن في الدولة.

وأكد سموه، في كلمته بمناسبة اليوم الوطني الـ44، أن الدولة ماضية في شراكة كاملة مع الأشقاء، في التصدي لكل ما يستهدف أمن الدول الخليجية والعربية.

وأوضح أنه بناء على هذا النهج المعلن، كانت دولة الإمارات من مؤسسي التحالف العربي، الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة لنصرة الحق والشرعية في اليمن، حيث شاركت الإمارات في عملية «عاصفة الحزم» وتشارك حالياً في عملية «إعادة الأمل»، بهدف حفظ استقلال اليمن الشقيق وأمنه وسيادته ووحدته، ووضع الشعب اليمني على طريق البناء والتنمية والتقدم.

وقال سموه إن السنة الماضية كانت مليئة بالتحديات والإنجازات، التي تحققت بسواعد أبناء الوطن وإخلاصهم في خدمة وطنهم، ومواصلة العمل على النمو والنهضة والتقدم.

وأضاف أن انتخابات المجلس الوطني الاتحادي الأخيرة كانت إنجازاً مهماً وخطوة مهمة على طريق استكمال برنامج التمكين الذي أطلقه سموه عام 2005، تعزيزاً للمشاركة وتطوير دور المجلس، حيث برهن شعب الإمارات على الوعي الشديد والحرص الكبير على المشاركة في تطوير مؤسسات الدولة.

وأكد سموه سلامة التوجهات الاقتصادية للدولة في مواجهة الأزمات الاقتصادية، التي شهدتها الساحة الدولية السنة الماضية، خصوصاً انخفاض أسعار النفط وتقلبات الأوضاع المالية العالمية، وتمكن الدولة من تفادي الآثار السلبية لهذه الأزمات.

وأشاد سموه بما حققته الدبلوماسية الإماراتية النشطة من نجاحات وإنجازات متميزة، أثمرت شراكات وتفاهمات وتنسيقاً على المستويين الإقليمي والدولي، مؤكداً حكمة ورشاد السياسة الخارجية الحريصة على العمل الجماعي ومبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتزام الحوار في تسوية النزاعات والخلافات.

وجدد سموه دعوة الحكومة الإيرانية للتعامل بإيجابية مع قضية جزر الإمارات التي تحتلها، والتجاوب مع دعوات الإمارات المتكررة لتسويتها عبر مفاوضات مباشرة بين البلدين، أو اللجوء إلى التحكيم الدولي.

وأكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وقوف دولة الإمارات إلى جانب مملكة البحرين الشقيقة، صوناً لوحدتها ورفض أي تدخلات خارجية في شؤونها.

وناشد المجتمع الدولي مساندة جهود جمهورية مصر العربية الشقيقة، لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار فيها.

ودعا سموه إلى تكثيف الجهود الدولية لدعم الشرعية ومؤسساتها في ليبيا والصومال، وبذل مزيد من الجهد من قبل الفصائل السياسية في العراق ولبنان، للتوافق حول الثوابت الوطنية.

وجدد سموه الدعم الكامل للشعب الفلسطيني، وحقه المشروع في تقرير مصيره وقيام دولته المستقلة، مديناً الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة بحق الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى.

وعبر سموه عن قلق دولة الإمارات مما آلت إليه الأوضاع في سورية، نتيجة عجز آليات الأمم المتحدة عن التصدي للأزمة في جذورها، داعياً إلى تضافر الجهود الدولية، لتأمين الاحتياجات الإنسانية للنازحين وحماية اللاجئين.

وقال إن دولة الإمارات ستعمل مع الأشقاء على تطوير آليات العمل في مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية.

ودعا سموه إلى تطوير هياكل الأمم المتحدة، وإصلاح مجلس الأمن.

خليفة بن زايد:

- السياسة الخارجية المتصفة بالحكمة هي تلك الحريصة على العمل الجماعي ومبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتزام الحوار في تسوية النزاعات والخلافات.

- الدولة تقف إلى جانب البحرين، صوناً لوحدتها ورفض أي تدخلات خارجية في شؤونها.

- الدعم الكامل للشعب الفلسطيني، وحقه المشروع في تقرير مصيره، وقيام دولته المستقلة.

- ندعو الحكومة الإيرانية إلى التعامل بإيجابية مع قضية جزر الإمارات التي تحتلها، والتجاوب مع دعوات الإمارات المتكررة، لتسويتها عبر مفاوضات مباشرة بين البلدين، أو اللجوء للتحكيم الدولي.

- المشاركة في محاربة الإرهاب واجب، فلا أمن ولا استقرار ولا تنمية دون التصدي له.

- مصر الآمنة هي بوابة السلام والاعتدال العربي.

- دولة الإمارات قلقة مما آلت إليه الأوضاع في سورية، نتيجة عجز آليات الأمم المتحدة عن التصدي للأزمة في جذورها

وتفصيلاً، قال صاحب السمو رئيس الدولة، في كلمة وجهها بمناسبة اليوم الوطني الـ44 للدولة: «أبناء الوطن وبناته الكرام، في ذكرى اليوم الوطني الرابع والأربعين المجيد، نتقدم لكم بالتهنئة الخالصة والتقدير لإسهاماتكم المتجددة في بناء الوطن ونمائه ومشاركاتكم المباركة والمخلصة في الدفاع عن الوطن ومنجزاته، وباسمكم نرفع أسمى آيات التهاني لأخي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخواني أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، الذين يقودون المسيرة الظافرة بحكمة ورشاد، وتحيتنا لقادة قواتنا المسلحة ضباطاً وجنوداً ومنتسبين، وإلى الأجهزة الأمنية المتيقظة دوماً في حماية الوطن ومواطنيه، والتقدير للمقيمين بيننا من أبناء الدول الشقيقة والصديقة».

وتابع سموه أن الثاني من ديسمبر يوم نستحضر فيه بكل فخر واعتزاز المسيرة العطرة لمؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه بناة الاتحاد فمن سيرتهم نأخذ المثل والقدوة، فنسأل الله العلي القدير أن يتغمد الراحلين منهم بغفرانه، وأن يشمل الأحياء منهم بموفور الصحة والعافية، فبفضل رؤيتهم الحكيمة طورت دولتنا نموذجاً تنموياً ناجحاً قدم للعالم تجربة رائدة في العدل وسيادة القانون وتنويع الاقتصاد وتوظيف الموارد واستدامة التنمية، فشهدت بإنجازاتها الهيئات والمؤسسات الدولية وصنفتها بين الأعلى والأكثر تقدماً بين دول العالم بما يؤكد صحة المسيرة وسلامة النهج، بحيث أصبحت أولويات حكومتنا الاتحادية وحكوماتنا المحلية إسعاد مواطني الدولة والمقيمين فيها والزائرين لها، وتوفير كل الخدمات بنوعية عالية الجودة والتميز.

وأضاف سموه نعبر في هذا اليوم عن تقديرنا لأبناء شعبنا، لثقتهم الغالية في مسيرتنا، ولشبابنا الذين بادروا بحماس كبير للانخراط في الخدمة الوطنية العسكرية، فهذه الثقة وهذا الحماس يجعلاننا أكثر اعتزازاً بقدرات مواطننا، وأعظم تفاؤلاً بمستقبله، وأكثر اطمئناناً على وطننا، وأمضى عزماً على تحمل الأمانة.

وقال سموه إن بناء قدراتنا الأمنية وتحقيق السلم الاجتماعي في بلدنا وتعزيز مسيرة الأمن والتكامل الخليجي والاسهام الفاعل في صون الكيان العربي وحفظ السلام الإقليمي، أولويات راسخة في نهجنا الوطني بل هي جوهر الأمانة التي طوق بها الآباء أعناقنا، فنحن ماضون في شراكة كاملة مع الأشقاء في التصدي لكل ما يستهدف أمن دولنا الخليجية والعربية، ويمس أمنها وسلامها ويهدد نموذجها.

وأوضح سموه أنه تمكيناً لهذا النهج المعلن كنا من مؤسسي التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة لنصرة الحق والشرعية في اليمن، إذ شاركنا في «عاصفة الحزم»، ونشارك اليوم في عملية «إعادة الأمل» بما يحفظ للبلد الشقيق استقلاله وأمنه وسيادته وصون وحدته بما يضع شعبه على طريق البناء والتنمية والتقدم.

وتابع سموه انطلاقاً من القيم والمبادئ ذاتها، تشارك دولتنا بفاعلية في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، ردعاً لقوى التطرف والعنف، ونقف بكل إمكاناتنا ومواردنا مع الأشقاء والأصدقاء سنداً قوياً داعماً لجهودهم في مواجهة التطرف وخلاياه، مع العمل في الوقت ذاته على نشر ثقافة الوسطية والتسامح والاعتدال ونبذ العنف.

وقال سموه إن الإرهاب خطر يتهدد دولنا في وجودها ونسيجها الاجتماعي، والمشاركة في محاربته واجب فلا أمن ولا استقرار ولا تنمية دون التصدي له، وإيماناً منا بذلك ستواصل دولتنا دورها في مؤازرة الأشقاء، فمثلما أننا لا نساوم على أمن دولتنا فنحن لا نساوم على أمن أشقائنا، الذي هو من أمننا وسنسهم بكل حزم في التصدي للأطماع التي تستهدف أمن محيطنا الخليجي والعربي واستقراره.

ولفت سموه إلى أنه في سبيل أداء هذا الواجب قدم أبناؤنا من رجال القوات المسلحة أروع آيات البطولة والفداء، وفقدنا منهم شهداء أبراراً، قدموا أرواحهم فداء لوطنهم وقيمه، ولن تزيدنا تضحيات الشهداء إلا قوة وتلاحماً، وسيظل أبناؤنا الشهداء رمزاً للعزة ونموذجاً للتضحية والفداء، وواجبنا جميعاً أن نظل أوفياء للقيم التي استشهدوا من أجلها، وأن نكمل مسيرتهم بأن نرسخ في وجدان أبنائنا معاني التضحية والولاء والانتماء، وأن نعمل على أن يظل هذا الوطن الذي استشهدوا فداء له قوياً عزيزاً.

وقال سموه تحقيقاً لهذا، ندعو اليوم الحكومة والشعب للالتفاف حول برنامج وطني، وفاء للشهداء يشتمل على:

أولاً: أن تظل سعادة الإنسان الإماراتي أولوية قصوى، وهدفاً مستداماً لحكومتنا الاتحادية وحكوماتنا المحلية بتوفير أحسن أنواع السكن وأجود أساليب التعليم وأرقى سبل الخدمات الصحية، ودفعاً بهذا التوجه إلى مقاصده ستستمر مبادراتنا حتى تحقيق كامل أهدافها، وبتنسيق تام مع الجهات الاتحادية والمحلية.

ثانياً: تعظيم الموارد المالية الاتحادية المخصصة، لتحسين نوعية الحياة، ودعم استقرار الأسرة ومواصلة الإنفاق الحكومي على البنى التحتية والمشروعات التنموية الكبرى، بما يحفز النمو الاقتصادي، ويوفر المزيد من فرص العمل ويدعم الاستقرار الاجتماعي.

ثالثاً: الحفاظ على النهج المتوازن لاقتصادنا الوطني، القائم على تنويع مصادر الدخل، وتوسيع القاعدة الإنتاجية والانفتاح على العالم بما يحفز النمو، ويضمن استدامة التنمية، بما يقوي قدرة دولتنا على مواجهة الصدمات الاقتصادية والمالية خارجية المصدر.

رابعاً: العمل على بناء اقتصاد وطني بعيداً عن الاعتماد على موارد النفط، وذلك بالاستثمار في الإنسان والعلم والتقنية والابتكار، واعتمدنا في هذا المجال وثيقة السياسة العليا للدولة في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، التي تضمنت مجموعة من المبادرات والسياسات الوطنية الجديدة في المجالات التشريعية والاستثمارية والتعليمية والمالية، حيث يصل حجم الاستثمار فيها إلى نحو 300 مليار درهم.

خامساً: تركيز الجهود لتطوير ممارسات تعمق الهوية الوطنية، وتنمي الولاء والانتماء للوطن، ذلك أن الشعور بالسعادة والعدالة والمساواة، الذي يسود بيننا ينبغي ألا يمنعنا من المشاركة، فهي حق وواجب على كل مواطن ومواطنة.

سادساً: زيادة الاهتمام بالمعلم، بما يجعل مهنة التدريس واحدة من أكثر المهن جاذبية وتنافسية، ذلك أن الارتقاء بأوضاع المعلم الإماراتي هو نهوض بالتعليم وارتقاء بالعملية التعليمية واستثمار رابح في المستقبل الذي نحلم به لوطننا.

سابعاً: توجيه الجهود للارتقاء بمفهوم المسؤولية المجتمعية، لتصبح نهجاً وثقافة وممارسة، فإسعاد الناس الذي جعلناه هدفاً استراتيجياً لحكومتنا الاتحادية وحكوماتنا المحلية هو مسؤولية تشترك فيها الحكومة والمجتمع والشركات العامة والخاصة في الدولة.

ثامناً: تكثيف الجهود لبناء إعلام وطني قادر على النهوض بمسؤولياته، مؤهل لحمل صوتنا وتقديم صورتنا الناصعة إلى الآخر والدفاع عن مواقف دولتنا وإبراز المكانة العالمية المتميزة، التي تحتلها بين الدول.

تاسعاً: تكثيف الجهود الحكومية للاستثمار في شباب الوطن، اكتشافاً للمواهب وتنمية لروح الابتكار وتحفيزاً لطاقات العمل والعطاء والابداع مع المضي بعزم أكيد في تمكين المرأة الإماراتية، بما يسهم في انخراطها في عمليات التنمية المستدامة شريكاً كاملاً للرجل.

عاشراً: تطوير تشريعات وسياسات وأولويات وطنية، تمكن الدولة من أن تظل دوماً واحة أمن ومنصة استثمار ومركزاً إقليمياً ودولياً للتجارة والأعمال والسياحة، ووجهة مفضلة للعيش والعمل.

وأوضح سموه أن هذا البرنامج الوطني، الذي نتقدم به اليوم يلبي أنبل التطلعات التي ضحى شهداؤنا من أجلها، وهي رفعة بلدهم وعلو شأنها وحماية أمنها بما يعزز جهودنا الوطنية المكثفة لوضع دولتنا بحلول يوبيلها الذهبي في ديسمبر 2021، ضمن الدول الأفضل في العالم في كل مجالات الإسكان والبنية التحتية والخدمات الحكومية وهو المقصد النهائي لأجندتنا الوطنية.

وأضاف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أن السنة الماضية كانت مليئة بالتحديات، بقدر ما كانت مليئة بالإنجازات التي حققتها دولتنا الرشيدة، بسواعد أبنائها وإخلاصهم الشديد في خدمة وطنهم ومواصلة العمل على النمو والنهضة والتقدم.

وذكر سموه أن انتخابات المجلس الوطني جاءت في مقدمة إنجازات دولتنا، حيث كانت خطوة مهمة على طريق استكمال برنامج التمكين الذي أطلقناه عام 2005، تعزيزاً للمشاركة وتطويراً لدور المجلس الوطني الاتحادي، لقد برهن شعبنا الكريم خلال هذه الانتخابات على وعيه الشديد وحرصه الكبير على المشاركة في تطوير مؤسسات الدولة.

وقال سموه إن ما شهدته الساحة الدولية من أزمات اقتصادية، خلال السنة الماضية، إنما يؤكد سلامة توجهاتنا الاقتصادية، ففي مواجهة انخفاض أسعار النفط وتقلبات الأوضاع المالية العالمية، تمكنت دولتنا بفضل الله وعونه من تفادي الآثار السلبية لهذه الأزمات من خلال سياسة اقتصادية رشيدة، قائمة على تنويع مصادر الدخل، وتوسيع القاعدة الإنتاجية في بلادنا بما يضمن استدامة التنمية ويقوي قدرتنا على مواجهة الأزمات الاقتصادية العالمية.

وأشار سموه إلى أن دبلوماسيتنا النشطة حققت، خلال العام الماضي، نجاحات وإنجازات متميزة، وأثمرت جهودها شراكات وتفاهمات وتنسيقاً على المستويين الإقليمي والدولي، بما يؤكد حكمة ورشاد سياستنا الخارجية الحريصة على العمل الجماعي المرتكزة على مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتزام الحوار في تسوية النزاعات والخلافات.

وقال سموه التزاماً بهذه الثوابت، نكرر الدعوة للحكومة الإيرانية للتعامل بإيجابية مع قضية جزرنا الثلاث المحتلة والتجاوب مع دعواتنا المتكررة لتسويتها عبر مفاوضات مباشرة بين البلدين، أو باللجوء للتحكيم الدولي بما يعزز العلاقات بين البلدين ويرسخ الأمن في منطقة الخليج العربي، الذي هو غاية عليا في سياستنا الخارجية نعبر عنها بالسعي الجاد إلى تطوير آليات عمل مشترك، بما يعزز قدرة دولتنا على مواجهة التغيرات الإقليمية والعالمية والدفاع عن مصالحها.

وأكد سموه على «وقوفنا الكامل مع مملكة البحرين الشقيقة صوناً لوحدتها، ورفضنا لأي تدخل خارجي في شؤونها، كما أننا نتابع بكل اهتمام التطورات الإيجابية التي تشهدها مصر الشقيقة، ونناشد المجتمع الدولي مساندة جهودها لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار، فمصر الآمنة هي بوابة السلام والاعتدال العربي».

ودعا سموه إلى مزيد من الجهود الدولية لدعم الشرعية ومؤسساتها في ليبيا والصومال؛ وبذل المزيد من الجهود من قبل الفصائل السياسية في العراق ولبنان، للتوافق حول الثوابت الوطنية، بما يضع حداً لهدر الإمكانات وتبديد الموارد.

وقال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إننا نجدد في هذا السياق دعمنا الكامل للشعب الفلسطيني وحقه المشروع في تقرير مصيره وقيام دولته المستقلة، وندين بشدة الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة بحقه وبحق المسجد الأقصى. كما نعبر عن قلقنا مما آلت إليه الأوضاع في سورية، كنتيجة مباشرة لعجز آليات الأمم المتحدة عن التصدي للأزمة في جذورها، ما أدى إلى تفاقم ويلات الحرب، وما ترتب عليها من مأسٍ إنسانية غير مسبوقة، وندعو إلى تضافر الجهود الدولية والإقليمية لتأمين الاحتياجات الإنسانية للنازحين وحماية اللاجئين، وسنعمل مع الأشقاء على تطوير آليات العمل في مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، داعين بقوة إلى تطوير هياكل الأمم المتحدة وإصلاح مجلس الأمن.

وأكد سموه أننا سائرون على الدرب ذاته، الذي وضع آباؤنا المؤسسون لبناته، وحددوا معالمه، يحدونا الاعتزاز بالوطن والدفاع عن مصالحه ورفعته، تحركنا تطلعات وطموحات لا حدود لها خير ورفاهية شعبنا ويدفع خطانا حرص أكيد على صيانة حاضر الدولة ومستقبلها، وإصرار لا يلين على صنع مستقبل حافل بالإنجازات النوعية وبالعيش الرغيد الآمن.

تويتر