خلافات وانشقاقات في أوساط الانقلابيين مع تزايد خسائرهم

إطلاق معركة تحرير الجبهة الغربية من تعز

مقاتل من قوات الشرعية في منطقة المسراخ بتعز. أ.ف.ب

بدأت أمس، عملية فك الحصار عن مدينة تعز، بانطلاق معارك تحرير الجبهة الغربية من المدينة، في حين شهدت جبهات القتال الأخرى معارك عنيفة بين قوات الشرعية والمقاومة الشعبية من جهة وميليشيا الانقلاب وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من جهة ثانية. في حين تصاعدت الخلافات في أوساط الانقلابيين في ما يتعلق بمعركة تعز، مع حدوث انشقاقات ورفض لتنفيذ الأوامر من قبل بعض القيادات الميدانية، بعد تكبدهم خسائر كبيرة في الأرواح.

تعيين مدير جديد لشرطة إب

أصدر وزير الداخلية اليمني اللواء عبده الحذيفي، قراراً بتعيين العميد الركن عبدالوهاب سيف الوائلي، مديراً عاماً لشرطة محافظة إب، في إطار سعي الحكومة الشرعية لاستعادة نفوذها في بعض المناطق وتعيين مواليين لها في المناصب الحكومية.

والوائلي كان قائداً لقوات الأمن الخاصة بمحافظة إب، قبل إقالته من قبل ميليشيا الحوثي، وانضمامه إلى المقاومة الشعبية.

 

وأعلن المجلس العسكري في محافظة تعز عن انطلاق ما أسمه «معركة تحرير الجبهة الغربية» من المدينة بقيادة رئيس المجلس العميد صادق سرحان، قائد عملية فك الحصار عن المدينة وقائد الجبهة الغربية عبده حمود الصغير.

 

وذكر مصدر عسكري بالمدينة لـ«الإمارات اليوم»، أن المقاومة والقوات الشرعية تمكنت من السيطرة على تبة قاسم عقلان في البعرارة وسط فرار للميليشيا، فيما حققت القوات تقدماً في الحصب ودوار المرور، وأمنت وادي الدحي بالكامل فضلاً عن المناطق المحيطة بجامعة تعز، فيما حاصرت الانقلابيين في تبة الزنقل القريبة من الحصب، مشيراً الى أن العمليات تجري بسرعة كبيرة وأن الساعات المقبلة ستكون فاصلة بالنسبة للجبهة الغربية من المدينة.

وتمكنت قوات الشرعية والمقاومة الشعبية بمساندة مقاتلات التحالف من فرض السيطرة الكاملة على مناطق «المرور والأحياء المجاورة لها والممتدة الى مركز البركة» في تعز بالكامل، وتم قتل احد القناصة التابعين للانقلابيين فيما تم القبض على آخر، وفقاً لمدير المركز الاعلامي التابع للمجلس العسكري بتعز عبدالله الشرعبي، الذي أكد في تصريح لـ«الإمارات اليوم» أن العمليات العسكرية تجري في جميع المناطق الغربية للمدينة من الحصب وحتى مدخل منطقة بير باشا، والمطار القديم حيث مقر قيادة «اللواء 35» مدرع المواليين للانقلابيين.

وذكر الناطق باسم المجلس العقيد الركن منصور الحساني لـ«الإمارات اليوم»، أنه بعد مرور 10 ايام على بدء عملية «نصر الحالمة» لفك الحصار عن تعز، تم التركيز بشكل كبير لفك الحصار عبر أقرب الجبهات للمدينة وأقلها تكلفة وأسرعها للوصول لفتح طريق أمام تدفق التعزيزات العسكرية والمساعدات الإنسانية نحو المدينة.

 

وفي الجبهة الثالثة «الجنوبية الشرقية» حققت قوات الشرعية تقدماً طفيفاً نحو منطقة «الهجر» الواقعة بين الراهدة والشريجة، حيث توزعت أطقم تابعة لقوات الشرعية والمقاومة بالمنطقة وعليها مكبرات الصوت تطالب السكان بإخلاء المنطقة، في مؤشر إلى انتقال المعركة بين قوات الشرعية وميليشيا الانقلابيين الى مناطق متقدمة باتجاه الراهدة.

 

وأكد مصدر عسكري لـ«الإمارات اليوم» أن خطط فك الحصار عن ‏تعز عبر المدخل الجنوبي الشرقي «الراهدة – الدمنة – الحوبان»، تسير وفقاً للخطط المرسومة.

في الأثناء، شنت الميليشيات قصفاً عشوائياً على أحياء مدينة تعز. وذكر سكان محليون في المدينة أن القصف طال احياء الشماسي والإخوة، وحوض الإشراف، وعدداً من قرى جبل صبر الواقعة جوار منتزه الشيخ زايد، المطل على مدينة تعز، واستشهد فيها نحو 13 مدنياً بينهم اطفال، وكان اكثر ضحايا الأطفال سقطوا في القصف على محيط ساحة الحرية بالمدينة، حيث كان يتجمع عشرات الأطفال في انتظار دورهم لتعبئة المياه.

 

إلى ذلك، شنت مقاتلات التحالف العربي سلسلة غارات على تجمعات الانقلابيين في محيط معسكر ‏العمري شمال شرق مديرية ذباب الاستراتيجية الممتدة الى مضيق باب ‏المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، كما استهدفت الغارات مديرية موزع المجاورة وقرية الجديد ومنطقة العقمة عند الساحل الغربي، ومنطقة المطالي بمديرية المسراخ جنوب شرق تعز، ودمرت ثلاث دوريات ‏عسكرية ومدرعة ومخزناً للذخائر، حسب مصادر إعلامية موالية للقوات ‏الحكومية.‏ كما شنت مقاتلات التحالف غارات مكثفة على المناطق الواقعة بين مدينتي الشريجة والراهدة، مستهدفة تجمعات وآليات عسكرية ومنصات صواريخ، كان الانقلابيون نصبوها في تلك المناطق.

 

في السياق، تصاعدت الخلافات في أوساط الانقلابيين في ما يتعلق بمعركة تعز، وأكدت مصادر مقربة من المتمردين، أن هناك انشقاقات ورفضاً لتنفيذ الأوامر من قبل بعض القيادات الميدانية للانقلابيين في تعز، بعد تكبدهم خسائر كبيرة في الأرواح على جبهات المواجهات في المحافظة التي يرفض سكانها وجود الانقلابيين على أراضيهم.

وأشارت مصادر داخل الجماعة إلى أن انشقاقات وتصدعات كبيرة تهدد صفوف المتمردين، وأن عدداً كبيراً من القادة رفضوا تنفيذ أوامر لزعيم التمرد، عبدالملك الحوثي، الذي يرفض توقف القتال في تعز، على الرغم من إبلاغه بأن مواصلة القتال فيها تُعد «انتحاراً وتهوراً».

وأكد المركز الإعلامي للمقاومة، أن انهيار الروح المعنوية للمتمردين تسبب في تزايد حالات الاستسلام لمقاتلي المقاومة، وهروب العديد من ساحة القتال، ووصل الأمر إلى درجة هروب قادة ميدانيين والتحاقهم بصفوف الثوار، على غرار ما قام به 19 من ضباط الحرس الجمهوري وانضمامهم إلى مقاومة تعز خلال الأيام الماضية.

تويتر