طفلته «شيخة» آخر فرحة عاشها قبل رحيله

أسرة الشهيد سيف الزعابي: أهدانا مجداً لا ينطفئ بريقه

صورة

أكدت أسرة الشهيد الملازم أول طيار، سيف خلف سيف الزعابي، أنها لاتزال تعيش مشاعر الفخر والاعتزاز باستشهاد ابنها، الذي قدم روحه فداء للوطن والواجب، مهنئين أنفسهم بسمعة الشهادة الطيبة التي أهداها لهم.

«سيف رأى شيخة (ابنته) مرة واحدة، وكان ذلك في آخر زيارة له إلى الإمارات».  إيمان الزعابي


«لاحظت أن سيف لم يكن متفاعلاً مع ما حوله، في آخر لقاء لنا، بل كان كثير الصمت، كأنه كان يودع الحياة». محمد الزعابي

واستشهد سيف قبل نحو عام، حين كان على متن طائرة عسكرية سقطت أثناء أحد التدريبات المشتركة في مصر.

وكان قد تزوج قبل استشهاده بعام ونصف العام تقريباً، ورزق طفلة سماها «شيخة»، على اسم والدته. وعلى الرغم من أن السعادة ملأت نفسه حين زف إليه خبر قدوم طفلته الأولى إلى الحياة، أثناء وجوده في مهمة عسكرية، إلا أنه لم يتمكن من رؤيتها إلا مرة واحدة، فرحل وقد كللها بتاج الفخر وحب الوطن.

وقال محمد الزعابي، ابن عم الشهيد، إن «سيف عُرف بابتسامته الدائمة، ونفسه المرحة، ومبادرته إلى مساعدة الآخرين، وحرصه على عمل الخير، كما أنه جعل بره بوالديه من أهم أولويات حياته، فضلاً عن أنه كان هادئ الطباع، واجتماعياً، ولديه علاقات صداقة متينة وجيدة، وكان يحرص على أن يكون جميع أصدقائه وأفراد أسرته راضين عنه».

وأشار إلى أنه التقى سيف، للمرة الأخيرة، في أحد المطاعم، أثناء عودته إلى الدولة لقضاء إجازة قصيرة، قبل استشهاده بأيام قليلة، مضيفاً أنه لاحظ أن «سيف لم يكن متفاعلاً مع ما حوله، كما هو معروف عنه، بل كان كثير الصمت، وشارداً بفكره بعيداً، كأنه كان يودّع الحياة».

وتابع: «بعد بضعة أيام، تلقيت اتصالاً من أسرته، يطلبون مني فيه التأكد من خبر استشهاده، وبعد تأكدي من صحة الخبر من الجهات المعنية، أصبت بصدمة، وتألمت بشدة، كوني فقدت صديقاً رائعاً، وفرداً من أفراد أسرتي، إلا أن حسن خاتمة حياته بالشهادة هو ما خفف عن نفسي ونفوس إخوته ووالديه وأصدقائه وقع الصدمة».

وقالت شقيقة الشهيد، إيمان خلف الزعابي، إنها شعرت بأنها فقدت جزءاً مهماً من نفسها، برحيل سيف عن عالمنا الى دار البقاء، إذ كانت علاقة صداقة متينة تجمعها به، مضيفة أن الشهيد سيف هو الرابع بين إخوتها، الذين يعملون جميعهم في المجال العسكري.

وتؤكد إيمان: «كان يعتبرني صندوقاً آمناً لأسراره، وعلى الرغم من فارق العمر بيننا، كوني أكبره بأعوام عدة، إلا أنني كنت دوماً أشعر بأنه في مستوى تفكيري واهتماماتي في الحياة».

وزادت: «في آخر اتصال بيننا، أوصاني بالاعتناء بطفلته، إذ كان يردد باستمرار عبارة (سأموت شهيداً)، إلى أن حقق له رب العالمين الشهادة التي تمناها»، مشيرة إلى أن «الشهادة هي أفضل خاتمة لحياة المؤمن، الذي يسعى إلى نيل رضا ربه».

وأكدت أن «استشهاد شقيقي رفع رؤوسنا عالياً، وجعلنا نفتخر به، فقد قدم روحه فداءً لوطنه الغالي، الذي يرخص النفيس والثمين من أجله»، واصفة شقيقها الشهيد بـ«الفارس المقدام، الذي يعرف الجميع أنه لم يكن ليتأخر لحظة واحدة عن تلبية نداء الواجب».

وتحدثت إيمان عن أخلاق سيف، قائلة إنه «كان يتمتع بروح إيجابية تجاه محيطه، أياً كانت الظروف التي تجابهه، أو التي يكون طرفاً فيها، ومهما تكن نوعية الأشخاص الذين يتعامل معهم، إذ كان متفائلاً ذا نفس كريمة، وروح محبة، كما أنه كان ميالاً إلى الهدوء، وحريصاً على قضاء معظم ساعات يومه في البيت، بين أفراد أسرته».

وتابعت أنه «رأى شيخة (ابنته) مرة واحدة، وكان ذلك في آخر زيارة له إلى الإمارات، وقد طلب مني يومها التوجه الى أحد المراكز التجارية لشراء هدية لها، ولزوجته، تعبيراً عن فرحه بقدوم الابنة، وتعبيراً عن شعوره بالامتنان للزوجة».

وأكدت إيمان أن «روح سيف الطيبة لم تغب عنا لحظة واحدة، وجميع أطفال الأسرة يرددون أنهم سيصبحون طيارين عسكريين مستقبلاً، ليكونوا شهداء، ويسيروا على طريق العزة نفسه، الذي سار عليه شقيقي سيف».

وأثنت على الجهود الكثيفة التي تبذلها الحكومة الرشيدة للاهتمام بأسر الشهداء، والمتمثلة في الدعم النفسي والمالي الدائمين، وفي الزيارات المستمرة، للوقوف على حاجة هذه الأسر وتلبيتها بأسرع وقت.

تويتر