المرشد الأسري

يصعب علي منع أبنائي من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو الألعاب الإلكترونية، فكيف أوظف هذه الأجهزة بوسائل إيجابية تعود بالنفع علينا؟

يجيب المستشار الأسري عيسى المسكري:

 

لقد أنعم الله علينا بأدوات حديثة وأجهزة إلكترونية تسهم في التطوير والإبداع، ولو تم استغلالها بطريقة متميزة لعادت بالنفع على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع، حتى الألعاب المسلية قد تكون في بعض الوقت عملية تستخدم في زيادة المعارف وتنمية مفردات اللغة والعبارات، بل قد تكون سبباً في تعليم اللغات نطقاً وكتابة وتحدثاً، فأبناؤنا في أعمارهم المبكرة لهم قدرات هائلة في التعلم ومهارات يدوية في استخدام الأجهزة الإلكترونية، فهناك ألعاب للذكاء، وأخرى ألعاب تحليلية، وبعضها ألعاب في تركيب الكلمات المتقاطعة، أكثرها يدرب العقل، وينمي مهارات التحليل والتعليل والاستنتاج، وقد تستخدم هذه الأجهزة في حفظ القرآن الكريم عن طريق كثرة الاستماع، وأنا شخصياً تعرفت على بعض الأبناء، كان انطلاقهم لحفظ القرآن بأصواتهم العذبة عن طريق هذه الأجهزة، فأبناؤنا في عالمهم الإلكتروني لهم أعماق يجب علينا، نحن الآباء والأمهات، أن نغوص فيها حتى نستخرج لهم أفضل الجواهر وأجمل الدرر، ولا نتركهم عرضة للغرق والضياع، فإدارة تربية الأبناء من خلال هذه الأجهزة تتطلب التراخي والحزم، لا نمنعهم حتى لا يشعروا بالحرمان ولا نفتح لهم حرية التملك والتصرف، فكما أن هذه الأجهزة لها إيجابيات لو أحسنت استخدامها، لها العديد من السلبيات والكثير من المخاطر والمفاسد، فقد رأينا أن من ابتكر مواقع التواصل الاجتماعي هم شباب في مقتبل أعمارهم أصبحوا قبل الـ30 من عمرهم مليارديرات، وكانت الأجهزة بالنسبة لهم فرصة للمنافسة والتميز والإبداع، فانطلقوا من خلال عقولهم الناضجة ومواهبهم إلى آفاق واسعة بالمعرفة والذكاء، يجب أن نخاطب أبناءنا ونوضح لهم أن هذه الأجهزة غنيمة، فكم من مواهب كانت مدفونة اكتشفت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وكم من هوايات عالمية منسية وصلت للعالمية عن طريق هذه الأجهزة، وكم من صاحب علم كان محلاً للسخرية فإذا به قلعة مشرقة بالإرادة والتميز، يستطيع أبناؤنا أن يتعلموا عن طريق مقالات مكتوبة أو رسومات توضيحية، الثابت منها والمتحرك، وفي وقتنا الحاضر أصبحت هذه الأجهزة من الوسائل التي لا أحد يستطيع الاستغناء عنها، خصوصاً في المدارس والجامعات، فلا يقع اللوم إلا علينا معاشر الآباء والأمهات قبل أن يقع على أبنائنا، لو زودناهم بالهمة والمعرفة في فترة قصيرة يمكن أن يصبح أحدهم مهندساً أو متخصصاً أو موهوباً، يعتمد أولاً من خلال إدارة الوقت والمعرفة والأولويات، بالاستفادة من إيجابياتها والابتعاد عن سلبياتها واختيار كل نافع ومصلح، فمن أدرك البداية تميز في النهاية، ومن عرف الطريق أدرك الغاية، ومن وضع بذرة الهدف قطف زهرة الثمر.

تويتر