طالب ماجستير في جامعة ويست فرجينيا بالولايات المتحدة

الكعبي: الهندسة الكهربائية عصب الحضارة المدنية

تصوير: أحمد عرديتي

آثر المواطن الشاب سالم حجي الكعبي (25 عاماً)، مواصلة نجاحه في تخصص الهندسة الكهربائية، إذ تخرّج الأول على دفعته (12) في المعهد البترولي بأبوظبي، ومن ثم شرع في دراسات عليا بدأ أولى محطاتها بدراسة الماجستير في جامعة ويست فرجينيا بالولايات المتحدة الأميركية، ليتوّجها قريباً بالدكتوراه التي ستتيح له فرصة تحقيق طموحه، المتمثل في تدريس نظرائه من طلاب التخصص في المعهد ذاته، التابع لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك).

ارتبط الكعبي، المبتعث للدراسة من قبل «أدنوك»، بتخصصه في الهندسة الكهربائية بشكل كبير، والسبب كما يقول «وجدتها بالفعل عصب الحضارة المدنية، كما توصف، وتتمتع بمكانة بالغة الأهمية، تتجلى بوضوح في تداخلها مع العديد من قطاعات الصناعة، والأنشطة المدنية المختلفة»، لذلك «فإن خريجيها يجدون فرصاً وظيفية كثيرة ومتنوعة في هذه القطاعات، منها محطات توليد الطاقة، ومصانع المولدات، وشركات البرمجة وتصميم أجهزة التحكم، وشركات تصنيع وتصميم الآلات الطبية الكهربائية، وغيرها».

وطالما كان الكعبي شغوفاً بـ«الروبوت، وهو الإنسان الآلي القادر على القيام بأعمال مبرمجة سلفاً، حيث كانت طرق التحكم فيها تثير فضولي وتحاكيه، هذا إلى جانب اهتمامي بالعلوم الفيزيائية والرياضيات، الأمر الذي استثمرته بشكل فعال في دراستي للهندسة الكهربائية، التي وجدت فيها ضالتي، كما هي الحال بالنسبة لمحبي الرياضيات والعلوم، ففيها اكتشفنا معلومات وحقائق كثيرة ترتبط بها، وعن طريقها تعرفنا إلى حقائق علمية، وأتيحت لنا فرصة تطبيق أفكار جديدة، وعليه يعتبر المهندسون الكهربائيون العقل المدبر لتصميم وتطوير واختبار النظم والمعدات والأجهزة الإلكترونية»، وفقاً للكعبي.

استند الكعبي، القاطن في مورغن تاون بولاية فرجينيا الغربية، إلى تجارب مغتربين في بداية تجربته الدراسية في الخارج، الأمر الذي ساعده وبشكل كبير على مواجهة التحديات وتجاوز الصعوبات التي رفض أن يستسلم أمامها، حتى لا يخسر فرصة تحقيق الطموح الذي يرنو إليه وتحويله واقعاً ملموساً، وأشار إلى ذلك بالقول: «إلمامي بصعوبات الغربة وإيماني بحلمي وقدرتي على تحقيقه، كانا كفيلين بمعاونتي على تجاوز الصعوبات والعراقيل، ومواجهة التحديات، إضافة إلى إدراكي ماهية الصبر وأهميته، وضرورة أن يكون المرء على قدر القرارات التي يتخذها ويتحمل مسؤولية تبعاتها مهما كان نوعها».

وأكد الكعبي أنه «على الرغم من أن تجربة غربتي جاءت متأخرة بعض الشيء مع الدراسات العليا وليس مع الدراسة الجامعية، فإنني أعترف بدورها البالغ في منحي الكثير من الصفات الإيجابية، وإكسابي مهارات متميزة كتحمل المسؤولية والاعتماد على الذات، والتواصل مع الآخرين على اختلاف جنسياتهم وتباين خلفياتهم الثقافية».

اعتمد الكعبي في غربته التي سيودّعها خلال أيام بتخرّجه في «ويست فرجينيا»، على التواصل الدائم مع أفراد عائلته وأصدقائه وتشجيعهم المستمر له، إذ إنهم «لم يتوانوا البتة عن دعمي بكل السبل، ومساندتي بشتى الوسائل، للمضي قدماً نحو تحقيق الطموح الذي لا يفصلني عنه سوى أيام معدودة».

استمتع الكعبي بشكل كبير في غربته ومازال يحرص على ذلك، حتى في أيامه القليلة المتبقية «فأنا أحرص على تمضية أوقات فراغي واستثمارها في كل ما هو ممتع ومفيد، وأتلقى حالياً دروساً في الطيران لتحقيق حلم والدي برؤيتي طياراً، وسأحصل بفضل الله بالتزامن مع تخرّجي على رخصة الطيران الخاص، وأكون بذلك قد حققت حلمين في آن واحد، سيجعلاني مصدر فخرٍ لأفراد أسرتي».

تويتر