إنشاء 5 جسور لعبور المشاة للحدّ من حوادث الدهس

«طرق الشارقة»: حلول طويلة الأجل للأزمة المرورية

صورة

أكدت هيئة الطرق والمواصلات في الشارقة عزمها إنشاء خمسة جسور لعبور المشاة في شوارع الاتحاد والملك فيصل والملك عبدالعزيز والتعاون، للحدّ من حوادث الدهس، فضلاً عن إنشاء محطة نقل جديدة في المدينة، قرب مسجد الملك فيصل، بعد الحصول على الموافقات المطلوبة من الجهات المختصة.

شوارع مزدحمة

أكد العضو طارق النومان، أهمية صدور قانون للهيئة، وهيكل يلبي متطلباتها، وعرض مادة مرئية مصورة عن بعض الشوارع المزدحمة في الشارقة، أظهرت اختناقات مرورية في كثير من المناطق، منها إشارات مرور وأماكن عبور مشاة.

ورد السويجي بأن هناك مشروعاً لتحديد أماكن الاختناقات المرورية في الإمارة، وتبيان أسبابها، سيتيح للهيئة قاعدة بيانات ضخمة، يمكنها أن تبني عليها خطتها المقبلة، مبيناً أن «الحلول التي ستضعها الهيئة للاختناقات المرورية طويلة الأجل، وفقاً لتلك الدراسة، ستمتد حتى عام 2030».

وعزا تأخير إصدار قانون الهيئة إلى تداخل نشاطها واختصاصاتها مع دوائر كثيرة، مثل البلدية والشرطة والمرور والإنماء السياحي وغيرها، لافتاً الى أنه «يجب ألا يكون هناك تضارب عند مناقشة القانون، أي يجب تحديد الاختصاصات وفك الارتباط والتداخل مع نشاطات الهيئات الأخرى، قبل رفعه إلى المجلس التنفيذي لمناقشته»، لافتاً الى أن الهيئة بصدد عمل دراسات ومقترحات حول بنود القانون.

حفريات الشوارع

تساءل السجواني عن الجهة المسؤولة عن ردم الحفريات في الشوارع والمناطق.

وأجاب السويجي أن الهيئة هي المسؤولة عن ذلك، وأنها بصدد إصدار آلية تلزم الشركات التي تنفذ المشروعات في الطرق برد الحال إلى ما كان عليه قبل القيام بأعمال الحفر.

وتساءل الجروان عن «رؤية الهيئة لحل مشكلة النقل بين إمارات الدولة، لاسيما أن إحدى الإمارات المجاورة اشترطت الحصول على رخصة لممارسة نشاط النقل إليها، في حين أن الشارقة لم تتخذ مبدأ المعاملة بالمثل، فضلاً عن انعكاس ذلك على صعوبة نقل الطلبة من وإلى الشارقة، في ظل تلك التوجهات والتعقيدات بين إمارات الدولة».

وقال السويجي إن عجمان فرضت ترخيص مزاولة المهنة على الحافلات التي تنقل الركاب إليها، وفي المقابل، فإن طرق الشارقة تصدر أكثر من 3250 تصريحاً سنوياً للنقل الخارجي بين الإمارة والإمارات الأخرى.

وذكرت أنها ستتسلّم في أغسطس المقبل نتائج مشروع الدراسة المرورية، الذي بدأ العمل في إعداده عام 2013، لمعرفة أماكن الاختناقات المرورية في الإمارة، وأسبابها، مضيفة أنها ستضع حلولاً طويلة الأجل لمعالجة المشكلات المرورية.

جاء ذلك خلال مناقشة المجلس الاستشاري سياسة الهيئة، في جلسته التي عقدت على مدى سبع ساعات، في مقره بالشارقة، الخميس الماضي، كما ناقش المجلس مشروع توصياته بشأن سياسة دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية.

وتفصيلاً، طرح خلال الجلسة التي ترأسها عبدالرحمن سالم الهاجري، 24 عضواً من المجلس مداخلاتهم، حول خدمات الهيئة في مجال الطرق والخدمات، بحضور رئيسها، المهندس يوسف صالح السويجي، ومديرها لشؤون الطرق، المهندس سليمان عبدالرحمن الهاجري، ومديرها لشؤون المواصلات، عبدالعزيز محمد الجروان، وعدد من مسؤولي الهيئة.

وتساءل العضو راشد المحيان، عن آلية عمل الهيئة في رصف الطرق الداخلية في شعبيات الشارقة، فرد السويجي مؤكداً البدء في دراسة احتياجات الشارقة والمنطقتين الوسطى والشرقية.

وأوضح أن هناك مشروعات لاتزال تحت الإنشاء في المناطق الثلاث، ومشروعات ثانية في مرحلة إعداد المناقصات الخاصة بها، وأخرى في طور الإنجاز.

واستفسرت العضو إحسان السويدي، عن كيفية التنسيق بين الهيئة ومجلس التخطيط العمراني والقيادة العامة لشرطة الشارقة في دراسة الاختناقات المرورية، وهل هناك دراسة تقوم على أسس علمية لاتخاذ الوسائل والبدائل لحل الأزمات المرورية، خصوصاً أن الازدحام في كل الأوقات، ولا يوجد وقت محدد للذروة بعد أن بلغ مداه. فأجاب السويجي بأن مجلس التخطيط العمراني يضم أربع جهات، وهو مظلة للهيئة، وهناك اجتماعات دورية بين الجانبين، يتم على أساسها عرض المشروعات التي تحتاجها الإمارة من طرق، ومناقشة الاحتياجات، والتعاون مع الشرطة والبلديات المختلفة لعمل التحويلات المرورية المطلوبة.

وتساءلت السويدي عن مدى إقبال الجمهور على المواصلات، فرد الجروان بأن هناك إقبالاً كبيراً على وسائل المواصلات العامة في الإمارة، مضيفة أن الهيئة تعمل على جذب الجمهور لتلك الوسائل عبر مطبوعات توعية، تخفيفاً للازدحامات والاختناقات المرورية التي تترتب على قيادة المركبات الخاصة في الشوارع.

وتابع أن هناك 16 ألف راكب يستخدمون شبكة المواصلات العامة داخل الإمارة يومياً، وينطلقون من محطة الركاب الموجودة في مدينة الشارقة، إضافة إلى 16 ألف راكب يستخدمون شبكة المواصلات العامة الخارجية الرابطة بين الشارقة وإمارات أخرى، كاشفاً عن تخصيص قطعة أرض ملاصقة لمسجد الملك فيصل لإنشاء محطة ركاب جديدة داخل المدينة، وقال إن الهيئة انتهت من تصميم شكلها، وتنتظر موافقة دائرة التخطيط والمساحة للبدء في إنشائها.

تهريب الركاب

وتساءل العضو محمد راشد رشود، عن أسباب انتشار ظاهرة تهريب الركاب في الإمارة، فرد الجروان بأنه تم أخيراً إطلاق خدمة النداء الآلي لـ5200 مركبة أجرة، لأول مرة في الإمارة، لخدمة مستخدمي مركبات الأجرة في مراكز الشرطة والدوائر الحكومية والمستشفيات والمراكز التجارية.

وأكد ضبط 2357 مخالفة في عام 2014، «ما يؤكد أن الظاهرة موجودة، وتحتاج إلى حل رادع»، مبيناً أن هناك 250 ضابط مراقبة لتغطية أكبر عدد من مناطق الإمارة، للحد من تهريب الركاب.

وعن افتتاح أفرع للهيئة بالمنطقة الشرقية، أكد السويجي أن هناك مكاتب للهيئة في خورفكان، وسيتم افتتاح أفرع جديدة العام المقبل، لخدمة مناطق كلباء ودبا والمنطقة الوسطى. وطالب رشود بأن تكون هناك زيادة في نشر الوعي بطرق أخرى غير الملصقات الورقية، التي تتبعها الهيئة لجذب الركاب لارتياد المواصلات العامة، مبيناً أن «كثيراً ممن يستخدمون سيارات الأجرة هم من كبار السن، الذين قد لا يكونون متعلمين، أي لا يقرأون ولا يكتبون».

ازدحام «الوحدة»

وطالب العضو علي مصبح الكتبي، بإعادة النظر في جسر الوحدة، ومنح الشرطة المجال للتحكم بالإشارات الضوئية، موضحاً أن «الجسر من المشروعات الحيوية، إذ بلغت كلفته 840 مليون درهم، لكنه لم يسهم في تعزيز انسيابية حركة السير في محاور رئيسة، ولم يوفر حركة حرة دون توقف من طريق الذيد (شارع المطار) مروراً بنفق ميدان الثقافة وجسر تقاطع الشيخ حميد بن صقر إلى شارع الاتحاد باتجاه دبي والعكس». متسائلاً هل درست الهيئة أسباب استمرار الاختناق المروري منذ افتتاح الجسر قبل خمس سنوات؟ وأجاب السويجي بأن حجم الحركة في شارع الوحدة وفي كل شوارع الإمارة في تزايد مستمر، بسبب الزيادة الكبيرة في عدد سكان الإمارة في السنوات الأخيرة، وزيادة عدد السيارات الخاصة أيضاً، وعدم اعتياد كثير من الناس على التنقل عبر وسائل النقل العام، مشيراً إلى أن الهيئة تنتظر نتائج الدراسة المرورية في أغسطس المقبل، لوضع حلول جذرية لمشكلات ازدحام الطرق في الإمارة.

قيد التنفيذ

وتساءل الكتبي عن أهم المشروعات التي تقوم بها الهيئة في مجال الطرق. وأكد الهاجري أن هناك 30 مشروعاً لدى الهيئة قيد التنفيذ حالياً، موزعة على مدينة الشارقة والمنطقتين الوسطى والشرقية، وسيتم الإعلان عن مواقعها وتفاصيلها لاحقاً.

جسور المشاة

تساءل عضو المجلس الاستشاري عبدالله السجواني، عن خطة الهيئة بالتنسيق مع الشرطة، وغيرها من الجهات، للحد من ارتفاع أعداد ضحايا الدهس، إذ يلاحظ أن العديد من الشوارع والطرق تفتقر إلى ممرات للمشاة، كما تساءل عما إذا كان لديها خطط لإنشاء جسور للمشاة بدلاً من المعابر الحالية المخططة في الشوارع. ومثال ذلك في شارع الملك فيصل، وشارع الملك عبدالعزيز (الجوازات)، وفي امتداد شارع العروبة باتجاه التعاون مقابل محطة بترول أدنوك والجمعية التعاونية، مع أهمية مراعاة أن تكون جسور عبور المشاة مزودة بسلالم متحركة أو بمصاعد.

وأضاف أن هناك حاجة ملحة لبناء جسر للمشاة بعد جسر الخان إلى دبي، في ظل اكتظاظ المنطقة بالسكان، وتعرض حياة كثيرين للخطر لعبورهم الشارع. ورد السويجي بأن هناك نوعين من المعابر، الأول أرضي منتشر، ونراعي أن نوفرها في كل الأماكن، والآخر معابر وجسور مشاة، وقد تم اعتماد خمسة مواقع داخل مدينة الشارقة لعمل جسور مشاة بالتنسيق مع المرور، ستكون جاهزة قريباً كمرحلة أولى، ويتم تنفيذها على النحو التالي: إنشاء جسر مشاة في كل من شوارع الاتحاد والملك فيصل والملك عبدالعزيز، إضافة إلى إنشاء جسرين لعبور المشاة في شارع التعاون، وستكون هناك مصاعد تخدم كبار السنّ، إضافة إلى سلالم عادية وليست كهربائية متحركة.

وتابع أنه سيتم إنشاء جسور أخرى في مواقع لم تعتمد بشكل نهائي بعد، وأن الهيئة تتلقى دراسات مرورية حول المواقع التي تكثر فيها حوادث الدهس، والتي تتطلب إنشاء جسور لعبور المشاة حرصاً على حياتهم.

 

تويتر