حملات ميدانية لتقييم مستوى معلمي «العربية» في دبي

المري: أسر عربية تطالب بإعفاء أبنائهم من دراسة «العربية»

فعاليات خلال ملتقى «معاً نرتقي بالعربية» الذي شارك فيه أكثر من 120 مدرسة خاصة. من المصدر

كشفت الرئيس التنفيذي لمؤسسة التعليم المدرسي في هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، فاطمة المري، أن أسراً عربية تقدم طلبات لإعفاء أبنائهم من دراسة اللغة العربية في مدارس خاصة، وذلك في ظل توجه الدولة نحو تعزيز استخدامها ودراستها، مشيرة إلى أن الهيئة بصدد تنفيذ حملات تقييم ميدانية لمعلمي اللغة العربية في المدارس الخاصة للتأكد من جودة مستواهم وأدائهم، كما طالبت وزارة التربية والتعليم بمناهج إثرائية للغة العربية في المدارس الخاصة نظراً إلى ضعف محتواها.

«كلمني عربي»

أطلقت مدارس خلال الملتقى مبادرة «كلمني عربي»، تستهدف المعلمين والمتعلمين، وتهدف إلى تشجيع المشاركين على التواصل باللغة العربية، كما تم إطلاق ورشة عمل تستهدف الطلبة الراغبين في تعلم اللغة العربية، حضرها أكثر من 30 طالباً وطالبة في المدارس الخاصة بدبي.

وأوضحت المري، في تصريحات صحافية، على هامش ملتقى «معاً نرتقي بالعربية» التي أقيم في دبي، أمس، أن الهيئة تتلقى طلبات من أسر عربية، مواطنة وغير مواطنة، للحصول على استثناء بإعفاء أبنائهم من دراسة اللغة العربية، لأسباب مختلفة، منها عدم رغبة بعضهم في دراسة أبنائهم لها، وآخرون عاشوا في دولة أجنبية فترة طويلة ويجد أبناؤهم صعوبة في تعلمها، وآخرون أمهاتهم غير عربيات، وأيضاً عرب يعطون اللغة الإنجليزية اهتماماً أكبر من «العربية» لأسباب تتعلق بالوجاهة الاجتماعية، ورفضت المري هذا التوجه إجمالاً، لكون اللغة العربية ينبغي أن تحظى بالاهتمام الأكبر لديهم أكثر من أي لغة أخرى.

وقالت إن مستوى طلاب المدارس الخاصة في اللغة العربية بشكل عام، دون المستوى المطلوب، حتى في المدارس التي حصلت على تصنيف «متميز» ضمن تقييمات جهاز الرقابة المدرسية، وعزت ذلك إلى البيئة التي يعيش فيها الطالب بشكل عام، بدءاً من المنزل الذي يهمل تعزيز وتطوير استخدام اللغة العربية في التواصل، ومروراً بالتعاملات الاجتماعية التي تطغى عليها الإنجليزية، وانتهاء بالمدرسة التي لا تضع برامج علاجية لها.

وطالبت المري وزارة التربية والتعليم بضرورة تقديم مناهج إثرائية لمادة اللغة العربية في المدارس الخاصة، التي تعاني من ضعف المحتوى مقارنة بالمناهج الأخرى، وذلك للمساعدة ضمن خطة التطوير التي تعدها الهيئة لتعزيز استخدام اللغة العربية في المدارس الخاصة بمختلف مناهجها.

وتابعت «اتخذت الهيئة إجراءات عدة للنهوض باللغة العربية في مدارس التعليم الخاصة بدبي، أبرزها جعلها ضمن محاور التقييم في عمليات الرقابة المدرسية، لإلزام المدارس بوضع برامج لتطويرها، إضافة إلى إخضاع كل معلمي اللغة العربية والتربية الإسلامية للتقييم من خلال اختبارات شفوية وأخرى تحريرية، يعطى المعلم بناء على نتائجها إخطار تعيين أو المنع من التدريس، وذلك لضمان خلو المدارس من المعلمين ضعيفي المستوى، الذين يضرون بالعملية التعليمية».

وأضافت أن الهيئة ستجري قريباً جولات تقييمية ميدانية لمعلمي اللغة العربية في المدارس الخاصة بدبي، للوقوف على مستوى أدائهم داخل الصف المدرسي، ووضع خطط علاجية بناء على نتائج عمليات التقييم التي سيجريها فريق من الهيئة.

وأكدت أن هيئة المعرفة والتنمية البشرية تحرص على جعل تعلم اللغة العربية أكثر إمتاعاً لطلبة دبي عن طريق دعوة الميدان التربوي لتبادل الممارسات الناجحة التي تعزز اللغة العربية، وتهدف إلى خلق بيئة تعليمية جاذبة للمتعلمين، مؤكدة أن «تعلم اللغة العربية لا يقتصر على دور المدرسة فحسب، بل يتعداها ليشمل المجتمع بشكل عام».

وناقش أكثر من 600 معلم وتربوي من أكثر من 120 مدرسة خاصة في دبي خلال الملتقى، أفضل السبل لتدريس اللغة العربية وكيفية خلق بيئة تعليمية داعمة لمهارات اللغة العربية في المدارس الخاصة.

وقالت رئيس المشاركة المجتمعية في الهيئة، هند المعلا، إن الهيئة حرصت على طرح موضوعات نقاشية تساعد المدارس على تحسين المخرجات التعليمية عبر ورش عمل تشمل التقييم الذاتي والقيادة المدرسية، بالإضافة إلى مناقشة دور المدارس في تحقيق أهداف الأجندة الوطنية لدولة الإمارات 2021 وبناء فهم بعيد المدى بين أولياء الأمور حول أهداف الأجندة الوطنية لدولة الإمارات.

تويتر