«سنجل» طبيب وعسكري وإعلامي.. ويهوى السفر والأماكن الطــبيعية

الدكتور علي حسن سنجل، هكذا لقبه الفريق ضاحي خلفان، وهو في سن العاشرة، وإن كان اللقب حينها على سبيل التشجيع، إلا أن سنجل اتخذه هدفاً وأصر على تحقيقه، فكان أول موظف في شرطة دبي يبتعث لدراسة الطب بالخارج، قبل أن يحصل على شهادة الإعلام الطبي.

سنجل الذي يجمع بين ثلاث وظائف، بدأ مشواره العلمي وهو في الثالثة من عمره، عندما التحق برياض أطفال تابعة لشرطة دبي، ثم التحق بمدارس الدولة المختلفة، وخلال الدراسة كان يحرص على الالتحاق في فترة الصيف بدورات صيفية في مركز شرطة دبي الصحي.

وبعيداً عن الحياة العملية، يهوى سنجل السفر إلى المناطق الطبيعية والجزر، ويؤكد أنه رغم مشاغله المستمرة إلا أنه حريص على تقسيم وقته بين العمل والأسرة، ويعطي كلاً منهما حقه.

وتفصيلاً، يقول العميد الدكتور علي حسن سنجل: «لم أنسَ خلال فترة تدربي في مركز شرطة دبي الصحي، أنني كنت دائماً أردد أنني سأصير ذات يوم مديراً للمركز، وأثناء تدربي في العيادة التقيت الفريق ضاحي خلفان تميم، الذي كان آنذاك نائباً لرئيس الشرطة والأمن العام في دبي، ولقبني بـ(الدكتور) وتنبأ بأن يكون لي مستقبل باهر».

وأضاف لـ«الإمارات اليوم»: «بعد حصولي على شهادة الثانوية العامة، قدمت طلباً للالتحاق بشرطة دبي، وبالفعل تم قبولي، لكن أحلامي لم تتوقف عند هذا الحد، فكنت أطمح إلى الابتعاث

إلى الخارج لدراسة الطب، إلا أن أنظمة وقوانين الشرطة لم تسمح بذلك، لكنني لم أفقد الأمل وذهبت إلى الفريق ضاحي خلفان طالباً مساعدته، فوجه بابتعاثي على نفقة الشرطة، وبهذا أعتبر أول موظف في شرطة دبي يبتعث لدراسة الطب، وحصلت على شهادة البكالوريوس في الطب والجراحة من الكلية الملكية للخريجين بأيرلندا».

وتابع سنجل: «بعد حصولي على شهادة البكالوريوس عدت للعمل في شرطة دبي، لكنني وجدت أنني مازالت أرغب في استكمال الدراسة، فذهبت مرة أخرى إلى الجهة المسؤولة عن الابتعاث للخارج طالباً استكمال دراستي العليا، وهناك فوجئت بأن الفريق ضاحي وجه قبل أن أقدم الطلب بابتعاثي لنيل الماجستير والدكتوراه من الخارج، وبعدها سافرت إلى المملكة المتحدة وحصلت على دبلوم وماجستير ودكتوراه في علوم الأمراض الجلدية والليزر، وبذلك يكون الفريق ضاحي خلفان هو من صنع مستقبلي المهني».

وواصل: «استغرقت دراستي قرابة 15 عاماً، وحصلت على شهادة الإعلام الطبي في جامعة هارفارد وجوائز تقديرية عدة، وعدت إلى الدولة في عام 2003، للعمل طبيباً في مركز شرطة دبي الصحي، وفي 2005 كلفني خلفان بتولي مهام مدير المركز، وقد نجحت في تغيير الأنظمة بالمركز، وأسهمت في حصوله على أول ترخيص واعتراف كعيادة حكومية والحصول على ترخيص عمل لجميع الأطباء والكادر الطبي فيها، وسيحصل المركز قريباً على الاعتماد الدولي في مختلف أنشطته الصحية».

وقال سنجل إن «الإعلام بالنسبة لي هواية أعشقها منذ الصغر، فكنت أشارك في الإذاعة المدرسية، وكثيراً ما كنت أقلد الإعلاميين المعروفين، ولم يكن حبي للإعلام طلباً للشهرة، خصوصاً أن الشهرة السريعة لا تدوم، لكنني أؤمن بأن للإعلام دوراً مهماً في خدمة المجتمع الذي يعد الارتقاء بوعيه هدفاً سامياً وضماناً يتيح للمرء مواصلة دوره ورسالته الإعلامية».

وأضاف: «أحرص على تحقيق التوازن بين وظائفي المختلفة، وإعطاء كل مهنة حقها وقدرها من الاهتمام، فضلاً عن مراعاة واجباتي الأسرية، وأعتبر هذه المعادلة سراً للنجاح».

وأوضح أنه دخل مجال الإعلام قبل تسع سنوات، من خلال برنامج «فيتامين»، وكان هدفه تحصين المجتمع وحمايته من مخاطر الأمراض، بنشر التوعية الصحية والمستجدات العلمية والتطورات البحثية، مشيراً إلى أن يركز على الأمراض المستعصية الجديدة، لتعريف المشاهدين بكيفية التعامل معها.

وأضاف أنه يفضل التطرق في برنامجه إلى القضايا المرتبطة بالتطور العلمي بهدف مواكبته، وبيان مدى تأثيره في القطاع الصحي، لافتاً إلى أن هناك أمراضاً جديدة لم يجد لها العلم علاجاً، لذا لابد من توفير إجابات للأشخاص حولها، وتسليط الضوء على مخاطرها، من باب التوعية الصحية محلياً وعربياً.

وتابع: «نسعى إلى الإسهام في إيجاد الحلول وعدم الاقتصار على طرح المشكلات، وأتمنى الانتقال ببرنامج (فيتامين) إلى مواقع التواصل الاجتماعي، لأن الإعلام المرئي يشهد انخفاضاً كبيراً في عدد المشاهدين، نظراً للتطور السريع والوقت الضيق ومشاغل الدنيا».

وأكد ضرورة تأهيل الشباب وتثقيفهم، وتعزيز الهوية الوطنية لديهم، ويجب أن نعلمهم أن تحقيق النجاح المهني يحتاج إلى التحلي بالصبر والإرادة الصلبة والتصميم، فضلاً عن ضرورة تمسكهم بانتمائهم العربي الإسلامي، وتفادي الانسياق الأعمى وراء الغرب وأخذ الجوانب الإيجابية عنه فقط. وأضاف أن الدولة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، شهدت تطوراً كبيراً في المجال الصحي، من خلال بناء المستشفيات، وتزويدها بأحدث الأجهزة وتوفير الكادر المؤهل من المواطنين، واستقطاب الكفاءات.

الأماكن الطبيعية

قال العميد الدكتور علي حسن سنجل إن لديه أربعة أبناء، الابنة الكبرى هي فاطمة (21 عاماً) تدرس البكالوريوس في تخصص العلوم السياسية، ومحمد (19 عاماً) مرشح في شرطة دبي ويدرس العلوم الجنائية، وأحمد (16 عاماً)، وعبدالله (ثماني سنوات)، وهما لايزالان في المقاعد الدراسية، لافتاً إلى أنه يترك حرية اختيار التخصصات لأبنائه، لكنه يحرص على توجيههم إلى ما فيه خير ومصلحة لهم.

وأضاف أنه يحرص على قضاء إجازة نهاية الأسبوع مع أسرته والاستمتاع بلحظة البقاء معهم، لافتاً إلى أنه يحب السفر إلى الأرياف والجزر والأماكن الطبيعية، التي تغطيها المساحات الخضراء الشاسعة، مشيراً إلى أن هناك أماكن جميلة داخل الدولة، يحرص على زيارتها، منها المناطق الجبلية والصحراوية.

مبادرات صحية

قال مدير مركز شرطة دبي الصحي واستشاري الأمراض الجلدية والليزر، العميد الدكتور على حسن سنجل، إن المركز نظم مبادرات عدة وبرامج صحية واجتماعية، بهدف نشر الوعي والثقافة الصحية لدى الجمهور، لافتاً إلى أن المركز يتحمل كلفة علاج لحالات مرضية معدية لا يشملها التأمين الصحي، منها التهاب الكبد الوبائي (C).