«الاتحادية العليا» أكدت أن مصلحته في وجوده مع والده وإخوته

إسقاط حضانة طفل عن أمه بسبب «اللغة»

«الاتحادية العليا»: الحضانة تتعلق بها حقوق ثلاثة: الأب والحاضنة والمحضون.. وحق المحضون مقدم على غيره. تصوير: إريك أرازاس

قضت المحكمة الاتحادية العليا بحق مواطن في حضانة طفله من مطلقته الأجنبية، التي لا تجيد التحدث باللغة العربية، إذ أكدت المحكمة أن مصلحة الصغير (8 سنوات) هي أن يعيش في كنف والده، وبين إخوته، ما يمكنه من اكتساب مهارة التحدث باللغة العربية.

وفي التفاصيل، أقام مواطن دعوى ضد مطلقته التي تنتمي إلى إحدى الجنسيات الآسيوية، مطالباً بإسقاط حضانة ولده الصغير، موضحاً أن المدعى عليها كانت زوجته، ورزق منها على فراش الزوجية بابنتين وولد (أعمارهم 17، 13، 8 سنوات)، وقد قُضى له بحضانة البنتين فقط، مضيفاً أن المدعى عليها تركت الأولاد قبل طلاقها لمدة سنة، وأن الولد يرغب في العيش وسط إخوته، ولا يرغب في الذهاب إلى والدته.

وقضت محكمة أول درجة بإسقاط حضانة المدعى عليها عن الصغير، ثم قضت محكمة الاستئناف برفض دعوى المدعي لسبق الفصل فيها، ولم يرتض المدعي بهذا الحكم فطعن عليه.

وقال المدعي إنه يطلب إسقاط حضانة مطلقته عن ابنه لما فيه من مصلحة للأخير، إذ كان يعيش مع إخوته منذ ولادته، وأن الولد في هذه السن يحتاج إلى مساعدة ومعاونة إخوته الذين حكم له بحضانتهم، خصوصاً أثناء فترة الامتحانات في مادة الدين واللغة العربية، وهو يعيش الآن مع والدته التي لا تتحدث اللغة العربية إلا نادراً، وقد أصبح ضعيف المستوى فيها، وفي عيشه مع إخوانه ضمان لتعلمه هـذه اللغة.

وقالت المدعى عليها إنها لا تتحدث اللغـة العربية، وأن المدعي تزوجها وهو يعلم بأنها غير عربية، والآن أصبحت من مواطني الدولة، وأصرت على حضانة الولد. واستأنست المحكمة برأي الصغير الذي كان موجوداً، وفضّل البقاء مع والده، على الرغم من حبه لوالديه، أماً وأباً.

وأوضحت المحكمة أن الحضانة تتعلق بها حقوق ثلاثة: حق الأب، وحق الحاضنة، وحق المحضون. وهذه الحقوق الثلاثة، إذا اجتمعت وأمكن التوفيق بينها ثبتت كلها. أما إذا تعارضت، فقد كان حق المحضون مقدماً على غيره، لأن مدار الحضانة على نفع المحضون، فمتى تحققت وجب المصير إليه، وأن الأصل في الحضانة هو مراعاة مصلحة المحضون، التي يتعين أن يقدم النظر إليها على النظر إلى رغبة حاضن ما في الحضانة، من دون الالتفات الى حق الأب أو الحضانة، ذلك أن مصلحة المحضون مقدمة شرعاً على مراعاة الحاضن في الحضانة، فضلاً عن أن من المقرر أن الأحكام الصادرة في الحضانة ذات حجية مؤقتة.

وأشارت إلى أن الثابت من الأوراق، ومما قدمه طرفا الخصومة، أنه قد قُضي للمدعي بحضانة ابنتيه، وهما تعيشان في كنف والدهما، وأن الصغير في حضانة والدته، وهو يعيش بعيداً عن إخوته، وأن والدته لا تجيد اللغة العربية، وتتحدث الإنجليزية بجانب لغتها الأم.

وذكرت أن مصلحة الصغير أن يكون بين إخوته، لما في ذلك من ألفة، وأن يعيش في كنف والده وبين إخوته، ما يمكن أن يكتسب مهارة التحدث باللغة العربية، مؤيدة ما قضى به حكم أول درجة.

تويتر